أثارت التحركات الأخيرة للسفير الإيراني لدى حكومة جماعة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، حسن إيرلو، سخط الحكومة اليمنية الشرعية التي وصفته بـ"الحاكم الفعلي" للعاصمة صنعاء، واتهمت طهران بتحويل اليمن إلى منطلق لتنفيذ سياساتها التدميرية في المنطقة.
وكان الدبلوماسي الإيراني المثير للجدل، الذي وصل إلى صنعاء بطريقة غامضة منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قد ظهر مساء الثلاثاء وهو يتفقد أعمالاً إنشائية في المستشفى الجمهوري بصنعاء، في نشاط غير دبلوماسي، وفقاً لما تناقله ناشطون موالون للحوثيين.
واعتبر وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، معمر الإرياني تحركات ما أسماه "الضابط في فيلق القدس الإيراني"، التي يجري إبرازها عبر وسائل إعلام تابعة للحوثيين، أنها "تأكيد على أنه بات يتصرف كحاكم فعلي، ويفرض نفسه المسؤول الأول عن العاصمة صنعاء المختطفة وباقي المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية"، حسب تعبيره.
واعتبر المسؤول اليمني، في سلسلة تغريدات على تويتر، أن تحركات إيرلو "تثبت أن قيادات مليشيا الحوثي مجرد ديكورات شكلية لا تمتلك القرار الفعلي في الجانب السياسي والعسكري وحتى الإداري".
٣-هذه التحركات تكشف للمجتمع الدولي والرأي العالم حقيقة الأحداث منذ الانقلاب، وتؤكد محاولات النظام الايراني فرض سيطرته على اليمن ضمن مشروعها التوسعي في كامل المنطقة، وتحويل اليمن إلى منطلق لتنفيذ سياساته التدميرية، وأن مليشيا الحوثي مجرد أداة قذرة لتنفيذ هذا المشروع pic.twitter.com/ptqxDo5ZfF
— معمر الإرياني (@ERYANIM) May 5, 2021
واتهم الإرياني النظام الإيراني "بممارسة وصايته المباشرة والمعلنة على إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا، وذلك عبر المدعو حسن إيرلو، المصنف في قوائم الإرهاب الدولية"، في إشارة إلى العقوبات الأميركية المفروضة عليه بعد وصوله إلى صنعاء.
وأردف بالقول: "هذه التحركات تكشف للمجتمع الدولي والرأي العالم حقيقة الأحداث منذ الانقلاب، وتؤكد محاولات النظام الإيراني لفرض سيطرته على اليمن ضمن مشروعه التوسعي في كامل المنطقة، وتحويل اليمن إلى منطلق لتنفيذ سياساته التدميرية، وأن مليشيا الحوثي مجرد أداة لتنفيذ هذا المشروع".
ولم يصدر أي تعليق من جانب الحوثيين رداً على الاتهامات الحكومية، وطوال الأشهر التي تلت وصول الدبلوماسي الإيراني إلى صنعاء، شنّت الحكومة الشرعية هجوماً متواصلاً على جماعة الحوثيين واعتبرتها "منزوعة السيادة".
وخلافاً لتدخلاته في تحديد مسار العملية السياسية من خلال رفضه المبادرة السعودية الأخيرة لإنهاء الأزمة اليمنية التي وصفها بأنها "مشروع حرب دائم"، كثف الدبلوماسي الإيراني المشمول بعقوبات من الخزانة الأميركية من نشاطه في كل المجالات بصنعاء.
وتتهمه الحكومة اليمنية بقيادة الهجمات العسكرية على مدينة مأرب النفطية، وتقول إن له بصمات في الهجمات الجوية التي تنفذها جماعة الحوثيين في العمق السعودي بواسطة الطائرات المسيَّرة والصواريخ الباليستية.
في غضون ذلك، قال مصدر محلي في محافظة أبين جنوبي اليمن، إن مدير شرطة مديرية مودية، ناظم الصالحي، تعرض لعملية اغتيال مساء الأربعاء، من قبل مجهولين في إحدى ضواحي المديرية.
وذكر المصدر لـ"العربي الجديد"، شرط عدم ذكر اسمه، أن العملية التي تأتي بعد أيام من اغتيال المسؤول المحلي لمديرية المحفد، أدت أيضاً إلى مقتل أحد مرافقي مديرية شرطة مودية، دون معرفة الجهة التي تقف وراء تلك العمليات.