أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، أنه سيُطلع الرئيس الأميركي جو بايدن في اجتماعهما الخميس المقبل في البيت الأبيض، على خطة تتضمن إجراءات وخطوات لوقف البرنامج النووي الإيراني.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن بينت قوله: "سنقدم خطة منظمة، عكفنا على إعدادها في الشهرين الماضيين، لمحاصرة الإيرانيين، سواء على الصعيد النووي وعلى صعيد اعتداءاتهم الإقليمية". وأضاف: "لقد سرّعت إيران بشكل كبير من وتيرة تخصيب اليورانيوم، وتمكنت من تقصير الوقت اللازم لإنتاج المادة التي تكفي لإنتاج قنبلة نووية، لقد ورثنا واقعاً ليس بسيطاً، فإيران تتصرف من منطلق البلطجة والعدوان في المنطقة".
وأردف قائلاً: "سأخبر الرئيس بايدن أنه قد حان الوقت لوقف الإيرانيين... بحيث لا نمنحهم شريان الحياة عبر العودة إلى الاتفاق الذي انتهت صلاحيته، هذا الاتفاق لم يعد ذا صلة بالواقع، حتى وفق اعتبارات أولئك الذين كانوا يعتقدون ذلك"، على حدّ تعبيره.
وبحسب الصحيفة، فقد تحدث بينت عن جهود إسرائيل لتشكيل تحالف إقليمي لمواجهة "التطرف الإيراني"، مشيراً إلى أنه وزملاءه في الحكومة يعملون على تعزيز علاقات إسرائيل بدول في المنطقة، "بهدف بناء تحالف لمواجهة التطرف الإسلامي لإيران، وهناك الكثير من القضايا الأخرى التي بإمكاننا التعاون بشأنها أيضاً".
ولفتت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي يئير لبيد، تحدث أخيراً أيضاً عن الحاجة إلى توسيع دائرة دول المنطقة المستعدة لتدشين أو تطوير علاقاتها بإسرائيل، وضمنها الدول العربية التي وقّعت اتفاق التطبيع: الإمارات، البحرين، السودان والمغرب، إلى جانب تشديده على وجوب تعزيز علاقات تل أبيب بدول حوض المتوسط.
وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" قد نقلت أمس الأحد عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن التطورات المتلاحقة في أفغانستان بعد سيطرة "طالبان" تحسّن من فرص إسرائيل للتأثير بموقف الولايات المتحدة من إيران. وبحسب هؤلاء المسؤولين، فإن تواتر التقديرات في كلّ من واشنطن وتل أبيب بأن إيران في عهد الرئيس إبراهيم رئيسي لن توقّع اتفاقاً نووياً، يعزّز أيضاً من إمكانية اقتناع الإدارة الأميركية باعتماد خطة بديلة في التعاطي مع طهران، غير التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، معتبرين أن لقاء بايدن - بينت يمثل فرصة لزيادة تأثير تل أبيب بسياسات واشنطن إزاء طهران.
ولم يستبعد المسؤولون أن يفضي لقاء بايدن - بينت إلى البدء في بلورة استراتيجية جديدة وبديلة إزاء إيران، ولا سيما بعدما تبين لإدارة بايدن أن تقديرها السابق بأن طهران معنية بتوقيع اتفاق مع القوى العظمى بشأن برنامجها النووي غير واقعي.
وفي سياق متصل، رأى "مركز أبحاث الأمن القومي" أن الانسحاب الأميركي من أفغانستان وسيطرة "طالبان" عليها عززا من آمال إيران في انسحاب مماثل من العراق.
وفي تقدير موقف صدر عنه، أبرز المركز أن طهران ترى في الانسحاب الأميركي من العراق "انتقاماً استراتيجياً" على إقدام الولايات المتحدة على اغتيال قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني. وفي المقابل، شكك المركز في إمكانية نجاح إيران في توفير الموارد المادية التي تؤهلها للاستثمار في التدخل في أفغانستان، بعد سيطرة "طالبان" عليها بسبب أوضاعها الاقتصادية المعقدة.