تجددت الاشتباكات بين "الجيش الوطني" السوري و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، مساء أمس الاثنين، عقب قيام قوات روسية وتركية بدورية مشتركة في ريف حلب الشمالي شمالي سورية، فيما واصل الطيران الحربي التابع للنظام السوري وروسيا استهداف مناطق متفرقة في البادية، تزامناً مع هدوء في منطقة إدلب.
وذكرت مصادر عسكرية من "الجيش الوطني"، لـ"العربي الجديد"، أنه اشتبك مع مجموعات من "قسد"، على محاور قرى حربل وكفر خاشر ومرعناز بريف حلب الشمالي، إثر رصد تحركات لها، وقيامها بمحاولة تسلل إلى مواقع تابعة إلى "الجيش الوطني". وأوضحت أن الجيش التركي استهدف بالمدفعية تحركات "قسد".
استهدف الجيش التركي بالمدفعية تحركات "قسد"
في غضون ذلك، قتل عنصران من "لواء السمرقند"، التابع لـ"الجيش الوطني"، بانفجار عبوة قرب مقر للفصيل، في ناحية راجو التابعة لمنطقة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
جاء ذلك، بعد ساعات من تسيير الجيش التركي دورية مشتركة مع نظيره الروسي في مناطق سيطرة "قسد" في ناحية عين العرب في ريف حلب الشمالي، بناء على التفاهمات الموقعة بين الطرفين حول مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" في شمال سورية.
وبحسب مصادر مقربة من "قسد" فإنّ الدورية تجولت في قرابة 20 قرية وبلدة حدودية شرق عين العرب، قبل أن تغادر القوات التركية إلى المناطق التي تسيطر عليها مقابلة عين العرب، فيما عادت القوات الروسية إلى قاعدتها في المدينة.
وذكرت المصادر أن قافلة إمدادات عسكرية ولوجستية إلى "قسد" من التحالف الدولي ضد "داعش" دخلت، مساء أمس الاثنين، إلى الحسكة قادمة من الأراضي العراقية عن طريق معبر الوليد الحدودي، موضحة أنّ القافلة ضمت 20 شاحنة كبيرة، بحماية مروحيات وآليات أميركية مدرعة.
وتأتي تلك القافلة ضمن المساعدات التي تقدمها واشنطن إلى "قسد" تحت راية محاربة تنظيم "داعش". وتنقل تلك المساعدات إلى قواعد عسكرية توجد فيها القوات الأميركية إلى جانب "قوات سورية الديمقراطية" في محافظتي الحسكة ودير الزور، وأهمها قاعدتا حقلي العمر وكونيكو في دير الزور.
في موازاة ذلك، اعتقلت "قوات سورية الديمقراطية" خمسة أشخاص على الأقل في مداهمات شنتها شمالي الرقة، وقادتهم إلى مقر "الفرقة 17" شمالي المدينة بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها. وكانت شنت أمس حملة اعتقالات في مدينة الرقة ومحيطها ونشرت حواجز على الطرق بهدف التجنيد الإجباري.
استهدف طيران النظام وروسيا مناطق متفرقة في البادية
إلى ذلك، واصل طيران النظام السوري وروسيا قصف مناطق متفرقة في البادية السورية، مستهدفاً عدة مواقع في جبل البشري جنوب شرقي الرقة ومناطق في بادية أثريا شمالي حماة ومناطق في بادية السخنة شمال شرقي حمص.
وكان التنظيم قد شنّ، أخيراً، العديد من الهجمات على دوريات ومواقع النظام، موقعاً خسائر بشرية في صفوفه، وذلك على الرغم من استمرار النظام في حملات التمشيط، بدعم روسي، ضد التنظيم، منذ شهور.
قتيلان بنيران "قسد" في دير الزور
من جهة أخرى، قتل شخصان، فجر اليوم الثلاثاء، في اشتباك مع "قسد" إثر قيامها باقتحام قرية الصعوة بريف دير الزور الشمالي الغربي، فيما تضاربت الأنباء عن طبيعة الاشتباك وسبب المداهمة.
وذكرت مصادر "العربي الجديد" أنّ قوة أمنية مدعومة من التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي داهمت فجر اليوم منزلاً في قرية الصعوة حيث وقع اشتباك مع مسلحين، وتبين لاحقاً أنّ الاشتباك أدى إلى مقتل شخص مع ابنه في المنزل.
وقالت المصادر، التي فضّلت عدم كشف هويتها، إنّ القتيلين هما أحمد إلياس وابنه عبادة، إذ دار اشتباك مع القوة المداهمة لأسباب ما زالت مجهولة، فيما تشير أنبار المصادر ذاتها إلى أن الأخير متهم بالانتماء لـ"داعش" وعند مداهمة منزله قاوم بالسلاح، ما أسفر عن مقتله مع ابنه. في المقابل، تحدثت أنباء أخرى عن أن الشخص لا علاقة له بـ"داعش" وأن "قسد" في إطار العمليات التي تشنها مع التحالف الدولي أطلقت النار عليه وقتلته مع ابنه خلال المداهمة حيث كانت تلاحق شخصاً آخر.
ولم تؤكد "قسد" أو تنفي على الفور ما ورد من أنباء بخصوص ما جرى أثناء المداهمة، وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق أن قتلت "قسد" مدنيين لا علاقة لهم بتنظيم "داعش" خلال المداهمات التي تشنها بدعم من التحالف الدولي.
وذكرت مصادر إعلامية، من بينها "شبكة فرات بوست"، أنّ عملية المداهمة لم تطاول منزل أحمد إلياس فقط بل طاولت منزل شخص آخر في قرية الصعوة، يدعى جاسم السليمان، بهدف القبض على شخص يدعى علي يحيى المعزي.
وبحسب مصادر "العربي الجديد" فقد شهدت قرية الصعوة، أمس الإثنين، هجوماً من مجهولين يعتقد أنهم تابعون لتنظيم "داعش" على عنصر من "مجلس دير الزور العسكري" التابع لـ"قسد". وذكرت المصادر أنّ الهجوم أدى إلى مقتل المدعو أحمد الفتحي والملقب بـ "أبو قيصر" وهو أحد مرافقي خليل الوحش القيادي في "المجلس العسكري".
وبحسب المصادر، فإنّ عملية المداهمة التي نفذتها "قسد"، فجر اليوم الثلاثاء، قد تكون مرتبطة بهجوم أمس، وتقول المصادر أيضاً إنّ هذه المداهمة قد تأتي على خلفية ثأر عشائري بين عناصر من "قسد" وآخرين تعرضوا لانتهاكات من قبل هذه العناصر وينتمون لعشائر أخرى.
وأوضحت المصادر ذاتها أنّ هناك قسماً كبيراً من المعتقلين لدى "قسد" يجري اعتقالهم على أنهم تابعون لـ"داعش" بينما يكون سبب الاعتقال خلاف عشائري بين عناصر المليشيا وأبناء عشائر أخرى.
وكانت "قسد" قد شنت، خلال اليومين الماضيين، حملات اعتقال في نواح مختلفة من المناطق التي تسيطر عليها من بينها حملات لملاحقة عناصر تنظيم "داعش"، وأخرى لملاحقة مطلوبين بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها.