استمع إلى الملخص
- اعتُقل صنصال في نوفمبر الماضي بتهم تتعلق بالتضليل والمساس بالوحدة الوطنية، بينما أثارت قضيته اهتمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي منحه الجنسية الفرنسية، مما أدى إلى توتر دبلوماسي بين الجزائر وفرنسا.
- رفضت الجزائر منح تأشيرة لمحامي صنصال الفرنسي، مؤكدة أنه لا يحتاج لمحامٍ أجنبي، بينما يُعرف صنصال بمواقفه المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي ومعاداته للثورة الجزائرية.
هاجم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الأحد، الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال الموقوف في السجن، ووصفه بـ"اللص"، على خلفية تصريحات كان أدلى بها تخص تاريخ الجزائر. وقال الرئيس الجزائري، في خطاب ألقاه أمام نواب البرلمان: "تقوم (يقصد فرنسا) بإرسال لص، مجهول الهوية، ومجهول الأب، يأتي ليقول إن نصف (أراضي) الجزائر كان يتبع دولة أخرى"، في إشارة منه إلى الكاتب بوعلام صنصال.
وكانت السلطات الجزائرية قد اعتقلت الكاتب بوعلام صنصال في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لدى عودته من باريس، على خلفية تصريحات مثيرة للجدل، كان قد أدلى بها لمنصة فرنسية، وقال فيها إن أجزاء من الجزائر كانت تتبع المغرب، وأن الجزائر لم تكن لها أي كيان قبل الاستعمار الفرنسي، وهي تصريحات تعتبرها السلطات الجزائرية تحمل مغالطات تاريخية، وتحريفاً ومساساً بالوحدة الوطنية.
ويقبع صنصال، الذي يتبنى مواقف مؤيدة للاحتلال الإسرائيلي، وسبق أن زار تل أبيب، في السجن منذ ذلك التاريخ، حيث جرى توجيه تهم له بناء على المادة 87 مكرر من قانون العقوبات، والتي تشمل التضليل والمساس بالوحدة الوطنية، والإدلاء بتصريحات من شأنها المساس بوحدة البلاد، يتم تكييفها على أساس أنها عمل إرهابي أو تخريبي.
ولاحقاً، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مهتم بقضية الكاتب، وأنه منحه الجنسية الفرنسية، و"من واجب فرنسا حمايته بالطبع"، فيما قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، في تصريح صحافي، إن "اعتقال بوعلام صنصال غير مبرر، وغير مقبول". كما هاجم نواب فرنسيون في البرلمان الأوروبي الجزائر، في أعقاب اعتقال سلطاتها لصنصال، وطالبوا الرئيس الفرنسي بالضغط على الجزائر للإفراج عنه.
وهاجمت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، التي تتبع الرئاسة، بشدة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد تعبيره عن "القلق البالغ" بشأن توقيف صنصال. وقالت: "فرنسا الماكرونية الصهيونية تشجب توقيف صنصال (في مطار الجزائر)، لكنها لم تصرح للعالم عما إذا كانت لديها السيادة اللازمة التي تمكنها من اعتقال بنيامين نتنياهو إذا وطئت قدمه مطار شارل ديغول! وبما أن باريس تتحدث عن القانون وحقوق الإنسان، فإن الامتثال للقانون الدولي في حالة (بنيامين) نتنياهو قد يكون ذلك بداية جيدة"، في إشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ورفضت السلطات الجزائرية منح المحامي فرانسوا زيمراي، الذي كلفته دار النشر "غاليمار"، والتي تتولى نشر كتب بوعلام صنصال، تأشيرة الدخول إلى الجزائر لتولي الدفاع عنه، في سياق قرار سيادي، ولكونه مواطناً جزائرياً لا يحتاج إلى محام أجنبي للدفاع عنه. ويُعرف بوعلام صنصال، المولود في منطقة ثنية الأحد بولاية تيسمسيلت في الغرب الجزائري عام 1949، بمواقفه المتماهية مع اليمين الفرنسي المتطرّف المُعادي للمسلمين والمهاجرين في فرنسا، وأيضاً بمواقفه المعادية للثورة الجزائرية التي شبّه هجوماً مسلّحاً وقع في مدينة نيس الفرنسية عام 2016 بالعمليات التي كان يقوم بها مناضلوها ضدّ الاستعمار الفرنسي، إضافةً إلى مواقفه المؤيّدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، التي زارها في مايو/ أيار 2012 بالتزامن مع الذكرى الرابعة والستّين لنكبة فلسطين، ودعا خلال زيارته تلك السلطات الجزائرية للسماح بدخول الكتّاب الإسرائيليّين.