تبادل للقصف بين المليشيات الإيرانية والتحالف الدولي شرقي سورية

07 ابريل 2022
استهداف قاعدة أميركية شرقي سورية (Getty)
+ الخط -

تبادلت القوات الأميركية الموجودة في شرق سورية، فجر اليوم الخميس، القصف المدفعي والصاروخي مع مليشيات مدعومة من إيران منتشرة في المنطقة، بينما قتل عناصر من قوات سورية الديمقراطية (قسد) جراء قصف تركي واشتباكات مع مهربين محليين.

وذكر مراسل "العربي الجديد" أن دويّ انفجار سمع نحو الساعة الواحدة والنصف فجر اليوم بالتوقيت المحلي، في حقل العمر النفطي، حيث تتمركز القوات الأميركية شرق دير الزور.

وأضاف أن "نيراناً شوهدت تنبعث من الحقل جراء قصف المليشيات الإيرانية المرابطة على الطرف الآخر من نهر الفرات"، مشيراً إلى أن القوات الأميركية ردت على مصادر القصف واستهدفت بالمدفعية الثقيلة نقاط تمركز المليشيات الإيرانية في الطرف الآخر للنهر".

وبحسب مراسل "العربي الجديد"، فقد شهدت حواجز مليشيات الحرس الثوري الإيراني حالة استنفار وتشديد أمني في مداخل مدينة البوكمال وطريق معبر القائم الحدودي.

من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 5 قذائف سقطت بجوار القاعدة الأميركية، اثنتان منها انفجرتا، والبقية لم تنفجر، وعمدت قوات التحالف إلى توجيه ضربات صاروخية لمواقع المليشيات الإيرانية غرب الفرات، من دون ورود معلومات عن وقوع إصابات من الطرفين.

وأشار المرصد الحقوقي إلى أن هذا الاستهداف هو الأول من نوعه منذ نحو 3 أشهر.

وذكرت شبكات محلية أن الانفجارين في محيط القاعدة الأميركية نجما عن سقوط قذيفتين أطلقتهما المليشيات الإيرانية المتمركزة في باديتي الميادين والقورية، ما أدى إلى اشتعال النيران وسط الحقل، ترافق مع أصوات سيارات الإسعاف بالقرب من المدينة السكنية داخل الحقل من دون معرفة الأسباب. 

ووفق مصادر محلية، فقد جاء الاستهداف بعد وصول رتل كبير للتحالف الدولي، يضم آليات وسيارات وعربات عسكرية وعدداً من الدبابات المحملة على شاحنات إلى الحقل. 

وذكرت شبكة نهر ميديا المحلية أن هذا القصف تلاه تحليق مكثف لطيران التحالف الدولي في سماء المنطقة، مشيرة إلى أن طيران التحالف الدولي واصل التحليق في محيط القاعدة لساعات، وصولًا إلى قرية الشحيل التي تقع على الخط الفاصل بين مناطق نفوذ المليشيات الإيرانية في دير الزور ومناطق نفوذ قوات "قسد".

ويعد حقل العمر النفطي أكبر قاعدة عسكرية للتحالف الدولي في سورية، وسبق أن تعرض لقصف مماثل من جانب المليشيات المدعومة من إيران، قاد إلى رد من جانب قوات التحالف.

من جهة أخرى، انتشرت، اليوم الخميس، عبارات مناوئة للمليشيات الإيرانية في عدد من الأحياء وسط مدينة دير الزور، لتشهد المدينة استنفاراً أمنياً مشدداً، وغضباً من قادة المليشيات الإيرانية الذين وجهوا توبيخاً لفروع النظام السوري الأمنية لعدم تمكنها من اعتقال الأشخاص الذين كتبوا هذه العبارات، وفق شبكة فرات بوست المحلية، التي أوردت مقاطع مصورة ترصد تلك العبارات.

من جهتها، حددت المليشيات الموالية لإيران بضعة جوامع في مدينة البوكمال، شرقي دير الزور، لإقامة صلاتي التراويح والجمعة فيها. وذكرت شبكة شمال وشرق سورية المحلية أن أوقاف دير الزور أبلغت خادمي المساجد، بأمر من قيادة الحرس الثوري الإيراني في المدينة، بحصر الصلاة في مساجد محددة بالمدينة، حيث سمح فقط بالصلاة في مسجدي الكبير وعمر بن الخطاب في مدينة البوكمال، ومسجد الحسين في بلدة السويعية، ومسجد الفاروق في بلدة الهري.

قتلى من قسد

في غضون ذلك، قتل 4 عناصر من قوات "قسد"، بينهم قيادي، وذلك إثر استهداف اجتماع لهم من قبل طائرة مسيرة تركية في قرية الأسدية بريف أبو راسين شمال غرب الحسكة، وفق شبكات محلية، بينها شبكة مراسل الشرقية الرسمي، فيما ذكرت مصادر إعلامية مقربة من "قسد" أن مدنيين قتلوا في هذا القصف. 

كما قتل وأصيب عدد من الأشخاص خلال اشتباكات بين مهربين وعناصر من "قسد" في بلدة جديد عكيدات بريف ديرالزور الشرقي، عقب مداهمة عناصر "قسد" المعابر النهرية في المنطقة.

كما أفادت شبكات محلية بالعثور على جثة عنصر من مليشيات قسد مقتولاً برصاص مجهولين في بلدة العزبة شرق دير الزور، فيما قتل شاب وأصيب شقيقه الطفل جراء إطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية في قرية الزر شرقي المحافظة.

تزامناً، شنت "قسد" حملة اعتقالات في شارع تل أبيض وشارع المنصور في مدينة الرقة، اعتقلت خلالها عدداً من الشبان بهدف سوقهم إلى معسكرات التجنيد الإجباري.

تسويات النظام

على صعيدً منفصل، ذكرت وكالة سانا التابعة للنظام السوري أنه جرت، أمس الأربعاء، تسوية أوضاع أكثر من 300 مطلوب من أبناء محافظات دير الزور والرقة وحلب، في إطار عملية التسوية "التي تشمل المدنيين المطلوبين والعسكريين والفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية".

وأضافت الوكالة أن العشرات حضروا إلى مركز التسوية بمدينة الميادين بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، ومركزي السبخة ودبسي عفنان في الرقة، إضافة إلى مركزي تل عرن وحيان في ريف حلب.

من جانب آخر، فرضت الفرقة الرابعة التابعة للنظام، والمتمركزة عند المعابر النهرية بدير الزور، دفع إتاوات على البضائع والمحروقات التي تعبر نهر الفرات بالدولار الأميركي عوضاً عن الليرة السورية.

وذكرت شبكة فرات بوست المحلية أن المبالغ التي يجرى تحصيلها من المعابر تتراوح ما بين 50 ألفاً و100 ألف دولار أميركي يومياً، تذهب إلى الضباط وعمليات تمويل المليشيات المحلية من رواتب وطعام، ويسمح بدخول جميع أنواع البضائع المهربة والمحلية باستثناء الأسلحة، بحسب تعليمات من قيادة الفرقة.

اغتيالات في درعا

وفي جنوب البلاد، أصيب الشاب وائل إبراهيم سعيد المصري، من بلدة كحيل في الريف الشرقي من محافظة درعا، إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين، حيث جرى إسعافه إلى مشفى درعا الوطني.

وذكرت شبكة درعا 24 المحلية أن الشاب رياض الراضي، من بلدة نصيب على الحدود السورية الأردنية، توفي أيضاً متأثراً بجراحه بعد تعرضه لإطلاق نار إثر خلاف سابق تطوّر إلى استخدام السلاح.

وأشارت الشبكة إلى إصابة أربعة آخرين، بينهم امرأة، خلال الحادث.

المساهمون