رحب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الاثنين، بقرار عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، الذي اتخذه المجلس الوزاري العربي خلال قمة عقدها في العاصمة المصرية القاهرة، أمس الأحد.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه تبون من رئيس النظام السوري بشار الأسد، بحسب ما أعلنت الرئاسة الجزائرية.
وبحسب الرئاسة الجزائرية، فقد تم الاتفاق بين تبون والأسد على "تبادل الزيارات وتحديد برامج عمل مكثف تشمل كافة القطاعات، من أجل التعزيز المستمر للعلاقات التاريخية المتميزة القائمة بين البلدين الشقيقين".
وأوضح بيان الرئاسة أنّ الأسد عبر عن شكره وتقديره البالغين للجهود الدؤوبة التي بذلها من أجل استعادة سورية إلى الجامعة العربية في ظل رئاسة الجزائر القمة العربية.
في سياق آخر، يقوم وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، اليوم الاثنين، بزيارة خاطفة إلى الجزائر، يلتقي فيها نظيره الجزائري أحمد عطاف، ويحمل رسالة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تخص تسليمه الدعوة الرسمية للمشاركة في القمة العربية التي ستعقد في الرياض في 19 مايو/ أيار الجاري، ولمناقشة بعض الملفات والقضايا السياسية التي تخص عقد القمة العربية وترتيباتها، حيث من المقرر أنّ تسلم الجزائر الرئاسة الدورية إلى السعودية.
وتأتي زيارة بن فرحان مباشرة بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب، أمس الأحد، في القاهرة، حيث تقررت عودة سورية رسمياً الى الجامعة العربية، لكنها أيضاً تأتي في خضم استياء جزائري، لم يعلن عنه بصورة رسمية، مما اعتبرته الجزائر تجاوزاً، خاصة من الرياض والقاهرة، لصفتها رئيساً للقمة العربية، وتحييدها عن الاجتماعات الأخيرة في كل من جدة وعمان الخاصة بالمسألة السورية.
وتعد هذه الزيارة هي الثانية لمسؤول سعودي رفيع إلى الجزائر في غضون أسبوع، بعد زيارة قام بها منذ يومين رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والأخير كان قد قابل الرئيس تبون في زيارة يبدو أنّها تأتي ضمن محاولة الرياض استدراك موقفها، وتقديم توضيحات سياسية للجانب الجزائري حول التطورات والخطوات الأخيرة التي جرت في الساحة العربية، إضافةً إلى الحرص على حضور الرئيس عبد المجيد تبون القمة المقبلة في الرياض، بعد خشية من إمكانية عدم حضوره بسبب التجاهل السعودية لموقع الجزائر في القرار العربي، ورداً على عدم مشاركة محمد بن سلمان في قمة الجزائر في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ويفهم الاستياء الجزائري، الذي استدعى توالي زيارات كبار المسؤولين السعوديين، من خلال غياب وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف عن الاجتماع الوزاري العربي أمس الأحد في القاهرة، بالإضافة إلى استمرار وجود السفير الجزائري في الرياض محمد بوغازي في الجزائر منذ تاريخ اجتماع جدة الأخير، إذ إنّه لم يعد إلى الرياض حتى الوقت الحالي.
وتعتبر الجزائر، بحسب مصادر جزائرية مسؤولة تحدثت إلى "العربي الجديد"، أنّ هناك "محاولة من أطراف عربية للقفز عن جهود الجزائر لاعادة سورية إلى الجامعة العربية، وحصاد ثمرة هذه الجهود التي كانت قد شهدت في السابق مقاومة كبيرة لمساعي الجزائر لحضور سورية في القمة العربية الماضية".
وأشارت مصادر دبلوماسية متطابقة أنّ "وزراء خارجية مصر والمغرب والسعودية رفضوا تضمين البيان الختامي للاجتماع الوزاري العربي فقرة تشيد بجهود الجزائر في ملف إعادة سورية إلى الجامعة العربية، قبل التوصل إلى صيغة أخرى وردت في البيان الختامي، فيما لم تشارك الجزائر، على الرغم من صفتها رئيساً للقمة العربية، في لجنة الاتصال الوزارية التي قرر الاجتماع الوزاري العربي تشكيلها، وتضم الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر، والتي كلفت "بالاستمرار في الحوار المباشر مع الحكومة السورية (النظام السوري) للتوصل إلى حل شامل للازمة السورية يعالج جميع تبعاتها".