- بوتين يعبر عن إحباطه من محاولات الغرب لإجهاض المفاوضات وقرار زيلينسكي استبعاد المحادثات، مع تأكيد الكرملين على أن روسيا منفتحة على الحوار لتحقيق أهدافها دون رغبة في "حرب أبدية".
- الكرملين يندد بدعوات مشرعين أمريكيين للسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية لضرب الأراضي الروسية، معتبرًا ذلك تصعيدًا، بينما يحذر من استمرار التصعيد من قبل بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي.
قالت أربعة مصادر روسية لـ"رويترز" إن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد لوقف الحرب في أوكرانيا بعد التفاوض على وقف لإطلاق النار والاعتراف بخطوط القتال الحالية. وأوضحت المصادر أن بوتين متأهب لمواصلة القتال إذا لم ترد أوكرانيا أو الغرب. وذكرت ثلاثة من المصادر المطلعة على المناقشات التي تدور داخل الدائرة المقربة من الرئيس الروسي أن بوتين عبر لمجموعة صغيرة من المستشارين عن إحباطه مما يعتبره محاولات مدعومة من الغرب لإجهاض المفاوضات ومن قرار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استبعاد المحادثات.
وقال واحد من المصادر الأربعة، وهو مصدر روسي رفيع المستوى عمل مع بوتين ومطلع على المحادثات رفيعة المستوى في الكرملين "بوتين يستطيع القتال مهما استدعى الأمر، لكنه مستعد أيضاً لوقف إطلاق النار.. لتجميد الحرب". واشترطت المصادر في هذا التقرير عدم الكشف عن هوياتها. وتحدثت "رويترز" مع خمسة أشخاص يعملون مع بوتين أو عملوا معه على مستوى رفيع في عالم السياسة والأعمال. ولم يعلق المصدر الخامس على تجميد الحرب في أوكرانيا عند جبهات القتال الحالية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، رداً على طلب للتعليق، إن بوتين أوضح مراراً أن روسيا منفتحة على الحوار لتحقيق أهدافها، وأن البلاد لا تريد "حرباً أبدية". ولم ترد وزارتا الخارجية أو الدفاع الأوكرانيتان على طلبات للتعقيب. واعتبر بعض المحللين العسكريين والسياسيين الغربيين تعيين الخبير الاقتصادي أندريه بيلوسوف الأسبوع الماضي وزيراً للدفاع الروسي خطوة لوضع اقتصاد البلاد في حالة حرب دائمة من أجل الانتصار في صراع طويل الأمد.
على صعيد آخر، ندّد الكرملين الخميس بالدعوات "المتهوّرة" التي أطلقها مشرّعون أميركيون للسماح لأوكرانيا بأن تستخدم الأسلحة التي زوّدتها بها الولايات المتّحدة لضرب الأراضي الروسية، معتبراً هذا الأمر "تصعيداً". وتؤكّد كييف أنّها قادرة على ضرب القواعد الخلفية الروسية ومواقع داخل روسيا بواسطة الأسلحة التي زوّدها بها الغرب، إذا ما سُمح لها بذلك، لكنّ الولايات المتّحدة وحلفاءها الأوروبيين يمنعونها من استخدام هذه الأسلحة ضدّ الأراضي الروسية خوفاً من توسيع نطاق الحرب.
وقال بيسكوف، في مقابلة مع التلفزيون الروسي، إنّه "في واشنطن وفي العديد من العواصم الأوروبية، يحاول البعض بحماسة أن يمارسوا الاستفزاز وأن يزيدوا مستوى التصعيد باستمرار، وفي هذا الصدد، يمكننا وصف موقفهم بأنّه غير مسؤول". وأضاف أنّه "بين أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، وبين أعضاء الكونغرس، هناك الكثير من المتهوّرين الذين يعتبرون أنّ واجبهم هو صبّ الزيت على النار".
والأربعاء، دعا رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون إلى السماح لأوكرانيا بخوض الحرب "بالطريقة التي ترتئيها". وأردف أنّ الأوكرانيين "بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على القتال. بدوره، قال النائب الجمهوري مايكل مكول إنّ القيود "الخطرة" التي فرضتها إدارة الرئيس جو بايدن على أوكرانيا على صعيد استخدام الأسلحة المرسلة إليها تجعل كييف تذهب إلى الحرب في أوكرانيا "ويداها مقيدتان خلف ظهرها".
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)