تجدد الاحتجاجات في مدن تونسية

17 يناير 2021
من الاحتجاجات في سليانة ليلة الأحد (Getty)
+ الخط -

تجددت الاحتجاجات مع انطلاق حظر التجول في تونس، مساء اليوم الأحد، لتشمل بعض المحافظات التونسية، حيث أُشعِلَت العجلات المطاطية وأُغلِقَت الطرقات، وتواصل القوات الأمنية انتشارها لتطويق المحتجين، خاصة أن هذه العمليات تواترت ليلاً.

وانطلقت الاحتجاجات وبعض التحركات على مستوى مركز الشرطة بالمزارة بمدينة باجة، شماليّ تونس، وهو ما اضطر قوات الأمن إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.

وامتدت الاحتجاجات إلى قبلي ومدنين جنوبا والمهدية في الوسط الشرقي، فيما تتواصل المواجهات مع الأمن في أغلب المدن.
وشهدت محافظات سليانة والقصرين وبنزرت وسوسة انتشار الوحدات العسكرية أمام المنشآت العامة ومقرات السيادة، تحسباً لأعمال الشغب التي من الممكن أن تستهدف هذه المنشآت.

وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد زكري في تصريح صحافي أن قوات الجيش الوطني بصدد المشاركة في دوريات مشتركة في كافة جهات الجمهورية.

وشهد حيّ التضامن وحيّ ابن خلدون في العاصمة تونس عمليات كرّ وفرّ بين محتجين وقوات الأمن، وقام عدد من ساكني حيّ السرور بمدينة سبيطلة من ولاية القصرين (وسط غرب) بحرق الإطارات المطاطية ورشق القوات الأمنية بالحجارة، لتردّ بالقنابل المسيلة للدموع، فيما سجلت عمليات كرّ وفرّ بين عدد من المحتجين وعناصر من الشرطة التي تسعى إلى تفريق الشباب المتجمعين.

وشهدت منطقة جلمة بسيدي بوزيد إغلاقاً للطريق وسط المدينة، وحركات احتجاجية، وحرقاً للعجلات، للمطالبة بالتنمية وتفعيل الاتفاقيات السابقة.

وبحسب ملاحظين، فإن الاحتجاجات في منطقة جلمة كانت سلمية خلافاً لبعض التحركات العنيفة والمشبوهة في بعض المحافظات. 

وحجزت الوحدات الأمنية التابعة لمنطقة سوسة الجنوبية، اليوم الأحد، 480 إطاراً مطاطياً و50 قارورة بلورية، من بينها قوارير مولوتوف معدّة للرشق، وأُوقف 29 شخصاً من المشاركين في أعمال الشغب بعدّة مناطق، وأذنت النيابة العمومية بالاحتفاظ بـ 13 شخصاً، من بينهم 8 قُصَّر سيمثلون أمام القضاء، بحسب تأكيدات أمنية.

المرزوقي: رجل الدولة يفعل ما يجب لا ما يحب

وتعقيبا على الأحداث، أكد الرئيس الأسبق منصف المرزوقي أن "رجل الدولة يفعل ما يجب لا ما يحب، وما يجب أكثر من أي وقت مضى: الحفاظ على وحدة الدولة وتماسكها، التنسيق والتعاون الصادق بين سلطاتها ومؤسساتها في كنف أحكام الدستور".

وشدد، في تدوينة على صفحته في "فيسبوك"، على أن "على الدولة تجنيد كل طاقاتها لمواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يتخبط فيها شعبنا". 

وذكرت الجمعية التونسية للمحامين الشبان أنها "تتابع بانتباه شديد تصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية بمختلف ولايات ومناطق الجمهورية، بعد مضي عشر سنوات كاملة من اندلاع ثورة الحرية والكرامة، وتؤكد على ضرورة استكمال الأهداف الحقيقية للثورة وتواصل المسار الثوري ضد الفساد والمفسدين، وتعبر عن مساندتها كل التحركات الشعبية وتباركها وتدعو أهالينا في ذات السياق إلى تجنب أعمال التخريب، وكل أشكال الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة حفاظا على سلمية الاحتجاجات ومشروعيتها"، محملة "المسؤولية كاملة عما آلت إليه الأوضاع والتداعيات الممكن حصولها لكل من رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب".

واستغربت "التعاطي السلبي للسلطة الحالية مع الاحتجاجات المشروعة، رغم فشلها الذريع على جميع الأصعدة ومسؤوليتها المباشرة في نكبة هذا الوطن ومآسي شعبه المتواصلة طيلة عشرية من الزمن"، داعية "كافة المنظمات الوطنية وسائر القوى الحية إلى التنسيق الفوري والعاجل لتأطير الاحتجاجات وتصويب أهدافها، والالتحام مع جماهير شعبنا تلبية لنداء الوطن وتحقيقا لاستحقاقات المرحلة، وعلى رأسها اجتثاث منظومة الفساد والإفساد بكل تشكيلاتها وبمختلف ألوانها ورموزها".

وعلّق العميد المتقاعد بالجيش الوطني والرئيس السابق للجنة الوطنية لمكافحة الارهاب، مختار بن نصر، على الاحتجاجات الليلية وما تبعها من أعمال شغب، قائلًا إن "الاحتجاجات والمطالبات المشروعة تقع في وضح النهار وبوجوه مكشوفة"، معتبرا أن  "ما نراه من أعمال نهب وسرقات وتخريب في الليل وفي حالة منع الجولان يسمى تمردا على السلطة الضعيفة والمترددة".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وأشار المتحدث إلى أن "جهات لم تجد نفسها في السلطة، أو ناقمة ليس على التردي وما أصاب الناس من فقر وجوع، وإنما على ضياعها وضياع مكانتها السياسية ومكاسبها المرتقبة، تقوم بتحريض اللصوص  وقطاع الطرق على التمرد"، مضيفا: "هناك من يهلل لثورة الجياع... لن يخسر إلا الجياع ... ولن تزيدنا الفوضى إلا ترديا وتوحشا.. والخلاص في تطبيق القانون ثم تطبيق القانون".

وعقب المحلل السياسي حبيب بوعجيلة على الاحتجاجات، قائلا إن "تظاهرات الليل الملثمة لن تمنع تظاهرات النهار بوجوه مكشوفة لقوى الهامش الاجتماعي والثقافي والسياسي الذي تم التحايل على ثورته عبر ترسكل المنظومة القديمة (بقطع النظر عن تعدد أجنحتها الآن) التي صاغت بإتقان أدوات حكمها و معارضتها، والتفت بشكل عبقري على عملية التصحيح التي أنجزتها الجماهير في تصويتها في انتخابات 2019، بعد أن تم الالتفاف على العناوين التي انتخبها الناس".

دلالات
المساهمون