- الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلفت آلاف الضحايا وأدت لكارثة إنسانية، مما أثار ضغوطاً لمحاكمة إسرائيل دولياً.
- الدعم الأميركي لإسرائيل يواجه انتقادات متزايدة داخل الولايات المتحدة، خاصة من المسلمين الأميركيين والناخبين التقدميين، مما يثير قلق أنصار بايدن قبل الانتخابات الرئاسية.
وقّعت النائبة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة، أمس الجمعة، على رسالة موجهة من عشرات الديمقراطيين في الكونغرس إلى الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، يطالبون فيها بوقف عمليات نقل الأسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي. ويظهر دعم بيلوسي لوقف نقل الأسلحة إلى إسرائيل أن هذا هو الموقف السائد بشكل كبير داخل الحزب.
ونانسي بيلوسي حليفة رئيسية لبايدن ومن الأعضاء المخضرمين في الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس الأميركي. ودعا النواب في رسالتهم إدارة بايدن إلى إجراء تحقيق خاص بها في غارة جوية إسرائيلية أدت إلى مقتل سبعة موظفين من منظمة المطبخ المركزي العالمي الخيرية يوم الاثنين.
وجاء في الرسالة: "بالنظر إلى الضربة الأخيرة على موظفي الإغاثة والأزمة الإنسانية التي تزداد سوءاً، نعتقد أنّ من غير المبرر الموافقة على عمليات نقل الأسلحة هذه". ووقّعت بيلوسي و36 عضواً ديمقراطياً على الرسالة. وليل الاثنين الثلاثاء، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيارة تابعة لمنظمة المطبخ العالمي المركزي في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط سبعة قتلى، وفق المنظمة.
وأكدت المنظمة غير الحكومية التي تتخذ مقراً في واشنطن في بيان، "مقتل سبعة عناصر من فريقنا بضربة نفذتها القوات المسلحة الإسرائيلية في غزة"، موضحة أن القتلى "من أستراليا وبولندا والمملكة المتحدة"، وأحدهم "يحمل الجنسيات الأميركية والكندية والفلسطينية".
وخرج الرئيس الأميركي لأول مرة، أول من أمس الخميس، عن سياسة الدعم غير المشروط لإسرائيل، تحت وطأة ضغط سياسي متزايد، بما في ذلك داخل حزبه الديمقراطي، في وقت يخوض حملة للفوز بولاية جديدة.
ويشنّ الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرباً مدمرة على غزة بدعم أميركي، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء وكارثة إنسانية متفاقمة، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى ممارسة الإبادة الجماعية. وتقيد إسرائيل إدخال المساعدات إلى غزة، ما أدى إلى شحّ في إمدادات الغذاء والدواء والوقود، وصولاً إلى مجاعة بدأت تحصد أرواح أطفال ومسنين في القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، بينهم حوالى مليوني نازح جراء الحرب، وتحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.
ووافقت الولايات المتحدة على مبيعات أسلحة لإسرائيل بقيمة عشرات الملايين من الدولارات منذ بدء حربها على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في استمرار للمساعدات العسكرية الثابتة منذ عقود. ويعتبر بايدن الداعم الرئيسي لإسرائيل منذ 7 أكتوبر، وجعل من المسألة شأناً "شخصياً"، على حد تعبير مستشاره للأمن القومي، جيك سوليفان. ولم يحمله أي شيء حتى الآن على التراجع عن خطه، لا العدد المتزايد من الضحايا المدنيين في غزة، ولا التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين التي تصاحب كل زياراته.
ويبدي الأميركيون المسلمون من أصل عربي، وجزء من الناخبين التقدميين، غضبهم حيال الرئيس المتهم بالمساهمة في معاناة الفلسطينيين. ويثير ذلك قلق أنصار جو بايدن، قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية التي قد تُحسم بفارق بسيط للغاية في الأصوات، فيما يتنافس الديمقراطي في استطلاعات الرأي مع الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب. ومن بين الولايات التي ستلعب دوراً حاسماً في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل ميشيغين، حيث يعيش عدد كبير من الأميركيين العرب.
(رويترز، العربي الجديد)