بوتين: مقاضاة ترامب تظهر مدى "فساد" النظام السياسي الأميركي

12 سبتمبر 2023
خلال فترة رئاسته، أكد ترامب مراراً علاقته الوثيقة مع بوتين (Getty)
+ الخط -

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، أن القضايا الجنائية المرفوعة ضد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب هي انتقام سياسي يكشف الفساد المتأصل في الولايات المتحدة.

وقال بوتين في منتدى الشرق الاقتصادي، الذي عقد في مدينة فلاديفوستوك الروسية المطلة على ساحل المحيط الهادئ: "في ما يتعلق بمحاكمة ترامب، فإن ما يجري اليوم، في رأيي، أمر جيد لأنه يكشف مدى فساد النظام السياسي الأميركي، الذي لا يمكنه التظاهر بتعليم الآخرين الديمقراطية".

وأضاف: "كل ما يجري لترامب هو اضطهاد تحركه دوافع سياسية. هذا هو واقع الأمر. ويجري تحت سمع وبصر مواطني الولايات المتحدة والعالم أجمع".

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ترامب المرشح الأوفر حظاً للفوز ببطاقة الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية عام 2024. وخلال السنوات الأربع التي قضاها في البيت الأبيض، أكد مراراً علاقته الوثيقة مع بوتين.

وزعم ترامب أنه قادر على حل الصراع في أوكرانيا في غضون أيام إذا عاد إلى الرئاسة. ولم يقدم تفاصيل عن نهجه المحتمل.

وقال بوتين: "سمعنا ترامب يقول إنه سيحل المشاكل الملحة في غضون أيام قليلة، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية. حسناً، هذا أمر لن يجلب إلا السعادة. هذا أمر جيد".

ومن المقرر أن تجري روسيا هي الأخرى انتخابات رئاسية عام 2024. وتردد بوتين اليوم الثلاثاء عندما سئل عما إذا كان سيسعى لولاية أخرى بعد توليه السلطة، كرئيس أو رئيس للوزراء، منذ عام 2000.

وقال: "سنتحدث عن ذلك" بعد أن يعلن البرلمان الروسي عن موعد الانتخابات.

"تحجيم" الصين

في سياق آخر، صرح بوتين بأن جهود الغرب الرامية إلى "تحجيم" صعود الصين كقوة عالمية محكوم عليها بالفشل فيما أشاد بعلاقات موسكو "الرائعة" مع بكين.

وذكر بوتين خلال المنتدى الذي أرسلت إليه بكين وفداً كبيراً، أن التعاون بين روسيا والصين في مجالي الأمن والدفاع يزدهر أيضاً.

وقال: "يحاول الغرب اليوم تحجيم تطور الصين لأنه يرى أنها تحت قيادة صديقنا (الرئيس شي جين بينغ)، تتطور بسرعة فائقة. وهذا يتركهم في حالة صدمة".

وأضاف: "إنهم يبذلون قصارى جهدهم لإبطاء تطور الصين، لكن هذا لن يكون ممكناً، فات الأوان".

وركزت روسيا بشكل متزايد على تعزيز العلاقات مع الصين في مجالات التجارة والطاقة والأمور العسكرية وغيرها بعد قرارها غزو أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، مما أدى إلى أزمة عميقة في علاقاتها مع الغرب.

ورفضت الصين توبيخ روسيا بسبب الحرب وأدانت العقوبات الغربية الشاملة المفروضة عليها بينما استفادت في الوقت نفسه من حصولها على النفط والغاز الذي لم تعد روسيا قادرة على بيعه لأوروبا بأسعار مخفضة.

وبشر بوتين وشي بالفعل بعصر من العلاقات الأوثق ورفضا معاً نظاماً عالمياً معتمداً على الغرب من خلال التوقيع على اتفاقية شراكة "بلا حدود" في بكين العام الماضي قبل أسابيع من غزو روسيا لأوكرانيا.

وقال بوتين اليوم الثلاثاء: "لدينا علاقات مذهلة حقاً في مجال الأمن الدولي وتنسيق لمواقفنا"، مضيفاً أن البلدين "لم يشكّلا تحالفات عسكرية" وأن تعاونهما ليس موجهاً ضد أي طرف.

وأجرى بوتين في وقت لاحق محادثات مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قوه تشينغ على هامش منتدى فلاديفوستوك.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن تشانغ قوله إن بكين مستعدة لتقاسم فرص التنمية وتعميق "التعاون المفيد للطرفين" مع روسيا.

وقال مستشار الكرملين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف في يوليو/ تموز إن بوتين يعتزم زيارة الصين في أكتوبر/ تشرين الأول وقت انعقاد منتدى "الحزام والطريق" الثالث تلبية لدعوة وجهها شي خلال زيارته الرسمية رفيعة المستوى لروسيا في مارس/ آذار.

ولم يؤكد الكرملين زيارة بوتين لكن الرئيس الروسي قال الأسبوع الماضي إنه يتوقع لقاء شي قريباً.

(أسوشييتد برس، رويترز)