تواصل الاحتجاجات في السويداء وتحذيرات من محاولة حرف النظام السوري الحراك السلمي عن مساره
بينما تواصلت الاحتجاجات الشعبية ضد النظام السوري في عموم محافظة السويداء جنوبي البلاد، صباح اليوم والليلة الماضية، وتحولت إلى طقس يومي سياسي واجتماعي، شهدت المحافظة خلال الساعات الماضية حوادث متفرقة، عبّر ناشطون عن خشيتهم من أن تكون مفتعلة من جانب النظام للتشويش على الحراك الاجتماعي السلمي.
وذكر مراسل "العربي الجديد" في محافظة السويداء أن محيط مبنى قيادة فرع حزب البعث في السويداء، شهد الليلة الماضية إطلاق نار لعدة دقائق، يبدو أنه ناجم عن اشتباك بين طرفين، موضحا أنه يقيم داخل المبنى منذ إغلاقه من جانب المحتجين الشهر الماضي مسلحون من كتائب البعث، ومن المخابرات العسكرية.
وأضاف المراسل أنه تم أيضا إلقاء قنبلة أمام مشفى المزرعة الخاص في مدينة السويداء من قبل مجهولين، ما تسبب في أضرار مادية.
وكان الأهالي في قرية ريمة اللحف بريف السويداء الغربي قد كتبوا الليلة الماضية عبارات مناهضة للنظام على جدران مقر الفرقة الحزبية في القرية، منها "عدتم لسياستكم ببث الفتن، فعدنا للتأكيد على حتمية زوال البعث الذي اغتصبتموه وحولتموه لأداة لبث الفتنة وإقصاء الأحرار وتمزيق الشعب وبث الرعب والخوف عبر خمسة عقود.. إلى مزبلة التاريخ يا حزب التقارير، والحرية لسورية المباعة".
وعمد ناشطون في القرية إلى خلع صور ومجسمات للحزب ورئيس النظام السابق ووطئها بالأقدام. كما شهدت قرية "عرمان" بالريف الجنوبي لمحافظة السويداء، الليلة الماضية، مظاهرة أكد خلالها المشاركون على استمرار الاحتجاجات الهادفة إلى التغيير السلمي والانتقال السياسي في البلاد.
افتعال حوادث أمنية
وقال الناشط نديم العيسمي لـ"العربي الجديد" إن النظام "قد يحاول افتعال بعض الحوادث الأمنية هنا وهناك، لكنّ هناك وعيا كبيرا من جانب الناشطين والقيادات الروحية والأهالي عموما بهذه الأساليب، التي قد يلجأ إليها النظام للتشويش على الحراك السلمي وحرفه عن مساره، وهناك تصميم كبير على سلمية الاحتجاجات، وعدم الانجرار لأية استفزازات في هذا الإطار من جانب النظام وبعض أنصاره في المحافظة".
وذكر المراسل أنه بالرغم من موجة الحر اليوم نهارا، فقد توافد العشرات إلى ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، مرددين هتافاتهم اليوم المنادية برحيل النظام واعتماد الحل السياسي وفق القرارات الدولية، فيما أعلن ناشطون عزمهم على تنظيم احتجاجات في الأرياف مساء اليوم، مثل قرى وبلدات "الصورة الصغيرة" في الريف الشمالي، داعين أبناء القرى المجاورة إلى التجمع اعتبارا من الساعة الخامسة بعد ظهر اليوم.
وفي الريف الجنوبي، دعا الناشطون الأهالي إلى التجمع مساء اليوم في قرية ملح، بينما تجري استعدادات لمظاهرة مسائية في بلدة شقا يوم غد الاثنين، وذلك بالتزامن مع دعوات متفرقة في القرى، حيث تحولت الاحتجاجات والوقفات المسائية إلى طقس جديد على أهالي ريف السويداء، أسهم في زيادة التآلف الاجتماعي، وفي بروز مواهب في الغناء والرقص الشعبي وإلقاء الشعر، فضلا عن أنشطة موازية لانتخاب ممثلين عن الحراك في كل منطقة، باتجاه جعله أكثر تنظيما.
وكانت وفود أهلية من مناطق متفرقة في السويداء زارت أمس الرئاسة الروحية في مدينة قنوات، تأييداً لمواقف الشيخ الروحي للطائفة الدرزية حكمت الهجري، الداعمة للحراك الشعبي، فيما شهدت ساحة الكرامة في مدينة السويداء مظاهرة حاشدة ضد نظام الأسد، لليوم الـ35 على التوالي.
وأشاد المتحدثون من الوفود التي زارت الشيخ الهجري بمواقفه وأكدوا اصطفافهم إلى جانبه، فيما أكد الهجري أن الوقوف إلى جانب الحراك الشعبي "هو واجب على أي شخص بأي موقع، سواء كان على المستوى الرسمي أو الاجتماعي" وهذه "فرصة للبلد حتى تعود إلى أصولها".
وشدد على أنه ضد التقسيم الجغرافي وضد أي نوع من أنواع الانفصال والتقسيم الذي يطلقه "ضعاف النفوس" على حراك السويداء.
وتلقى الهجري، خلال الأيام القليلة الماضية، اتصالات منفصلة من 3 نواب في الكونغرس الأميركي، أولها من النائب الجمهوري فرينش هيل، تلاه اتصال من النائب الديمقراطي برندن بويل، وآخرها من النائب الجمهوري جو ويلسون، أكدوا خلالها دعم الحزبين للحراك السلمي في السويداء.
كما عبرت الجمعة النائبة في البرلمان الأوروبي كاترين لانغزيبن عن دعمها لانتفاضة أهالي السويداء ضد النظام السوري، وذلك خلال اتصال هاتفي مع الهجري.
وقالت لانغزيبن، التي تشغل أيضاً منصب رئيسة لجنة الشؤون الخارجية ومسؤولة الملف السوري في كتلة حزب الخضر بالبرلمان الألماني: "نحن مهتمون جداً بما يحصل في جنوبي سورية، ونؤكد وقوفنا إلى جانب المتظاهرين في السويداء ودرعا ودعمنا الكامل لمطالبهم المحقة".
من جانبه، اعتبر الهجري أن "ما يحصل في السويداء هو امتداد لما يجري منذ عام 2011، فقد وصل الشعب السوري لحالة كبيرة من القهر والحرمان نتيجة الممارسات السياسية والأمنية الخاطئة" من جانب النظام السوري.