أكدت مينسك، الثلاثاء، أن القوة العسكرية المشتركة بين روسيا وبيلاروسيا هدفها "دفاعي محض"، يتمثل بحماية حدود الدولة السوفييتية سابقا والمتحالفة مع موسكو.
وقال وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين في بيان: "نشدد مجددا على أن مهام مجموعة القوى الإقليمية دفاعية محضة. وجميع الأنشطة التي تجري حاليا هدفها توفير رد كاف على التحركات قرب حدودنا".
وكان الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، المقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أعلن، الإثنين، أن البلديْن نشرا قوات مشتركة، من دون أن يحدّد موقع نشرها. ولفت إلى أن تشكيل هذه القوات تزامن مع انفجار على جسر يربط بين شبه جزيرة القرم وروسيا تتهم موسكو كييف بتنفيذه.
وأشارت تصريحات لوكاشينكو، الذي يتولى السلطة في بلاده منذ عام 1994، إلى تصعيد إضافي محتمل للحرب في أوكرانيا.
وقال لوكاشينكو في اجتماع بخصوص الأمن إن "توجيه الضربات إلى أراضي بيلاروسيا لا تجري مناقشته في أوكرانيا اليوم فقط، بل يجري التخطيط له أيضاً"، من دون أن يقدم دليلاً على كلامه. وأضاف "أصحابها يدفعونهم لشنّ حرب على بيلاروسيا لجرنا إلى هناك".
وأردف لوكاشينكو قائلاً: "نستعد لذلك منذ عقود. سنرد إذا استدعى الأمر"، موضحاً أنه تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الوضع خلال اجتماع في سان بطرسبرغ.
ولفت إلى أنه اتفق مع بوتين على نشر مجموعة عسكرية إقليمية، وشرعا معاً في جمع القوات قبل يومين، على ما يبدو بعد الانفجار الذي وقع على الجسر الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم.
وقال لوكاشينكو إن تحذيراً أُرسل من بيلاروسيا عبر قنوات غير رسمية، مفاده أن أوكرانيا تخطط لإنشاء "جسر القرم 2"، لكنه لم يذكر تفاصيل. مضيفا: "إجابتي كانت بسيطة: "بلغوا رئيس أوكرانيا والمعاتيه الآخرين أنهم إذا مسوا متراً واحداً من أرضنا، فإن جسر القرم سيبدو لهم كأنه نزهة في حديقة".
ويُقدَّر جيش بيلاروسيا بنحو 60 ألف فرد. وفي وقت سابق هذا العام، نشرت بيلاروسيا ست مجموعات قوامها عدة آلاف في المناطق الحدودية. واتهم قائد حرس الحدود في بيلاروسيا، أمس الأحد، أوكرانيا بممارسة استفزازات على الحدود.
وأثار انتشار هذه القوات مخاوف من أن تنضم القوات البيلاروسية إلى القوات الروسية في مهمتها المتعثرة للاستيلاء على الأراضي في شرق أوكرانيا والسيطرة عليها.
غير أن رئيس مجلس الأمن البيلاروسي ألكسندر فولفوفيتش قال، الثلاثاء، إن هذه المخاوف لا مبرر لها، معتبرا أن الدول الغربية تدرس مهاجمة بيلاروسيا بهذه الذريعة.
ونقلت وزارة الدفاع عنه قوله إن "في الغرب، للأسف، هناك رأي مفاده أن الجيش البيلاروسي قد يدخل في عملية عسكرية خاصة على أراضي أوكرانيا". وأضاف "إن الدول الأوروبية تدرس بالفعل بشكل علني الخيارات الممكنة للعدوان على بلدنا. وفي أعلى مستويات السلطة في أوكرانيا، تتم أيضًا مناقشة إمكانية ضرب بيلاروسيا".
وتعتمد بيلاروسيا ماليّا وسياسيا على حليفتها الرئيسية روسيا. واستخدمت موسكو بيلاروسيا نقطة انطلاق لغزوها أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، فأرسلت قوات ومعدات إلى شمال أوكرانيا من قواعد في بيلاروسيا.
(فرانس برس، العربي الجديد)