استمع إلى الملخص
- **موقف الأردن من السياسات الإسرائيلية**: رفض الصفدي مزاعم نتنياهو بشأن محور صلاح الدين والحدود مع الأردن، ودعا ألمانيا لفرض عقوبات على إسرائيل، مؤكداً أن السلام لن يتحقق بدون إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
- **جولة بيربوك في المنطقة**: زارت بيربوك الرياض لبحث تعزيز العلاقات الثنائية وتطورات الوضع في غزة، وستتوجه إلى إسرائيل والضفة الغربية للتركيز على جهود وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية.
قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، اليوم الخميس، إنّ الشرق الأوسط "بات قاب قوسين أو أدنى من كارثة محققة". وجاءت تصريحات بيربوك في مؤتمر صحافي مع نظيرها الأردني، أيمن الصفدي، في عمّان التي وصلت إليها بعد زيارتها الرياض، حيث التقت نظيرها السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وذلك في إطار جولة للوزيرة الألمانية بالمنطقة تقودها أيضاً إلى الضفة الغربية وإسرائيل.
وأكدت بيربوك أن هناك حاجة لسلام دائم في المنطقة وحل الدولتين، معبرة عن "الرفض التام" لأي محاولة لزعزعة الوضع لحالي في مقدسات القدس، مضيفة "أوضحنا أن كلمات وأفعال بعض الوزراء الإسرائيليين هي أفعال منعدمة المسؤولية وتزيد الوضع المتفجر اشتعالاً، ونحن نتوقع من الجانب الإسرائيلي التوقف عن الاستفزازات".
وقالت بيربوك إنّ "الأردن يقدم جهوداً هائلة من أجل تخفيف المعاناة في قطاع غزة"، وأشارت إلى وصول 120 شاحنة أسبوعياً لقطاع غزة عن طريق الأردن، مضيفة "نهدف إلى رفع العدد ليصل إلى 350 شاحنة على الأقل أسبوعيا"، وتحدثت عن "الاتفاق على دعم ممر الأردن بـ5 ملايين يورو إضافية".
الصفدي: أي محاولة لتهجير فلسطينيي الضفة إلى الأردن هو بمثابة إعلان حرب
من جهته أكد الصفدي رفض الأردن القاطع للمزاعم التي يروّج لها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن محور صلاح الدين (فيلادلفيا) والحدود مع الأردن، مؤكداً أنّ الأردن لن يقبل بأي مقاربة تعزل غزة عن الضفة الغربية، مشدداً على ضرورة تبني مبادرة شاملة تجمع بين الأبعاد السياسية والأمنية لتفادي تكرار المآسي في المنطقة.
ودعا الصفدي، خلال المؤتمر مع بيربوك، ألمانيا إلى فرض عقوبات على إسرائيل، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، مضيفاً أنّ "مكانة ألمانيا وقيمها تفرض عليها اتخاذ خطوات واضحة بشأن فرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية والمسؤولين الذين يبثون ثقافة الكراهية، ويحرضون على القتل، ويبررون قتل الأبرياء، ويدفعون المنطقة نحو التصعيد".
ودعا الصفدي إلى انسحاب الاحتلال الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، مؤكداً أن "الأردن لن يرسل جنوده ضمن مقاربات أمنية إسرائيلية في غزة. ولن يتعامل مع أي مقاربة تتعامل مع الأمر بمنظور أمني"، لافتاً إلى أن السلام والأمن والاستقرار "لن يتحققوا بدون نظرة شمولية تستهدف معالجة الصراع من أساسه لإنهاء الاحتلال، والتوصل لقيام دولة فلسطينية مستقلة".
وقال إن الاحتلال "يشن حرباً جديدة في الضفة الغربية" بينما يستمر الوزراء المتطرفون في حكومة الاحتلال في نشر الكراهية ضد الفلسطينيين، مشدداً على أن "أي محاولة لتهجير فلسطينيي الضفة الغربية إلى الأردن هي بمثابة إعلان حرب على الأردن"، محذراً من أنّ "اتساع الحرب في الضفة يعني احتمال أكبر لتوسع الحرب في المنطقة كاملة".
وحول أوضاع اللاجئين، قال إنّ الأردن لن يستطيع توفير الكهرباء لمخيمات اللجوء نتيجة "عدم توفر الدعم الذي تحتاجه المنظمات الأممية المعنية باللاجئين، بسبب التراجع الملحوظ في الدعم الدولي للاجئين السوريين وللمنظمات الأممية التي تعتني باللاجئين"، مشيراً إلى أن ألمانيا هي "أحد أكبر داعمي اللاجئين السوريين"، لكنه أردف "علينا أن ندق ناقوس الخطر، وأن نقول ثمة تراجع كبير، وأننا في الأردن لن نكون قادرين على تلبية احتياجات اللاجئين من دون الدعم الدولي الذي يفترض أن يستمر ويأتي لمساعدتهم".
بيربوك وبن فرحان بحثا سبل تعزيز العلاقات
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية قد بحثت مع نظيرها السعودي في الرياض، صباح اليوم الخميس، آخر تطورات الوضع في قطاع غزة، خلال جولة تقوم بها الوزيرة الألمانية في المنطقة لدعم الجهود الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني. وقالت الخارجية السعودية في حسابها على منصة إكس أنّ المسؤولين تبادلا "الرؤى حيال المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وعلى رأسها التطورات في قطاع غزة، والجهود المبذولة بشأنها"، كما ذكرت أن "وزير الخارجية السعودي ونظيرته الألمانية بحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الصديقين، وتكثيف التنسيق الثنائي ومتعدد الأطراف في القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وأفاد مصدر في الوفد المرافق لبيربوك، طلب عدم ذكر اسمه، بأن وزيرة الخارجية الألمانية ذكرت في المباحثات أن "الجهود المبذولة لإيجاد حل الدولتين يجب ألا تغيب عن الأذهان، ويجب عدم إهدار الفرصة التاريخية لإسرائيل لتطبيع العلاقات مع جيرانها"، بحسب فرانس برس. وكانت السعودية قريبة من التطبيع مع إسرائيل قبل أن تعرقل الحرب في غزة تقدم المفاوضات. وألمانيا من أبرز الدول الغربية المؤيدة لإسرائيل في الحرب الدامية المستمرة منذ نحو 11 شهراً، فيما تنتقد السعودية الممارسات الإسرائيلية في حق المدنيين الفلسطينيين.
وستتوجه بيربوك، غداً الجمعة، إلى إسرائيل والضفة الغربية في رحلتها الحادية عشرة التي تقوم بها إلى المنطقة منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وينصب تركيز هذه الجولة الدبلوماسية على الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية.
ودعت الحكومة الألمانية، أمس الأربعاء، جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات إلى "التحلي بالمرونة الشديدة والاستعداد لتقديم تنازلات". ويأتي ذلك فيما اتهمت حركة حماس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعرقلة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وأمس الأربعاء، نقل موقع "واللا" العبري عن مسؤول ألماني رفيع المستوى قوله إن الحكومة الألمانية "محبطة" من تعامل نتنياهو مع المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرة أنه "لا يولي الموضوع أولوية قصوى". وتعتقد الحكومة الألمانية، بحسب المسؤول الذي تحدث لموقع "واللا"، بأن نتنياهو لا يضع هذا الملف على رأس أولوياته. وقال المسؤول إن "هذا الشعور يتفاقم بسبب سلسلة من الإجراءات الأخرى التي تثير الغضب في برلين، مثل التصريحات والتحركات التحريضية التي أصبحت نمطاً متكرراً لدى بعض الوزراء في الحكومة الإسرائيلية".