نقل موقع "بوليتيكو" الإخباري الأميركي عن مسؤولين بواشنطن وتل أبيب قولهم إن الإدارة الأميركية طلبت من جيش الاحتلال الإسرائيلي تقديم تفسير بخصوص الضربة الجوية التي شنها في إطار الحرب على غزة على مخيم جباليا، وهو أحد أكبر المخيمات الفلسطينية في قطاع غزة، وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، ليس في غزة فقط بل في العالم.
وأضاف نقلاً عن مسؤول أميركي، فضل كما بقية المصادر عدم الإفصاح عن هويته، أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، طلبت من الاحتلال الإسرائيلي اطلاعها على تفاصيل ودواعي استهداف مخيم جباليا هذا الأسبوع، بعد قصفه نحو 10 منازل مكتظة بالسكان، مخلفاً وراءه ما قدر بـ400 فلسطيني بين شهيد وجريح، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة، التي كشفت أن طائرات الاحتلال استخدمت خلال هجومها ما يقارب 6 قنابل تزن كل واحدة طناً من المتفجرات.
وقال المسؤول ذاته لموقع "بوليتيكو" إن المسؤولين بإدارة بايدن طلبوا من الاحتلال شن "ضربات دقيقة" لتفادي استهداف المدنيين.
وأضاف في تصريحه للموقع "طلبت الولايات المتحدة تفسيراً بخصوص الهجوم الأول على جباليا (عاودت إسرائيل قصفه الأربعاء)"، مشيراً إلى أن المحادثات بهذا الخصوص جرت في سياق "الطلب من إسرائيل القيام بالمزيد من أجل تفادي سقوط الضحايا المدنيين".
وشدد المسؤول ذاته على أن الولايات المتحدة طرحت على الاحتلال الإسرائيلي، منذ بدء عدوانه على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي، أسئلة بخصوص أهدافه من وراء ذلك، وكيفية تحقيقها، وطلبت تفادي استهداف المدنيين. ورغم كل المجازر التي ارتكبتها إسرائيل، منذ بدء عدوانها والتي خلفت أكثر من 9 آلاف شهيد، جلهم أطفال ونساء، استدرك المسؤول ذاته قائلاً إن "الدعم (الأميركي) لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها يظل راسخاً".
وكشف تقرير "بوليتيكو" أن المسؤولين بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) طلبوا من جيش الاحتلال الإسرائيلي تقديم توضيحات أكثر بخصوص قصفه مخيم جباليا الثلاثاء الماضي.
كذلك نقل تقرير الموقع عن نائب بمجلس النواب الأميركي، على اطلاع على المحادثات الإسرائيلية الأميركية، قوله إن إدارة بايدن "ضغطت بقوة على الإسرائيليين من أجل تخفيف وطأة القصف"، لا سيما بعد استهداف مخيم جباليا.
وأضاف النائب أن النواب المحسوبين على الحزب الديمقراطي شرعوا في نقاشات أولية لبحث معايير لمعاقبة إسرائيل في حال لم تغير تصرفاتها. وقال المشرع الأميركي "هناك آليات موجودة نستطيع أن نحقق من خلالها ما نريد"، فيما أورد موقع "بوليتيكو" كمثال على ذلك قانون ليهي الذي يحظر على الولايات المتحدة تقديم المساعدة للدول التي ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وكانت مصادر قد أكدت لشبكة "سي. أن. أن" الأميركية، في وقت سابق الجمعة، أنّ بايدن وكبار مستشاريه حذروا إسرائيل بشكل متزايد من أنه سيصبح من الصعب عليها تحقيق أهدافها العسكرية في غزة، مع اشتداد الغضب العالمي بشأن حجم المعاناة الإنسانية هناك.
وقال مصدران للشبكة، إنّ ما أثار استياء بايدن وفريق الأمن القومي بشكل خاص، هو الغارات الجوية الإسرائيلية هذا الأسبوع التي استهدفت مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، مما أدى إلى ظهور مشاهد قاتمة من الدمار والوفيات على نطاق واسع، وقال أحد المصادر إنّ الرئيس "لم يعجبه هذا على الإطلاق".
وذكر أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية أن "المشكلة بالنسبة لإسرائيل هي أن الانتقادات أصبحت أعلى، ليس فقط بين منتقديها، ولكن من أفضل أصدقائها".