تجدد الاشتباكات في مخيم جنين خلال تقدم الأجهزة الأمنية الفلسطينية نحو المخيم

05 يناير 2025
قوات الأمن الفلسطيني في مخيم جنين، 17 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تجددت الاشتباكات في مخيم جنين بين مقاومي "كتيبة جنين" والأجهزة الأمنية الفلسطينية، مع استمرار الحملة الأمنية لليوم الثاني والثلاثين، مما أدى إلى وقوع حالات اختناق بسبب الغاز المسيل للدموع.
- تم تشييع جثماني محمود الحاج ونجله قسم، اللذين قتلا في المخيم، وسط اتهامات بأن مصدر الرصاص كان من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، مما زاد من حدة التوترات.
- شهدت جنين مسيرات مبايعة للمقاومة وإضرابات تجارية، وسط تحذيرات من انتقال التوترات إلى مناطق أخرى، ودعوات لإنهاء الحملة الأمنية.

تجددت الاشتباكات المسلحة ظهر اليوم الأحد، بين مقاومين من "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والأجهزة الأمنية الفلسطينية في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، مع استمرار الحملة الأمنية في المخيم لليوم الثاني والثلاثين على التوالي.

وبحسب ما قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فإن الاشتباكات اندلعت عندما تقدمت الأجهزة الأمنية الفلسطينية باتجاه حي "الألوب" على أطراف المخيم، وقام مقاومون بإلقاء عبوات محلية الصنع باتجاه القوات المتقدمة. في حين، أطلقت الأجهزة الأمنية الفلسطينية قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة خلال محاولتها التقدم داخل المخيم، ما أدى إلى وقوع حالات من الاختناق.

من جانب آخر، أكدت مصادر محلية أنه تم تشييع جثماني المواطنين الفلسطينيين محمود الحاج ونجله قسم، عصر اليوم الأحد، بمسقط راسها في قرية جلقموس شرق جنين شمالي الضفة الغربية. وقتل الحاج ونجله الفتى قسم وأصيبت طفلته أسماء في منزلهم بمخيم جنين ظهر أول من أمس الجمعة، إذ كان شهود عيان أكدوا لموقع"العربي الجديد"، أنهما قتلا وهما على سطح منزلهما، وأن مصدر الرصاص من مكان وجود الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

ولليوم الثاني والثلاثين، تواصل الأجهزة الأمنية الفلسطينية حصار مخيم جنين، وتندلع اشتباكات مسلحة بشكل متقطع بين مقاومين من كتيبة جنين مع الأجهزة الأمنية. وخلال حملة السلطة العسكرية على مخيم جنين قتل 14 شخصاً بينهم ثمانية من أهالي المخيم أحدهم يزيد جعايصة من قادة كتيبة جنين، والسبعة الآخرون مدنيون بينهم الصحافية شذى الصباغ، فيما قتل ستة عناصر من الأمن الفلسطيني. ونفذت الأجهزة الأمنية الفلسطينية عمليات اعتقال خلال الحملة.

وتصاعدت الأمور بعد الإعلان الرسمي من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الرابع عشر من الشهر الماضي، عن تنفيذ المرحلة ما قبل الأخيرة من العملية العسكرية "حماية وطن"، بهدف استعادة السيطرة على المنطقة. 

وشهدت مدينة جنين ومخيمها مسيرات مبايعة للمقاومة ورفضاً لسياسات الأمن الفلسطيني، ومن أجل حقن دماء الفلسطينين، كما شهدت المدينة إضرابات تجارية على عدة أيام لإنهاء الأزمة وخشية من الأوضاع الميدانية في ظل تواصل الاشتباكات، فيما قدمت العديد من المبادرات على مستوى الضفة الغربية لإنهاء الأزمة لكنها لم تنجح حتى الآن، بالتوازي مع مسيرات لحركة فتح في محافظات الضفة الغربية تأييداً للحملة الأمنية للسلطة على مخيم جنين.

وكانت فصائل فلسطينية حذرت من احتمال انتقال الأحداث المتوترة التي يشهدها مخيم جنين إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية، داعية إلى إنهاء الحملة الأمنية على مخيم جنين، كما أعربت منظمات أهلية فلسطينية عن مخاوفها من تأثير هذه الأحداث على السلم الأهلي داخل المجتمع الفلسطيني. 

وتأتي الأحداث على خلفية اعتقالات نفّذتها الأجهزة الأمنية بحقّ نشطاء من المخيم ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي، تبعها استيلاء أفراد الكتيبة في الخامس من الشهر الماضي، على مركبتين إحداهما تعود للارتباط العسكري الفلسطيني والأخرى لوزارة الزراعة، أعقبها عودة اعتقال نشطاء وذوي شهداء من المخيم ثمّ حصاره وإغلاق مداخله.

المساهمون