تحذيرات من قيود الاحتلال على وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة في "سبت النور"

13 ابريل 2023
تشهد الأشهر الأخيرة ارتفاعاً خطيراً في وتيرة الاعتداءات على كنائس القدس (Getty)
+ الخط -

حذرت وزارة الخارجية الأردنية ولجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل من قيام إسرائيل بفرض قيود تحد من وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة في القدس المحتلة، وتقليص أعداد المحتفلين بـ"سبت النور".

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، سنان المجالي، في بيان صحافي اليوم الخميس، إنّ جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تقييد حق المسيحيين في الوصول الحرّ وغير المُقيد إلى كنيسة القيامة، يوم السبت القادم، لممارسة شعائرهم الدينية مرفوضةٌ ومدانة.

وأكد المجالي أن على إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، ووقف جميع الإجراءات التضييقية على مسيحيي القدس المحتلة، والامتناع عن أية إجراءات من شأنها المساس بحرية العبادة في الأماكن المقدسة.

وشدّد على أنّ الأردن وانطلاقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المُقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، سيستمر بالقيام بكل الخطوات المُمكنة لحماية المقدسات والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس لتكون مفتاحاً للسلام ورمزاً للتسامح والوئام.

وكان نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، قد قال أمس الأربعاء، في مداخلة في جلسة رقابية لمجلس النواب الأردني، إنّ "الاحتلال أساس الشر، وإنّ إنهاء هذا الاحتلال هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام".

وأضاف: "رسالتنا واضحة بأننا لن نقبل بأي شيء أقل من احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المُقدسات، وأنّ السلام لن يتحقق إلا إذا انتهى الاحتلال، وأنّ كل الإجراءات الإسرائيلية التي تقوض حلّ الدولتين وتحول دون تحقيق السلام العادل والشامل يجب أنّ تتوقف أيضاً".

وتابع: "لو لم تكن الأوقاف الأردنية موجودة في المقدسات الإسلامية والمسيحية، لكانت إسرائيل فرضت سيادتها على هذه المقدسات، ولكانت تقوضت الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للمقدسات".

قي سياق آخر، قالت لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل، اليوم الخميس، إنّ سكوت حكومة الاحتلال عن الجرائم ضد المقدسات المسيحية ورجال الدين والراهبات في القدس المحتلة، هو شراكة مباشرة في هذه الجرائم وتشجيع لها.

وأدانت اللجنة في بيان اليوم الخميس، الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال هذا العام على كنيسة القيامة في "سبت النور" للطوائف الشرقية، الذي يحل يوم السبت القادم، من خلال تحديد عدد المصلين في كنيسة القيامة إلى حد يعادل نسبة هامشية عما تشهده الكنيسة منذ سنوات طوال.

وحذرت لجنة المتابعة من جهات مشبوهة تسعى إلى إثارة الفتن الطائفية، خاصة في هذه الأيام، وتؤكد أنّها جهات مدسوسة خدمة للسياسات الإسرائيلية، في محاولة بائسة لشق صفوف شعبنا.

ونبهت إلى "اندساس جهات مشبوهة، لبث أجواء تحريضية وتهجّمات طائفية عنصرية بغيضة، وهذه ليست المرّة الأولى، خاصة في مواسم الأعياد، ما يؤكد هدفها لاختلاق احتراب داخلي بغيض، خدمة للمؤسسة الإسرائيلية".

وقالت اللجنة، في بيانها، إنّه في هذا العام أيضاً، وكما يجري في السنوات الأخيرة، فرضت سلطات الاحتلال دخول ما لا يزيد عن 1800 شخص إلى كنيسة القيامة، بمن فيهم رجال الدين والراهبات والطواقم العاملة من مختلف الطوائف الشرقية، في حين يؤكد رؤساء الكنائس في القدس المحتلة أنّ الكنيسة وباحتها وجوارها قادرة على استيعاب ما يزيد على 10 آلاف شخص، ما يعني حرمان الآلاف من الوصول إلى كنيسة القيامة في هذا اليوم الذي يُعد من أكثر الأيام قدسية لدى الطوائف المسيحية.

إلى ذلك، قامت سلطات الاحتلال بمنع المسيحيين من أبناء قطاع غزة كلياً من القدوم إلى القدس والصلاة فيها بمناسبة العيد.

ونبهت اللجنة كذلك إلى أن "حصار الاحتلال هذا ينضم إلى القيود المفروضة على المسجد الأقصى المبارك، والهدف واحد، وهو تقييد حرية العبادة، بالذات في القدس المحتلة، في إطار محاولات الاحتلال البائسة، لفرض هوية أخرى على المدينة المقدسة".

وأوضحت أنّ الأشهر الأخيرة تشهد ارتفاعاً خطيراً في وتيرة الاعتداءات على كنائس القدس، وحتى على المقابر المسيحية من عصابات استيطانية إرهابية، وتطاول الاعتداءات والإهانات رجال الدين والراهبات، ومنها ما يحظى بتوثيق وينتشر في شبكات التواصل، لكن معظم هذه الاعتداءات يبقى بعيدة عن التوثيق.

وفي السياق، أصدر التجمع الوطني الديمقراطي، بيانًا، حول التقييدات التي يفرضها الاحتلال على أعداد المصلين في كنيسة القيامة في "سبت النور". 

وعبر "التجمع الوطني" في بيانه عن "رفضه القاطع لممارسات الاحتلال كونه لا سلطة لهذا الاحتلال في القدس ولا يحق له أن يمنع حرية العبادة وهو تجاوز خطير لكافة مواثيق حقوق الإنسان والقانون الدولي". 

وأضاف التجمّع، في البيان نفسه، "إن دولة إسرائيل تتعامل مع حرية العبادة والحق في الصلاة على أنها حق لليهود فقط دون غيرهم، وهو ما يأتي من خلال التضييقات المستمرة على المسيحيين للصلاة في كنيسة القيامة يوم سبت النور، والمسلمين للصلاة في المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان المبارك، وهو تعبير صارخ عن الفوقية اليهودية والعقلية العنصرية الاستعمارية التي تحاول السيطرة على القدس ومقدساتها التي تقود عمل الشرطة وحكومة إسرائيل في قراراتها هذه". 

ودعا التجمّع الفلسطينيين المحتفلين بسبت النور للتوجه الى كنيسة القيامة في القدس "رغم كل ما يعلن عنه الاحتلال من تقييدات وتضييقات"، مؤكدًا أن الصلاة في كنيسة القيامة "حق خالص للمسيحيين ولا يحق لأحد أيا كان أن يمنعه، وأن المس بالمصلين سيكون له إسقاطات عديدة قد تقود إلى تصعيد آخر يتحمل مسؤوليته الاحتلال والحكومة الإسرائيلية".

المساهمون