عبّر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن رفضه أي ضغوط غربية قد تمارس ضد بلاده، بسبب تعزيز علاقاتها مع موسكو، فيما أعرب عن استعجاله موافقة مجموعة "بريكس" الاقتصادية على انضمام بلاده إليها.
ورداً على سؤال حول وجود ضغوط غربية تتعرّض لها الجزائر، تستهدف بلاده بسبب العلاقات مع موسكو، ومن أجل ثنيها عن شراء الأسلحة من روسيا، قال تبون "الجزائريون ولدوا أحراراً وسيبقون أحراراً في قرارهم وتصرفاتهم".
وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتدى سانت بطرسبورغ، بجرأة الرئيس الجزائري في القدوم إلى موسكو في هذا الظرف، قائلاً "الجزائريون حاربوا من أجل الاستقلال، والرئيس تبون زعيم يحترم مصالح بلاده".
ووصف تبون خلال مشاركته ضيف شرف في المنتدى، بلاده بأنها جاهزة على أصعد متعددة لاستقبال الاستثمارات الأجنبية، بفعل توفر بيئة مناسبة وتشريعات محفزة، وقال: "ليست على بلدنا أية مديونية، ونسبة نمو الجزائر 4.3 بالمائة، وستتطور إلى أكثر من ذلك خلال 2023، لذا أدعو المستثمرين لاكتشاف بيئة الأعمال والمحفزات الاقتصادية الجديدة، والجزائر تشهد مرحلة تنموية مهمة وأصبحت وجهة استثمار واعدة بسبب محفزات الاستثمار، لدينا قانون استثمار محفز جداً لخلق الثروة".
وكانت الحكومة الجزائرية قد أصدرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قانون استثمار جديد، وتعهدت بعدم تغييره لمدة عشر سنوات.
وجدد الرئيس الجزائري دعوته الشركات العاملة في مجال الطاقة، والطاقات البديلة للاستثمار والعمل في الجزائر، مشيراً إلى أن "قانون الطاقة الجديد يوفر كل الضمانات للشركات الأجنبية التي تشتغل في الجزائر.. نعمل على زيادة الاستثمار في الطاقة الخضراء، والمجال مفتوح أمام الاقتصاديين الذين ينتظرون دعم الحكومة الجزائرية".
تبون: نريد الانضمام لـ"بريكس" لتحرير اقتصادنا من الضغوط
أعرب الرئيس الجزائري عن استعجاله انضمام بلاده في أقرب وقت إلى مجموعة "بريكس"، والتي تضم روسيا والهند والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا، قائلاً: "نريد الانضمام في أقرب وقت إلى (بريكس) لتحرير اقتصادنا من بعض الضغوط"، مشدداً على ضرورة فصل السياسة عن الاقتصاد.
وورد في كلمة الرئيس تبون ما يشير إلى استعداد الجزائر القيام بدور الوساطة بين موسكو وكييف، وهي مبادرة سبق للرئيس تبون أن كشف عنها في وقت سابق، لكنها لا تبدو واقعية وممكنة بالنظر إلى موقف أوكرانيا التي تعتبر أن الموقف الجزائري غير متوازن.
وفي السياق، أكد تبون عدم "وجود حروب رابحة، كل الحروب خاسرة"، مشيداً بمساهمة روسيا في تخفيف أزمة الحبوب، والسماح بتصديرها، داعياً إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعوب والدول الفقيرة.
وتعليقاً على موقف الرئيس الجزائري من مسألة الضغوط الغربية، قال رئيس اللجنة البرلمانية للتعاون الجزائري الروسي عبد السلام باشاغا، إن الجزائر لن تسمح لأي طرف بأن يملي عليها كيفية إدارة علاقاتها الدبلوماسية، أو أن يحدد لها من تعادي ومع من تتحالف، مؤكداً أن السياسة الخارجية للجزائر قائمة بالأساس على "تقاليد التفاهم والتقارب مع أي دولة أو كتلة تحترم سيادتها ومصالحها".
وأضاف "الضغوط التي تحدث عنها الرئيس تبون سبق واتخذت أشكالاً مختلفة، معلنة وغير معلنة في الاتحاد الأوروبي وفي واشنطن، ويمكن ملاحظة ذلك أيضاً في طبيعة التناول الإعلامي للزيارة الحالية، وهذا أمر متوقع في أن تربط أطراف غربية بين زيارة الرئيس الجزائري إلى موسكو، مع الموقف من الأزمة الأوكرانية، لكن ما يهم الجزائر هو تعزيز العلاقة مع بلد صديق وحليف تقليدي لنا، وفق المصالح المشتركة التي تجمعنا معه".
وكان تبون قد قام بزيارة رسمية إلى موسكو وقع خلالها على وثيقة اتفاق "الشراكة الاستراتيجية المعمق"، والذي يحدد الإطار المستقبلي للعلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات المتعددة، مع تركيز على الشق الاقتصادي بالدرجة الأولى.