حذر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، من ازدياد الاعتداءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، داعيًا السلطات الإسرائيلية إلى التحقيق في قتل واستهداف الأطفال الفلسطينيين.
وأشار وينسلاند، خلال إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك حول الملف الفلسطيني، إلى جرح 160 فلسطينيا واعتقال 400 آخرين في القدس، خلال أحداث الأقصى الأخيرة، مشددًا على ضرورة "ممارسة قوات الأمن الإسرائيلي أقصى درجات ضبط النفس"، فيما تحدّث عن انزعاجه من استمرار قتل الأطفال الفلسطينيين واستهدافهم، وحث السلطات الإسرائيلية على التحقيق في ذلك.
وتطرّق وينسلاند كذلك إلى زيادة عنف المستوطنين، وتحدّث عن سيطرتهم على أحد المباني التاريخية المقدسة في الحي المسيحي في القدس تحت حماية الشرطة. وأكد أن كل المستوطنات غير قانونية وتمثل عقبة أمام السلام، لافتا إلى استمرار عمليات هدم منازل الفلسطينيين في المنطقة "ج" والقدس المحتلة.
وعبّر عن قلقه إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في غزة، محذرًا من العقبات التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة للحصول على الرعاية الصحية، حيث يُمنع الكثيرون من الوصول إلى المستشفيات المختصة خارج القطاع للحصول على العلاج اللازم.
وأشار إلى أن تصاريح الخروج من غزة لتلقّي العلاج قد تأخذ أشهرا، الأمر الذي أدى إلى وفاة عدد من الأشخاص، مبينًا أن هناك نقصًا في التمويل تعاني منه "وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (الأونروا).
ووصف وينسلاند الوضع المادي للسلطة الفلسطينية بالحرج، ثم تحدث عن غلاء الأسعار الذي زاد بسبب الحرب الأوكرانية. وقال: "إن ذلك يهدد مستويات الأمن الغذائي للعائلات المعرّضة للخطر في الأراضي الفلسطينية. كما أن ارتفاع الأسعار سيؤثر سلبا على جهود إعادة البناء والإعمار في فلسطين وغزة على وجه التحديد".
وأكد أنه "من دون تمويل إضافي لن يتمكن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة و(الأونروا) من الوفاء بالاحتياجات الغذائية للسكان الفلسطينيين هذا العام، مما قد يترك أثرا مزعزعا للاستقرار لكل الأراضي الفلسطينية وخاصة غزة".
من جهته، قال السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة، رياض منصور، إن قوات الاحتلال قيدت وصول عدد كبير من الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين إلى الأقصى وكنيسة القيامة لإحياء شعائرهم الدينية بمناسبة شهر رمضان وأعياد الفصح المسيحية، مؤكدًا خطورة وصف إسرائيل للمصلين والمنظمات غير الحكومية الفلسطينية والمتظاهرين السلميين بالإرهابيين.
ودعا منصور إلى ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى، مع ضرورة احترام سلطة الأوقاف الإسلامية ووصاية المملكة الهاشمية، مشددًا على أن الهجوم الإسرائيلي في القدس والأقصى ليس هجوما على موقع إسلامي أو تاريخي فحسب؛ بل ضرب بمشاعر المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين وآخرين حول العالم عرض الحائط.
وأشار إلى أن إسرائيل تستخدم الأمن ذريعة لممارسة كل انتهاكاتها لحقوق الإنسان ومصادرة الأراضي وتشريد الفلسطينيين، مؤكدًا أنه لا يمكن المقارنة بين الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال وبين المحتل الإسرائيلي ووضعهما على قدم المساواة.
وشدد على ضرورة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بفلسطين وعدم اعتماد الانتقائية في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، متسائلا عما تم فعله لإخضاع إسرائيل للمساءلة عن الانتهاكات الجسيمة التي استمرت على مدار عقود، فيما أشار إلى أن إفلات إسرائيل من العقاب مستمر من دون مساءلة.
وحذر من أن "الكيل بمكيالين والغضب الانتقائي وحرمان العدالة وفقدان الفلسطينيين للأمل سيشعل الغضب"، مضيفًا "الشعب الفلسطيني يسألكم كمجلس الأمن، كيف تفلت إسرائيل من العقاب في حالات القتل بوضح النهار في الوقت الذي يشهد فيه الجميع ذلك، في أكثر نزاع وثق، في الغالب، في هذا العالم؟".
وقال "رئيس وزراء إسرائيل يرفض حل الدولتين وينفي وجود أراض محتلة ويرفض المرجعية الدولية والمفاوضات". وأضاف: "إلى متى سيبقى مجلس الأمن مكتوف الأيدي، في الوقت الذي من المفترض أن ينفذ قراراته والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة"، مشيرًا إلى أن "الفلسطينيين هم من يدفعون الثمن ويقتلون ويحاصرون، رغم إقرار مجلس الأمن بحقوقهم دون تنفيذها".