حذرت دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك، من خطورة تصرفات مجموعات المتطرفين اليهود في ساحات المسجد الأقصى المبارك، بدعم وحماية من شرطة الاحتلال وما تقدمه لهم من تغطية أمنية، عبر شرطتها العسكرية وقواتها الخاصة المدججة بالسلاح والأذرع الأمنية الأخرى.
وفي تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، اتهم مسؤول بالأوقاف الإسلامية في القدس، والذي فضل عدم ذكر اسمه، هذه المجموعات المتطرفة، بالتمادي في استفزازهم لمشاعر المسلمين عبر سلسلة متواصلة من الانتهاكات، وهي تأكيد على طبيعة هذه المجموعات وفكرها المتطرف بالغ الخطورة، والتي كان آخرها ما تداولته وسائل الإعلام صباح أمس الأحد، عن قيام أحد المتطرفين بنشر صور حية مباشرة من ساحات المسجد الأقصى المبارك تحتوي على أصوات نفخ بالبوق تحت حماية شرطة الاحتلال، ولطالما حذرت الأوقاف من تصرفات هؤلاء المتطرفين التي أثارت غضباً عارماً في الشارع المقدسي.
وأكد المسؤول بدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، أنّ كافة هذه الممارسات المدانة ليست إلا هدفاً وسلوكاً ومنهجاً متأصلاً في تكوين هذه المجموعات الرامية لإشعال المنطقة.
وطالب المسؤول ذاته، سلطات الاحتلال قبل فوات الأوان، بالعمل على الوقوف أمام هذه التصرفات، وإيقاف هذا العبث بمصير الشعوب والأمم بمس معتقداتها ومقدساتها، علماً أن كافة الاقتحامات مدانة أصلاً وغير شرعية.
وشدد المسؤول على أنه "لن نتوقف عن تأكيد هوية هذا الصرح الإسلامي، قبلة المسلمين الأولى ومسرى نبيهم صلوات الله عليه، كمسجد إسلامي خالص للمسلمين وحدهم بكل ما دارت عليه أسواره الشريفة، بكامل مساحته البالغة 144 دونماً، الذي لن يكون يوماً إلا لما أقيم له وبني لأجله، من ذكر لاسم الله عز وجل وحده لا شريك له، ولتتلى فيه آياته، وترتقي منه صلوات المؤمنين المسلمين لله، تحت وصاية ورعاية هاشمية مباركة تطمئن لها قلوب المسلمين في كافة أنحاء العالم".
في هذه الأثناء، واصل المستوطنون اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى المبارك، حيث اقتحمه، اليوم الإثنين، وبحماية قوات الاحتلال، عشرات المستوطنين، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية في ساحاته وباحاته، واستمعوا لشروحات حول أسطورة "هيكلهم".
على صعيد آخر، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، إجراءاتها العسكرية على حاجز الحمرا العسكري، الرابط بين مدن الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية، بعد ساعات من إغلاق قوات الاحتلال بوابتين رئيسيتين تفصلان الأغوار الفلسطينية عن الضفة الغربية، بعد عملية إطلاق النار أمس، على حافلة تقل مستوطنين وجنوداً إسرائيليين قرب قرية عاطوف في الأغوار الشمالية بالضفة، والتي نفذها مقاومون فلسطينون، ما أدى إلى وقوع ست إصابات.
وكانت قوات الاحتلال قد أقامت تلك البوابتين إبان انتفاضة الأقصى الثانية التي اندلعت عام 2000، وحفرت بينهما خندقاً ترابياً، بطول سبعة كيلومترات على طول سهل البقيعة، وهما: بوابة الراس الأحمر، وبوابة المعيار، وبقيتا مغلقتين حتى قبل عدة سنوات، ويمنع على أحد دخول الأغوار سوى من حاجز الحمرا العسكري.
وسبق إغلاق البوابتين، الليلة الماضية، أن أجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ ظهر أمس الأحد، عمليات تفتيش وتمشيط ومداهمات استخدمت فيها الطائرات في منطقة الأغوار الشمالية للوصول إلى منفذي العملية، واعتقلت قوات الاحتلال شابين من عائلة تركمان من مخيم جنين شمال الضفة، بزعم تنفيذهما العملية، لكن عائلتهما شككت في رواية الاحتلال.
في شأن آخر، اعتدى مستوطنو "مستوطنة بدوئيل"، المقامة على أراضي الفلسطينيين غربي بلدة كفرالديك غربي سلفيت شمال الضفة، اليوم، على المزارعين وهدموا غرفة زراعية، تحت حماية جيش الاحتلال، حيث حاصر المستوطنون عدداً من المزارعين هناك واعتدوا عليهم، وحدث عراك بالأيدي، وأصيب عدد من المزارعين برضوض.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم، الشاب الفلسطيني منجد الكركي، على حاجز عسكري قرب الحرم الإبراهيمي الشريف وسط مدينة الخليل جنوب الضفة، فيما كان عشرات الفلسطينيين أصيبوا بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع، وتلقوا العلاج ميدانياً خلال مواجهات تزامنت مع اقتحام قوات الاحتلال مدينة الخليل واعتقال 3 شبان فجر اليوم، بينما اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الإثنين، الشاب أمجد غروف، عقب اقتحام منزله في البلدة القديمة من القدس.
وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، مدخل قرية بيت عنون شرق الخليل، بالمكعبات الإسمنتية، تمهيداً لوضع نقطة تفتيش لجنود الاحتلال للخارجين والداخلين، عبر مدخل القرية باتجاهي مدينة الخليل، حيث تأتي هذه الإجراءات عقب استشهاد الشاب فادي غطاس (19 عاما)، من بيت لحم، قبل ثلاثة أيام عند هذا المدخل.