تجدد الاقتتال بين فصائل المعارضة السورية في ريف حلب

30 سبتمبر 2024
عناصر في الفصائل السورية المعارضة يتدربون بقاعدة في إدلب/ 9 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تجدد الاشتباكات بين فصائل المعارضة السورية: شهدت مناطق ريف حلب الشمالي اشتباكات بين فصائل "الجيش الوطني السوري"، مما أدى إلى إصابة مدنيين في منطقة بلبل بريف عفرين، وتدخلت "الجبهة الشامية" لدعم "صقور الشمال" بعد قرار حله.

- تأثيرات القرار التركي وإعادة هيكلة الجيش الوطني: قرار حل "صقور الشمال" جاء ضمن خطة إصلاحية بدعم تركي، مما زاد من التوتر بين الفصائل وأضعف سلطة وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة.

- تطورات ميدانية في شمال سوريا: شهدت جبهات ريف حلب محاولات تسلل فاشلة من قوات النظام، وقتلى وجرحى، وغارات روسية على مواقع "داعش" في بادية الرصافة، وعمليات مداهمة لقوات "قسد" في دير الزور.

تجددت الاشتباكات بين فصائل المعارضة السورية المنضوية تحت لواء "الجيش الوطني السوري"، شمالي البلاد، في مؤشر جديد إلى الفوضى العارمة التي تضرب مناطق ريف حلب الشمالي الواقعة تحت سيطرة هذه الفصائل. وأصيب مدنيون، فجر الاثنين، في منطقة بلبل بريف عفرين، شمال غربي حلب، نتيجة اشتباكات جرت بين فصيل "صقور الشمال" الذي صدر أخيرا قرار بحله، وبين فصائل أخرى، منها "الفرقة التاسعة"، ما دفع "الجبهة الشامية"، أكبر فصائل المعارضة في الشمال، للتدخل إلى جانب "صقور الشمال"، الذي أعلن اندماجه معها ردا على قرار حله من قبل وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة.

وتسبب القرار بتفجير توتر وتصعيد بين عدة فصائل سورية معارضة، والتي لطالما اقتتلت في الشمال السوري لأسباب تتعلق بالنفوذ في منطقة محدودة الموارد. وكانت وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة قد ذكرت أن قرار حل الفصيل المذكور جاء ضمن عملية إعادة هيكلة الجيش الوطني السوري وفق خطة إصلاحية شاملة مستمرة منذ عامين. إلا أن الوقائع تشير إلى أن الجانب التركي بصدد ترتيب الأوضاع العسكرية في شمال سورية على ضوء تقاربه مع النظام الذي يطالب أنقرة بالتخلي عن "الجيش الوطني" المعارض.

وذكرت مصادر عسكرية مطلعة في الشمال السوري لـ"العربي الجديد"، أن حاجزا لفصيل "الجبهة الشامية" اعتدى، الأحد، على وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة العقيد الطيار حسن مرعي حمادة، في مؤشر واضح إلى أن النزعة الفصائلية لا تزال هي السائدة رغم مرور سنوات على تجربة الجيش الوطني ووزارة الدفاع التي فشلت كما يبدو في أن تكون المرجعية لهذه الفصائل.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وتأسس فصيل "صقور الشمال" في منطقة جبل الزاوية، وتحديداً في بلدة كنصفرة، جنوبي محافظة إدلب، عام 2012، ويقوده حسن حاج علي المعروف باسم "حسن خيرية". وينتشر الفصيل في كلٍ من كمروك، وبيلان، ودوراقلي، وسعرينجك في ناحيتي بلبل وحور كلس بريف حلب الشمالي، ويضم قرابة 2500 مقاتل معظمهم من أبناء محافظة إدلب، وقسم منهم من ريف محافظة حماة وريف محافظة حلب. وتعليقا على ما يجري في الشمال السوري، أبدى العقيد مصطفى البكور، القيادي في فصائل المعارضة السورية في شمال غربي البلاد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أسفه معربا عن اعتقاده بأن الاشتباكات سيكون لها "تأثير سلبي على الثورة السورية وعلى موقف الحاضنة الشعبية للثورة من هذه الفصائل"، وقال: "ما يجري من اقتتال وصراع دليل على عدم وجود قيادة مركزية لهذه الفصائل، وعلى أن وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة لم تستطع وضع صيغة متكاملة وقانون لقيادة الفصائل وضبطها بطريقة مركزية، وهو أمر مقلق ويجعل صراعات الفصائل بعضها مع بعض تتغلب على صراع الفصائل مع النظام والاحتلالين الإيراني والروسي".

واستبعد البكور انجرار الفصائل إلى صراع واسع النطاق "لأنني أعتقد بأن لدى هذه الفصائل بعض الشخصيات من العقلاء ستتدخل لحل الإشكالات بطريقة سلمية، كما أن للحاضنة الشعبية في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون دورا كبيرا في منع الاقتتال"، مضيفا: "هناك وعي في الشارع المعارض، يدرك مخاطر ما يحصل". وتابع: "هنالك ضغوط تركية لتنفيذ قرار حل فصيل صقور الشمال، وخلاف ذلك يفتح الباب أمام رفض قرارات مستقبلية من فصائل أخرى، وبالتالي هذا الأمر يطيح بسلطة وزارة الدفاع على الفصائل التي هي بالأساس ضعيفة".

وتشكل "الجيش الوطني السوري" في ديسمبر/ كانون الأول 2017 من قبل "الحكومة المؤقتة"، التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وبدعم واسع من الجانب التركي، لمحاصرة النزعة الفصائلية التي تسود الشمال السوري. ويسيطر "الجيش الوطني" على منطقة "درع الفرات" في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، والتي تضم العديد من المدن والبلدات، أبرزها الباب وجرابلس ومارع. كما ينتشر في مدينة أعزاز التي تحتضن العديد من مؤسسات المعارضة السورية، وفي منطقة "غصن الزيتون" التي تضم منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية من السكان، وتحتضن عشرات الآلاف من النازحين والمهجرين.

قتلى من قوات النظام السوري وقسد على جبهات ريف حلب

ميدانياً، قُتل عناصر من قوات النظام السوري، اليوم الاثنين، جراء محاولتي تسلل فاشلتين على محاور القتال في ريفي حلب الشمالي والغربي على تخوم منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، شمال غربي سورية. وقالت مصادر في الجيش الوطني السوري في حديث لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام السوري حاولت التسلل على جبهة كباشين بريف حلب الشمالي الغربي، وجبهة كفر نوران بريف حلب الغربي، مؤكدةً أن فصائل المعارضة رصدت القوة وتعاملت معها بقذائف الهاون والرشاشات المتوسطة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، دون إحراز أي تقدم يذكر.

إلى ذلك، أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، عن مقتل عنصرين اثنين من قواتها، اليوم الاثنين، على جبهات مدينة منبج بريف حلب الشرقي، فيما أكدت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، أن العنصرين قُتلا باستهداف فصائل الجيش الوطني من خلال طائرة مُسيّرة نقطة عسكرية لـ"قسد" تقع شرقي محافظة حلب، شمالي سورية. وأوضحت المصادر أن مجموعتين من قوات "قسد" حاولت، فجر اليوم الاثنين، التقدم باتجاه نقاط الجيش الوطني السوري على جبهة مريمين بريف حلب الشمالي، ما أسفر عن وقوع جرحى، دون إحراز أي تقدم يذكر، تزامن ذلك مع تحليق طائرة استطلاع تركية في أجواء منطقة "درع الفرات"، شمالي البلاد.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية في بيانٍ لها، صباح الاثنين، عن "تحييد عنصرين اثنين من حزب العمال الكردستاني (PKK)، ووحدات حماية الشعب (YPG)، في منطقة درع الفرات، شمال سورية"، مشددةً على أن العمليات "التي ننفذها بإصرار ستستمر حتى يتم تحييد آخر إرهابي"، وفق تعبيرها.

من جهة أخرى، اندلعت اشتباكات عنيفة، ليل الأحد-الاثنين، بين قوات "قسد" المتمركزة على ضفة النهر (بادية الجزيرة)، في بلدة الحوايج من جهة، وقوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من إيران المنتشرة على الضفة المقابلة (بادية الشامية)، قرب جسر مدينة الميادين، شرقي محافظة دير الزور، شرقي سورية، تخللها قصف مدفعي متبادل، دون ورود أي معلومات عن وقوع خسائر بشرية.

في سياق منفصل، نفذت الطائرات الحربية الروسية 12 غارة جوية مستخدمة صواريخ شديدة الانفجار، استهدفت فيها كهوفاً يُرجح أن خلايا تنظيم "داعش" تتخذها أوكاراً لها في بادية الرصافة بريف محافظة الرقة الغربي، شمال شرقي سورية.

في غضون ذلك، نفذت قوات "قسد"، فجر اليوم الاثنين، بالاشتراك مع طائرات استطلاع تابعة لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، عملية مداهمة جرى خلالها اعتقال الشاب حمد الحسوني الصالح في مدينة الشحيل، شرق محافظة دير الزور، بتهمة التعامل مع خلايا تنظيم "داعش".

المساهمون