بوتين متفائل بقبول واشنطن مناقشة توسع حلف شمال الأطلسي

23 ديسمبر 2021
أكدت موسكو أنها لن تقبل أي شروط مسبقة لإجراء المحادثات (ناتاليا كوليسنيكوفا/فرانس برس)
+ الخط -

رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أن رغبة واشنطن في مناقشة المقترحات الأمنية الروسية الرامية إلى كبح توسع حلف شمال الأطلسي باتجاه الشرق هي أمر "إيجابي".

وصرّح بوتين خلال مؤتمره الصحافي السنوي لنهاية العام، وفق "فرانس برس"، "رأينا حتى الآن رد فعل إيجابياً. أخبرنا شركاء الولايات المتحدة بأنها مستعدة لبدء هذه المناقشة، هذه المحادثات، بداية العام المقبل".

وجدّد بوتين، مطالبته الغرب بمنح روسيا ضمانات أمنية "فوراً والآن". وفي معرض إجابته عن سؤال صحافية غربية حول الضمانات التي قد تقدمها موسكو بشأن عدم الاعتداء على أوكرانيا أو أي دولة ذات سيادة أخرى، تساءل بوتين: "هل أتينا نحن إلى حدود الولايات المتحدة أو بريطانيا؟ هم حضروا إلينا، ويقولون الآن "لا، أوكرانيا ستنضم إلى الناتو". يعني ستكون هناك منظومات (صواريخ)". وأضاف: "تطالبوني بضمانات ما. عليكم أنتم منح ضمانات لنا، فوراً والآن، لا التنصل من ذلك على مدى عقود".

كما تطرّق بوتين إلى اتفاقات مينسك للتسوية الأوكرانية، معتبراً إياها الخيار الممكن الوحيد لتسوية النزاع في دونباس، قائلاً: "اتفاقات مينسك، هل هي جيدة أم لا؟ أعتقد أنها الممكنة الوحيدة"، وتساءل: "ما هي المشكلة؟ إنهم لا يريدون الوفاء بها".

ورأى أن هناك انطباعاً بأن أوكرانيا قد تكون تخطط لعملية عسكرية جديدة ضد دونباس، وتدعو روسيا إلى عدم التدخل.

وكان بوتين قد أعرب في وقت سابق من الأسبوع الجاري عن قلقه من نشر عناصر لمنظومة الدرع الصاروخية الأميركية بالقرب من الحدود الروسية، بما في ذلك من احتمال ظهور منظومات صاروخية في أوكرانيا، محذراً خلال اجتماع موسع لهيئة وزارة الدفاع الروسية، من أن الصواريخ الغربية قد تصل في هذه الحالة إلى موسكو في ظرف ما بين 7 و10 دقائق، بل 5 دقائق في حال نشر الأسلحة فرط الصوتية.

موسكو لن تقبل أي شروط مسبقة للمحادثات

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية تأكيدها، في وقت سابق اليوم الخميس، أنّ روسيا أرسلت للولايات المتحدة مواعيد مقترحة لإجراء محادثات حول الضمانات الأمنية التي تطلبها موسكو، لكن الوزارة لم تحدّد جدولاً زمنياً لذلك.

ونقلت الوكالة عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، قوله إنّ موسكو لن تقبل أي شروط مسبقة لإجراء المحادثات، وفق "رويترز".

وتريد روسيا ضمانات ملزمة قانونياً من واشنطن ومن حلف شمال الأطلسي، بعدم قبول أوكرانيا عضواً في الحلف أو نشر قوات أو أسلحة هناك.

وتصرّ أوكرانيا على أن من حقها الانضمام للحلف، وتقول إن موسكو ربما تكون تخطط لغزو أراضيها، مع استمرار حشد القوات الروسية قرب الحدود.

تدريبات قرب حدود أوكرانيا

في السياق نفسه، نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها، اليوم الخميس، إن مئات من أفراد قوات المظليين الروسية سيجرون تدريبات قرب حدود أوكرانيا خلال أيام.

وسيشارك نحو 1200 جندي، وأكثر من 250 مركبة وطائرة حربية في التدريبات التي ستكون مقسمة بين منطقة تدريب بالقرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014 وإقليم كراسنودار القريب.

ونقلت "إنترفاكس" عن الوزارة إشارتها إلى أن القوات ستحاكي عملية استيلاء على منطقة في إطار هجوم واسع.

يذكر أنّ وزارة الخارجية الروسية نشرت في 17 ديسمبر/ كانون الأول الجاري مسودات الاتفاقين مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي حول الضمانات الأمنية، واقتضى أحد البنود تقديم الحلف ضمانات بعدم قبول أوكرانيا وجورجيا لعضوية الحلف.

وأمس الأربعاء، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنّ الجولة الأولى من المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة حول الضمانات الأمنية بشأن أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ستعقد في يناير/ كانون الثاني المقبل.

وقال لافروف، في مقابلة مع شبكة "آر تي" الروسية الموجهة إلى الخارج، إنّ ردّ فعل "الزملاء" الأميركيين على المقترحات الروسية كان "عملياً"، مضيفاً: "في ما يتعلّق برد الفعل الحقيقي، لا الخطابي، فأقول إنه كان عملياً من جانب زملائنا الأميركيين".

والثلاثاء، أعلنت الحكومة الأميركية أنها مستعدة لمناقشة المطالب الروسية بشكل ثنائي، وأيضاً داخل المجلس الذي يضم حلف شمال الأطلسي وروسيا، أو حتى في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

لكن الولايات المتحدة اتّهمت روسيا مجدداً، أمس الأربعاء، بمواصلة "التصعيد" عند الحدود مع أوكرانيا، وحذّرتها مرة جديدة من مغبة "أي عدوان" ضد جارتها.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إنّ "روسيا تواصل التصعيد، ولم تتراجع عن تعزيز انتشارها العسكري" عند الحدود. وشدد على أن واشنطن وحلفاءها يراقبون الأوضاع "عن كثب".

المساهمون