ذهبت صحيفة "بوليتيكن" الدنماركية في افتتاحيتها اليوم الأربعاء (على صدر غلافها وفي موقعها الإلكتروني) إلى إدانة تهنئة رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تشكيله حكومته الجديدة.
وأضافت الصحيفة "هنّأت رئيسة المفوضية الأوروبية عبر تويتر بشكل غير لائق هذه الحكومة الجديدة، وكان ينبغي على دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الدنمارك، إدانة الحكومة (الإسرائيلية) الجديدة" بدلاً من ذلك.
ووصفت الصحيفة وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بأنهم "مجموعة من المتطرفين"، مشيرة إلى أنّ وزير الأمن القومي الجديد إيتمار بن غفير أيّد الإرهاب والعنصرية، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش أعلن عن تطلعه إلى خرق القوانين الدولية.
وشددت الصحيفة على أنّ ما يجري "هو توليفة يمينية أكثر تطرفاً في حكم إسرائيل، من أجل استعادة نتنياهو، الملاحق بتهم الفساد، للسلطة".
وأشارت "بوليتيكن" إلى أنّ من يحكم إسرائيل اليوم "هم حرفياً أشخاص مدانون بدعم الإرهاب وأشكال التطرف الأخرى، وعليه فليس من المستغرب أن نقرأ بياناً حكومياً يرى أنّ الشعب اليهودي له الحق الحصري وغير قابل للتصرف بالأرض (في فلسطين التاريخية) بما في ذلك الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ولفتت الصحيفة الدنماركية (التي كانت تقليدياً قبل عقود مؤيدة لإسرائيل دون شروط) إلى أنّ "ذلك يعني أنه لم تعد الحكومة تؤيد فكرة الأرض مقابل السلام وإقامة دولة فلسطينية، فقد أعلنت أنّ هدفها المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة".
وأوضحت الصحيفة كيف أنّ "حلّ الدولتين في أزمة عميقة، وتوقفت المفاوضات لسنوات، ولأجل منح فرصة لهذا الحل يجب على المجتمع الدولي أن يعلي الصوت الآن، إذ سيكون مستحيلاً بناء دولة فلسطينية متماسكة مع توسيع الاستيطان"، مشددة على أنه "من غير المقبول إطلاقاً أن تهرب إسرائيل علانية من التزاماتها الدولية".
وأضافت "هنأت رئيسة المفوضية الأوروبية عبر تويتر بشكل غير لائق هذه الحكومة الجديدة، وبدل ذلك فعلى دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الدنمارك، إدانة الحكومة (الإسرائيلية) الجديدة".
وختمت "بوليتيكن" افتتاحيتها بالقول "يجب على أوروبا أن تطالب وتصرّ على امتثال إسرائيل، التي تحب التباهي بأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ، للقوانين الدولية. ونوضح أنه إذا نفذت الحكومة بالفعل برنامجها المتطرف، فسنقوم في الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات ليس فقط على (مستوطنات) الأراضي المحتلة، ولكن ضد دولة إسرائيل نفسها. ولتكن آخر مكالمة (مع الحكومة الإسرائيلية)".
ومن اللافت أنّ قراء "بوليتيكن" تفاعلوا بأغلبيتهم على موقعها الإلكتروني بإيجابية مع موقف الصحيفة، بتأييده، مشيرين إلى أنّ دولة الاحتلال باتت دولة أبرتهايد، فيما رأى البعض أنّ حل الدولتين بات غير ممكن مع كل هذا الاستهداف للفلسطينيين، وأورد بعضهم إحصاءات عن عدد الفلسطينيين الذين قتلهم الاحتلال خلال السنوات الماضية، فيما طالب آخرون بالعودة إلى حل الدولة الواحدة.