تبرئة إسرائيليات من تهمة التجسس لصالح إيران: "بحثن عن الحُب وتعرضن للاستغلال بذكاء"

09 اغسطس 2023
طلب العميل الإيراني من الإسرائيليات مهام مختلفة (Getty)
+ الخط -

برأت المحكمة المركزية في القدس المحتلة، اليوم الأربعاء، خمس متهمات إسرائيليات من تهمة التخابر مع إيران في القضية التي كُشف عنها في أواخر العام 2021.

وكان جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) قد كشف قبل نحو عام ونصف أنه أحبط عملية إيرانية لتجنيد إسرائيليات من أصول فارسية لصالح إيران مقابل أموال، كما ادّعى "الشاباك" أن النساء أنفسهن أقمن علاقات مستمرة مع عنصر مخابرات إيراني تقمّص شخصية إسرائيلي وأطلق على نفسه اسم "رامبود نمدار".

ورغم تبرئتهن، اتُهمت إحداهن بالتواصل مع عميل أجنبي دون توجيه تهمة التجسس إليها.

واعتبر قرار المحكمة أن الحديث يدور "بدون شك عن أشخاص ينتمون للصهيونية ويحبون الدولة (إسرائيل) ولم يكن لديهن ولا في أي مرحلة نية للمساس بأمن الدولة. ولا خلاف بأن بداية علاقة المتهمتين الأولى والرابعة مع الشخص الذي يُزعم أنه عميل أجنبي، كانت دون دراية بهويته، وبالتأكيد ليس بنية التواصل مع عميل أجنبي والمساس بأمن الدولة".

وأشار القاضي إيلان سيلاع إلى أن "الحديث عن نساء كُن يبحثن عن الدفء والحب وأذن تصغي إليهن، وأحيانًا عن مساعدة مالية. واستغل رامبود (عميل المخابرات الإيراني الذي تظاهر بأنه يهودي) هذا بذكائه وأقام علاقة طويلة معهن، بذكاء كبير وبطريقة استغلالية، تمكن من استخدامها لتلبية احتياجاته".

ويُستدل من سجلات المحكمة الإسرائيلية أن "الجاسوس الإيراني تمكن من التسلل إلى مجموعة فيسبوك لإسرائيليين من أصول إيرانية وهناك بدأ يتحدث إلى النساء عن اشتياقه إلى إسرائيل، وطلب أرقام هواتفهن من أجل البقاء على تواصل معهن. وكلما طالت المكالمات الهاتفية توطدت العلاقة بين الإيراني والإسرائيليات، اللواتي وقعن أسيرات لإطرائه".

وتمكن رامبود، بحسب ملفات القضية، من إقناع إحدى النساء، والتي تعمل في إحدى البلديات، بتصوير مكتب رئيس البلدية له. وفي وقت لاحق، طلب منها العمل على فتح نادٍ للنساء الإيرانيات في المدينة. ولم تتحمل المرأة الضغط ونفذت مطالبه. وحتى أنها أخبرته عن تجنيد ابنها في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ورداً على ذلك حاول التأثير عليها لإقناعه بأن يتجند في القوات البحرية أو القوات الجوية أو المخابرات.

وفي عام 2019 أخبرت الإسرائيلية العميل الإيراني بأنها تنوي السفر مع زوجها إلى مدينة إسطنبول التركية، فأخبرها بأنه سيحاول لقاءها هناك وأن يأخذ منها أغراضاً طلبها منها. وأخفت السيدة الأغراض في الحقيبة بطريقة لا يعلم زوجها بها، وفي اليوم التالي لوصولها إلى تركيا، تلقت اتصالاً هاتفياً من رقم غريب، وقيل لها إنه ينتظرها مبلغ مالي في صندوق برتقال في متجر الخضار والفواكه القريب من الفندق. ووجدت في صندوق البرتقال لدى توجهها إلى المتجر علبة تحتوي على مبلغ 3 آلاف دولار أميركي. وفي اليوم ذاته تلقت رسالة تطلب منها أن تحضر الأغراض والكتب إلى مدخل الفندق.

وفي العام 2020، خلال الانتخابات الـ23 للكنيست الإسرائيلي، طلب رامبود من إحدى النساء المتعاونات معه تصوير سير العملية الانتخابية من أجله. وخلال المحادثات بينهما أبلغته بأنها عرفت في الماضي النائبة كيتي شيطريت (حزب الليكود)، والتي كانت قبل ذلك رئيسة ديوان رئيس بلدية في منطقة المركز. عندها طلب منها أن ترسل له تفاصيلها.

كما طلب منها في فترة انتخابات الكنيست 2021، بتصوير كل شيء له، بما في ذلك أماكن وجود صناديق الاقتراع، وقد تجاوبت معه وأرسلت له الصور.

ولاحقاً طلب منها تصوير أماكن مختلفة في مدينة تل أبيب، مقابل آلاف الدولارات. وشملت الصور محطة المواصلات المركزية والحدائق المجاورة لها، ومحطات شرطة ومناطق تظاهر المثليين وغيرها.

المساهمون