في الوقت الذي كثف فيه المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين ونشطاء السلام الأجانب في الضفة الغربية، حذر وزير الأمن الداخلي عومر بارليف من أن ما يجري يمهد لظهور تنظيم إرهابي يهودي.
وجاءت تصريحات بارليف في مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، بعد أن أصيب عدد من نشطاء السلام الأجانب والإسرائيليين بجراح أمس، في سلسلة اعتداءات شنّها عناصر تنظيم "فتية التلال" عليهم في محيط مدينة الخليل، جنوبيّ الضفة الغربية.
وأقرّ بارليف بأن كلاً من جيش وشرطة الاحتلال لا يسارعان إلى التدخل لوقف اعتداءات المستوطنين. وأشار إلى أنه مضى وقت طويل قبل وصول عناصر الأمن إلى المكان الذي اعتُدي فيه على الفلسطينيين والنشطاء في محيط الخليل.
هجمات المستوطنين شرارة تحذير
وفي تغريدة نشرها على حسابه على "تويتر" اليوم الأحد، قال يئير لبيد، رئيس الوزراء البديل ووزير الخارجية الإسرائيلي، إن الهجمات التي نفذها المستوطنون أمس "يجب أن تشعل شرارات تحذير لدينا جميعاً. هذا الواقع سيدفع بنا إلى هوة سحيقة يصعب الخروج منها".
لبيد: هجمات المستوطنين ستدفع بنا إلى هوة سحيقة يصعب الخروج منها
وقد جاءت الاعتداءات وعمليات العربدة التي نظمها عناصر "فتية التلال" جنوب الخليل، أمس، بعد يوم من شنّ اعتداءات مماثلة على فلسطينيين ونشطاء سلام أجانب في محيط بلدة بورين، في قضاء رام الله، وسط الضفة الغربية.
وسبق أن ذكرت منظمة "السلام الآن"، التي تُعنى برصد انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في تقرير نشرته في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن المستوطنين شنوا 1200 اعتداء على الفلسطينيين منذ عام 2012.
زيادة كبيرة في عدد اعتداءات المستوطنين
وحسب المنظمة، شهد العام الماضي زيادة كبيرة في عدد الاعتداءات.
ونقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن عدد الهجمات التي نفذها المستوطنون في 2021 بلغ ضعفي ونصف ضعف الهجمات التي نفذت في 2020 و2019.
وربطت المنظمة بين تعاظم الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون وظاهرة النقاط الاستيطانية "غير القانونية"، التي تنتشر في أرجاء الضفة الغربية.
وحسب المنظمة، فإن 63 في المائة من الاعتداءات التي نفذها المستوطنون انطلقت من النقاط الاستيطانية.
وفي تقرير آخر، لفتت "السلام الآن" إلى أن وفاة المستوطن أوهافيا ساندك، العضو في تنظيم "فتية التلال" الإرهابي في ديسمبر/كانون الأول 2020، في حادث سير بعد مطاردة شرطة الاحتلال له، مثّلت نقطة تحول في كل ما يتعلق بالهجمات التي يشنها المستوطنون على الفلسطينيين.
ولفت التقرير إلى أنه في غضون شهر بعد مقتل سانداك، شنّ المستوطنون 37 اعتداءً في مناطق مختلفة من الضفة.
اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين موثقة
وقد وثقت العديد من حسابات نشطاء اليسار الإسرائيلي عدداً من الاعتداءات التي نفذها تنظيم "فتية التلال" ضد الفلسطينيين والنشطاء الأجانب.
وعرض الصحافي والناشط الحقوقي الإسرائيلي يوفال أبراهام، في سلسلة تغريدات اليوم الأحد، عدداً من الاعتداءات الموثقة بفيديوهات، التي تعرّض لها الفلسطينيون في بلدة بورين فقط.
ولفت أبراهام إلى أن المستوطنين شنّوا، في 6 نوفمبر/تشرين الأول الماضي، عدة هجمات على أهالي بورين، أدت إلى إصابة ثلاثة فلسطينيين، في ظل وجود عدد من الجنود الذين لم يحركوا ساكناً.
وفي حادثة أخرى، أشار أبراهام إلى أن المستوطنين تسللوا إلى البلدة، وسيطروا على سطح أحد المنازل، واتخذوه قاعدة لإلقاء الحجارة على بقية المنازل.
وأبرز أن عدداً من جنود الاحتلال كانوا في المكان دون أن يتدخلوا أيضاً. ولفت إلى أنه عندما سارع الأهالي في البلدة إلى الدفاع عن أنفسهم، أطلق أحد المستوطنين النار مباشرةً عليهم، ما أدى إلى إصابة سبعة منهم، دون أن يتدخل الجيش.
منظمة "السلام الآن": شهد العام الماضي زيادة كبيرة في عدد الاعتداءات
وحسب أبراهام، جنود الاحتلال لا يكتفون، أحياناً، فقط بعدم التدخل لمنع عناصر تنظيم "فتية التلال" من مواصلة شنّ الاعتداءات على الفلسطينيين، بل إن بعضهم انضم إليهم في تنفيذ الاعتداءات.
وأشار إلى أنه في الـ 16 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انضم جندي إلى هجوم المستوطنين على بورين.
وعرض الصحافي الإسرائيلي شريط فيديو يظهر فيه الجندي وهو يقدم للمستوطنين توجيهات في كيفية مواصلة الاعتداء على الأهالي في البلدة. ولفت إلى أنه في الـ 12 من يوليو/تموز الماضي، هاجم المستوطنون بورين، واعتدوا على منزل مسنة في البلدة، واقتلعوا 20 شجرة زيتون في محيط منزلها.