"بوليتكو": حاجة أوستن للخصوصية في دخوله المستشفى جاءت بنتائج عكسية

"بوليتكو": حاجة أوستن للخصوصية في دخوله المستشفى جاءت بنتائج عكسية

08 يناير 2024
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (Getty)
+ الخط -

أثارت مسألة دخول وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن المستشفى في الأول من يناير/ كانون الثاني، والتأخر في إبلاغ كبار مستشاريه وقادة الكونغرس وحتى الرئيس جو بايدن، جدلًا كبيرًا وصل إلى حد مطالبة بعض الجمهوريين بإجراء تحقيق بالحادثة مع إمكانية عزله.

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية خلال حديث مع صحيفة "بوليتكو"، إن أوستن لم يبلغ رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال تشارلز براون بوضعه إلا بعد يوم من دخوله المستشفى، فيما أخطرت نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس التي تولت بعض مهامه أثناء وجوده في المستشفى، عن مكان وجوده في الرابع من يناير/ كانون الثاني.

وبحسب ما يشير أحد كبار المسؤولين الأميركيين، فإن رغبة أوستن في التزام الخصوصية بما يتعلق بدخوله إلى المستشفى، جاءت بنتائج عكسية، مشيرًا إلى أنه "مخلص للغاية وملتزم بواجبه"، واصفًا ما جرى بـ"الغريب".

ويؤكد المسؤولون الأميركيون السابقون والحاليون الذين عملوا مع أوستن أنه انطوائي ويتجنب الظهور على الكاميرات ويحتفظ بعدد قليل من المقربين خلال مسيرته العسكرية الممتدة لعقود، مشيرين إلى أن الجنرال الذي أشرف على الانسحاب الأميركي من العراق نادرًا ما عقد مؤتمرات صحافية، ولا يأخذ سوى عدد قليل من ممثلي وسائل الإعلام في زياراته الرسمية، كما أنه لم يعقد مؤتمرا صحافيًا في البنتاغون منذ يوليو/ تموز الماضي.

وتشير صحيفة "بوليتكو" استنادًا إلى مقابلات مع ثمانية مسؤولين أميركيين حاليين ومسؤول في وزارة الدفاع قولهم، إلى أن البيت الأبيض لم يكن على علم بدخول أوستن إلى المستشفى مدة ثلاثة أيام، كما أخطر كبار المسؤولين والقادة العسكريين في وزارة الدفاع قبل ساعتين فقط من الكشف العلني عن دخوله المستشفى، فيما علم الكونغرس قبل 15 دقيقة فقط.

وبحسب ما يقول البنتاغون فإن التأخير في إخطار الإدارة الأميركية بشأن دخول أوستن إلى المستشفى يرجع يشكل جزئي إلى مزامنة دخول مديرة مكتبه كيلي ماغسامين في إجازة بسبب مرضها.

وأثارت هذه الفوضى التي أدت إلى التأخر عن الإبلاغ رسميا عن دخول أوستن المستشفى، نقاشًا كبيرًا. وقال مسؤول سابق في وزارة الدفاع، إن كل ما جرى ليس له معنى، مضيفًا "هذا يعني أننا بلا رئيس أركان".

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع بات رايدر، أن أوستن استأنف عمله يوم الجمعة ولا يفكر في الاستقالة من منصبه رغم كافة الانتقادات في الإدارة الأميركية وفي الأوساط الجمهورية ووسائل الإعلام.

ورغم أن غالبية أعضاء الحزب الديمقراطي الأميركي التزموا الصمت بشأن غياب أوستن أو حتى دافعوا عنه، إلا أن كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ آدم سميث، حث رئيس اللجنة من الحزب الجمهوري مايك روجرز، على طلب المزيد من التفاصيل حول سبب غيابه.

وأصدر سميث وروجرز بيانًا مشتركًا أكدًا فيه على أهمية الشفافية وتقديم إجابات عن أسئلة مثل نوعية الإجراء الطبي والحالة الصحية للوزير أوستن، وكيف ومتى تم تفويض مسؤوليات الوزير وسبب تأخير إخطار الرئيس والكونغرس.

ويعرف عن أوستن الذي يحظى بثقة بايدن الكبيرة، عدم توجيه الانتقادات في وسائل الإعلام وتقديم الآراء في الاجتماعات الخاصة فقط، وكان قد طلب على سبيل المثال من المسؤولين العسكريين عدم نقد الانسحاب الأميركي من أفغانستان بشكل علني، كما ينسب له فضل كبير في إقناع الغرب بتسليم مساعدات إلى كييف.

وتؤكد الصحيفة نقلا عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع، إن أوستن لا يثق إلا بعدد قليل من الأشخاص، وهو ما يمكن أن يكون جيدًا وسيئًا في ذات الوقت، مشيرًا إلى أن ولاءه وحفاظه على أي سر قد يدفعانه إلى عدم إجراء أي مشاورات حول أي قضية، وبالتالي عدم تقديم أفضل مشورة للرئيس.

المساهمون