استمع إلى الملخص
- تطوير روسيا لصواريخ متوسطة وقصيرة المدى جاء كرد فعل على خطط الولايات المتحدة لنشر صواريخ مماثلة، معتبراً انسحاب واشنطن من معاهدة الصواريخ خطأً، وأكدت الولايات المتحدة تلقيها إخطاراً مسبقاً.
- أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من استخدام روسيا للصاروخ الجديد، داعية لاحتواء التصعيد وحماية المدنيين، مجددة الدعوة لإنهاء الحرب احتراماً للقانون الدولي.
أقرّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن روسيا استخدمت يوم الخميس، أحدث صواريخها الباليستية غير النووية متوسطة المدى من نوع أوريشنيك، رداً على الضربات التي شنتها القوات المسلحة الأوكرانية باستخدام صواريخ أميركية وبريطانية بعيدة المدى على العمق الروسي.
وقال بوتين في كلمة متلفزة: "في 21 نوفمبر/تشرين الثاني، شنت القوات المسلحة الروسية ضربة مركبة على إحدى منشآت قطاع التصنيع الحربي الأوكراني. جرى في ظروف القتال اختبار واحدة من أحدث المنظومات الصاروخية الروسية متوسطة المدى باستخدام صاروخ باليستي مزود بعتاد فرط صوتي غير نووي".
واعتبر أن الاختبار كان ناجحاً، محققاً إصابة "واحد من أكبر وأشهر المجمعات الصناعية منذ حقبة الاتحاد السوفييتي، الذي لا يزال ينتج معدات صاروخية وغيرها من الأسلحة حتى اليوم" في مدينة دنيبرو الأوكرانية التي تحتضن مصنع يوجماش ذائع الصيت.
وأوضح الرئيس الروسي أن استخدام صاروخ أوريشنيك جاء رداً على الضربات في العمق الروسي بواسطة صواريخ أتاكمس وهيمارس الأميركية وستورم شادو البريطانية على مواقع عسكرية في مقاطعتي بريانسك وكورسك الحدوديتين الروسيتين.
وأضاف أنه "بدءا من هذه اللحظة، اكتسب النزاع الإقليمي الذي أثاره الغرب في أوكرانيا -كما سبق وأن شددنا عليه مراراً- عناصر ذات طابع عالمي"، جازماً في الوقت نفسه بأن "استخدام العدو مثل هذه الأسلحة ليس كفيلاً بالتأثير في مجرى أعمال القتال".
وأكد أن إقدام روسيا على تطوير صواريخ متوسطة وقصيرة المدى يأتي "على سبيل الإجراء الجوابي عن خطط الولايات المتحدة إنتاج ونشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ"، معتبراً أن واشنطن "ارتكبت خطأ" عندما انسحبت في عام 2019 من معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى "بشكل أحادي الجانب وتحت ذرائع مفتعلة".
وفي وقت سابق من اليوم، انتشرت أنباء حول إطلاق الجيش الروسي لأول مرة منذ بدء الحرب في أوكرانيا قبل قرابة ثلاث سنوات، صاروخاً باليستياً عابراً للقارات استهدف البنية التحتية في مدينة دنيبرو، وسط عزوف الكرملين عن التعليق على الأمر أولاً، داعياً إلى توجيه مثل هذا السؤال إلى وزارة الدفاع، إلى أن خرج بوتين نفسه للإعلان عن الأمر.
الولايات المتحدة تلقت إخطاراً مسبقاً من روسياً قبل إطلاق الصاروخ
في غضون ذلك، قال مسؤول أميركي، الخميس، إن الولايات المتحدة تلقت إخطاراً مسبقاً من روسيا قبل وقت قصير من إطلاقها صاروخاً باليستياً تجريبياً متوسط المدى على مدينة دنيبرو الأوكرانية. وقال المسؤول، الذي لم تكشف وكالة رويترز عن هويته: "جرى إخطار الولايات المتحدة مسبقاً قبل وقت قصير من الإطلاق من خلال قنوات الحد من المخاطر النووية".
وفي السياق، أكد المتحدث باسم الكرملين، الخميس، كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، أن موسكو أبلغت الولايات المتحدة قبل 30 دقيقة من إطلاقها صاروخاً باليستياً فرط صوتي على أوكرانيا. وقال ديمتري بيسكوف إن "الإبلاغ جرى إرساله في شكل تلقائي قبل 30 دقيقة من عملية الإطلاق"، موضحاً أن موسكو تبقي قناة "تواصل دائمة" مع الولايات المتحدة في شأن الأسلحة النووية.
قلق أممي
إلى ذلك، حذّرت الأمم المتحدة، الخميس، من أنّ استخدام روسيا صاروخاً باليستياً جديداً متوسط المدى لقصف أوكرانيا يمثل "تطوراً يثير القلق". وقال ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "إنّه تطور جديد يثير القلق والانشغال. كل هذا يسير في الاتجاه الخاطئ".
وناشد المتحدث الأممي كل الأطراف "اتخاذ تدابير عاجلة في اتجاه احتواء التصعيد بهدف ضمان حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية الحساسة"، مكرراً دعوة الأمين العام إلى إنهاء هذه الحرب احتراماً للقانون الدولي.