كثفت السعودية من تحركاتها لإطلاق عملية عسكرية برية واسعة ضد جماعة الحوثيين، في محافظة شبوة النفطية، وذلك بمشاركة قوات انفصالية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، وألوية سلفية كانت ترابط في الساحل الغربي لليمن.
وأجرى السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، اليوم الإثنين، مباحثات مع رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزُبيدي، في الرياض، وذلك غداة إطاحة محافظ شبوة السابق، محمد صالح بن عديو، الذي كان قرار إقالته شرطا لإطلاق عملية عسكرية.
ووفقا لبيان رسمي نشره الحساب الرسمي للمجلس الانتقالي، فقد أبلغ زعيم الانفصاليين السفير السعودي "جاهزية المجلس والقوات الجنوبية لمواجهة التصعيد الحوثي في مختلف جبهات القتال".
وأشار البيان إلى أن اللقاء ناقش أيضا "مستجدات الأوضاع العسكرية والاقتصادية والسياسية في الجنوب واليمن في ضوء التحركات العسكرية والجهود السياسية التي يبذلها التحالف العربي لتوحيد جبهة المواجهة ضد المليشيات الحوثية المدعومة من إيران".
لقاء مثمر مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الأخ عيدروس الزبيدي ناقشنا خلاله أهمية دعم الحكومة اليمنية و توحيد الصف لمواجهة تعنت وصلف الميليشات الحوثية ورفضها لكل الجهود الدولية والاممية لوقف اطلاق النار والجلوس على طاولة المشاورات ، والخطوات القادمة لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض. pic.twitter.com/GhDOaWZqHS
— محمد ال جابر (@mohdsalj) December 27, 2021
السفير السعودي وصف من جانبه اللقاء بـ"المثمر"، وقال إنه جرى خلاله "مناقشة أهمية دعم الحكومة اليمنية وتوحيد الصف لمواجهة تعنت وصلف المليشيات الحوثية ورفضها لكل الجهود الدولية والأممية لوقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المشاورات، والخطوات القادمة لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض"، وفقا لتغريدة على "تويتر".
وبالفعل، بدأت قوات جنوبية بالتحرك من عدن صوب شبوة.
وأكدت مصادر عسكرية وسكان لـ"العربي الجديد" أن عددا من ألوية العمالقة السلفية وصلت، مساء الإثنين، إلى مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة.
وذكرت المصادر أن القوات القادمة من الساحل الغربي وعدن حظيت باستقبال من قائد محور عتق الموالي للشرعية، عزيز العتيقي، وقائد قوات الأمن الخاصة، عبد ربه لعكب، في مؤشر على انسجام جميع الأطراف لمواجهة الحوثيين.
ومن المقرر أن تلتحق القوات التي تضم آلاف المقاتلين وآليات عسكرية مختلفة بجبهات القتال في المديريات الشرقية لمحافظة شبوة، وذلك من أجل تحرير بيحان وعسيلان وعين، وتضييق الخناق على جماعة الحوثيين في مديرية حريب التي تعد أهم خطوط إمداد المليشيات نحو مديريات جنوبي مأرب.
انتهاء وقت العبث، وحان وقت الجد.
— Mohamed Bin Al-Wazir محمد ابن الوزير العولقي (@bin_alwazir) December 27, 2021
قوات #العمالقة والجيش الى #بيحان. وما ادراك ما بيحان وما بعد بيحان. pic.twitter.com/LPYPWk1aXe
وفيما ظهرت مخاوف من انتكاسة للمعارك التي تدور في جبهات مقبنة وأطراف حيس غربي البلاد، بعد سحب القوات السلفية نحو شبوة، أعلنت ألوية العمالقة أنها ما زالت في جبهاتها الأصلية.
وذكرت ألوية العمالقة، التي تتألف من 11 لواء، أن القوة التي انطلقت إلى شبوة هي من الألوية الاحتياطية، وأن القوة الأصلية لا تزال في جبهات القتال بالساحل الغربي.
كما أعلن صادق دويد، المتحدث الرسمي لما يسمى بقوات المقاومة الوطنية التي يقودها طارق صالح، جاهزية القوات المشتركة للدفاع عن الساحل الغربي ضد أي تهديدات معادية، واستعدادها للقيام بـ"عمليات حاسمة في أي اتجاهات تعبوية أينما تطلب الموقف".
وفي المقابل، ذكرت مصادر عسكرية موالية للحوثيين أن الجماعة عززت مواقعها في أطراف مديرية بيحان بمحافظة شبوة، خشية من هجوم محتمل للقوات الحكومية خلال الساعات القادمة.
وتراهن الحكومة اليمنية الشرعية والسعودية على توحد الجهود عقب تعيين قيادة جديدة لشبوة.
وفي وقت سابق اليوم الإثنين، شدد الرئيس عبدربه منصور هادي على أهمية "تضافر الجهود المجتمعية المختلفة لتحرير ما تبقى من مديريات المحافظة، وذلك خلال استقبال المحافظ الجديد عوض العولقي".
وعلى الرغم من التصعيد الحاصل في الساحل الغربي والانهيار غير المعلن لاتفاق استوكهولم بعد انسحاب القوات الموالية للحكومية من مواقعها وعودة الغارات الجوية، إلا أن الأمم المتحدة أعلنت، اليوم الإثنين، تعيين رئيس جديدة لبعثتها التي تراقب الاتفاق الهش الموقع أواخر 2018.
وقال مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، في بيان، إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أعلن عن تعيين اللواء الأيرلندي المتقاعد الجنرال مايكل بيري رئيسا لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA) ورئيسا للجنة تنسيق إعادة الانتشار.