بيلاروسيا تحت ضغط دولي بعد تحويل وجهة طائرة وتوقيف معارض على متنها

24 مايو 2021
صورة أرشيفية لطائرة "راين إير" (Getty)
+ الخط -

 

أوضحت سلطات بيلاروسيا، اليوم الاثنين، أن طائرة "راين إير" التي تم تحويل مسارها إلى مينسك الأحد، فيما كان معارض سياسي بين ركابها، تلقت تهديدا عبر رسالة إلكترونية منسوبة إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، جاء ذلك وسط دعوات دولية للتحقيق، وتحذيرات من رد قوي على مينسك.

وتلا مدير النقل الجوي في وزارة النقل البيلاروسية أرتيم سيكورسكي ما قال إنه ترجمة إلى الروسية لرسالة بالإنكليزية جاء فيها "نحن، جنود حماس، نطالب بأن توقف إسرائيل إطلاق النار على قطاع غزة. نطالب بأن يكف الاتحاد الأوروبي عن دعمه لإسرائيل (...) إذا لم تتم تلبية مطالبنا فإن قنبلة ستنفجر (على متن طائرة راين إير) فوق فيلنيوس".

من جانبها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الداخلية في بيلاروس أن المعارض البيلاروسي رومان بروتاسيفيتش الذي اعتقل بعد اعتراض طائرة تجارية كان يستقلها، قيد التوقيف الاحتياطي في سجن في مينسك.

في المقابل، أفاد المعارض البيلاروسي أنه يتعاون مع المحققين، وفق شريط فيديو بثه التلفزيون العام.

وقال المعارض الشاب في هذا الشريط المصور الذي بدا فيه جالسا خلف طاولة قبالة الكاميرا "فريق (التحقيق) يتعامل معي في شكل مناسب تماما ومع احترام القانون. أواصل تعاوني مع المحققين وإنني أدلي باعترافاتي في ما يتعلق بتدبير اضطرابات كبيرة".

وأدرجت عدة عواصم أوروبية وشركات جوية المجال الجوي البيلاروسي على قائمة سوداء، وسط تزايد الضغوط الدولية على مينسك إثر تحويلها مسار طائرة تجارية واعتقالها معارضا على متنها.

وإذ ندد الغربيون بعمل "قرصنة" بل حتى "إرهاب" دولة من جانب بيلاروسيا، حصلت الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة على أبواب الاتحاد الأوروبي على دعم حليفها الروسي، وأكدت أنها تصرفت بشكل قانوني تماما.

غير أن الغربيين اعتبروا أن ادعاء تلقي إنذار بوجود قنبلة لتحويل مسار طائرة "راين إير"، هو ذريعة ونددوا بمناورة تهدف إلى توقيف الصحافي المعارض رومان بروتاسيفيتش البالغ 26 عاما لدى نزوله من الطائرة.

وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن الأسباب التي استخدمتها سلطات بيلاروس "تفتقر إلى المصداقية"، متحدثة قبل انعقاد قمة للاتحاد الأوروبي مساء الإثنين والثلاثاء سيتم خلالها بحث مسألة فرض عقوبات على مينسك.

وبروتاسيفيتش هو رئيس تحرير سابق لمحطة "نيكستا" المعارضة البيلاروسية، لعب دورا أساسيا في تنظيم حركة احتجاجية ضد الرئيس ألكسندر لوكاشنكو في 2020، تعرضت لقمع شديد.

واتخذت بعض الدول تدابير منذ الآن، فطلبت المملكة المتحدة من شركاتها عدم دخول المجال الجوي البيلاروسي، فيما حظرت ليتوانيا وأوكرانيا كل الرحلات عبر هذا البلد.

كذلك أعلنت شركتا إس إيه إس وطيران البلطيق أنهما ستتجنبان مجال بيلاروسيا الجوي، فيما أعلنت لندن تعليق الترخيص لشركة الطيران الوطنية "بيلافيا".

واستدعى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وألمانيا سفراء هذا البلد.

من جهتها أعلنت المنظمة الدولية للطيران المدني عقد اجتماع طارئ لمجلسها الإداري الخميس لبحث الحادث.

وتوعدت رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لاين بـ"رد قوي جدا" من الاتحاد الأوروبي على هذا "السلوك المشين"، فيما أيد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إجراء "تحقيق مستقل" في المسألة.

ونددت الولايات المتحدة بـ"تحويل قسري لمسار طائرة" فيما ندد الاتحاد الأوروبي بـ"عمل غير مقبول إطلاقا"، واقترحت فرنسا حظرا مشتركا للمجال الجوي البيلاروسي.

أما بولندا المجاورة لبيلاروس والتي تدعم المعارضة في المنفى، فتحدثت عن "عمل إرهاب دولة"، فيما دان الحلف الأطلسي "حادثا جديا وخطيرا".

وندد رئيس شركة راين إير مايكل أوليري بعمل "قرصنة"، مؤكدا أن عناصر من أجهزة الاستخبارات البيلاروسية ربما كانوا على متن الطائرة.

ودعت الولايات المتحدة على غرار الاتحاد الأوروبي إلى إطلاق سراح المعارض.

 

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة خارجية بيلاروسيا قولها، اليوم الاثنين، إن مينسك مستعدة للسماح بزيارة يقوم بها خبراء، إذا كان ذلك في مصلحة تحقيق بشأن تحويل مسار الطائرة وأن تطلعهم على بيانات.

ودفعت بيلاروسيا بطائرة مقاتلة، وأطلقت ما تبين أنه إنذار كاذب بوجود قنبلة، وذلك لإجبار طائرة تابعة لشركة "راين إير" على الهبوط أمس الأحد، ثم اعتقلت صحافياً معارضاً كان على متنها، ما فجر إدانات من أوروبا والولايات المتحدة.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية قول هيئة الطيران التابعة للدولة في بيلاروسيا، اليوم الاثنين، وفق "فرانس برس"، إن المراقبين الجويين أصدروا "توصيات" لطاقم الطائرة، لكنهم لم يجبروها على الهبوط بإطلاق التهديدات.

وقال الرئيس التنفيذي لـ"راين إير" مايكل أوليري إن ما حدث بمثابة "خطف برعاية الدولة"، مضيفاً لإذاعة نيوزتوك الأيرلندية "هذه قضية خطف برعاية الدولة... قرصنة برعاية الدولة".

في غضون ذلك، أكدت بيلاروسيا أنها تصرّفت بشكل قانوني عندما اعترضت طائرة تجارية بعد تلقيها إنذارًا بوجود قنبلة فيها، رافضةً اتهامات الدول الأوروبية التي تشتبه في أن تكون مينسك غيّرت مسار الطائرة لتوقيف معارض كان بين ركابها.

وكتبت وزارة الخارجية البيلاروسية على موقعها الإلكتروني "ليس هناك أدنى شكّ في أن تصرفات هيئاتنا المختصة كانت بالتوافق مع القواعد الدولية"، مندّدةً بـ"اتهامات لا أساس لها" من جانب الدول الأوروبية التي تقوم بـ"تسييس" الحادثة. وقالت الوزارة "يجب النظر إلى هذه الحادثة (...) من وجهة نظر أمنية"، في إشارة إلى الإنذار بوجود قنبلة.

ورداً على اتهامات "بعض الدول والهيئات الأوروبية"، ندّدت الخارجية البيلاروسية بـ"تسرّع هذه التصريحات المعادية بشكل علني". وأضافت "هناك رغبة بتسييس (الحادثة)، نسمع اتهامات لا أساس لها".

ويبدي نظام ألكسندر لوكاشنكو الحاكم منذ 1994، نزعة سلطوية متزايدة منذ قمع حركة احتجاج شعبية غير مسبوقة العام الماضي، نزل فيها عشرات الآلاف إلى الشوارع.

المساهمون