شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، لـ"العربي الجديد"، الثلاثاء، على ضرورة وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية، لافتاً إلى أن "الدول العربية أوصلت رسالتها إلى الجميع بصوت واحد" بشأن الحرب على غزة.
وجاءت تصريحات الوزير السعودي خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظرائه من وزراء خارجية مصر وفلسطين والأردن والإمارات، وأمين عام جامعة الدول العربية، على هامش جلسة مفتوحة عقدها مجلس الأمن الدولي اليوم على مستوى وزراء الخارجية، لبحث الوضع في فلسطين المحتلة والحرب على غزة.
وقال بن فرحان، رداً على سؤال "العربي الجديد" حول الخطوات الفعلية التي تتخذها الدول العربية لإيقاف الحرب على غزة والسماح بدخول المساعدات: "كلنا، منذ اندلاع الأزمة، على تواصل مستمر مع كل شركائنا الدوليين، بما فيها الولايات المتحدة. رسالتنا واضحة: لا بد من وقف إطلاق النار، ورفع الحصار، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. وهذه الرسالة وصلت إلى الجميع بصوت واحد من الدول العربية".
وأضاف: "قمنا بتواصل مكثف في هذا الإطار، ونرى الآن بداية لدخول المساعدات إلى غزة، ولكنها غير كافية، وهذه الكميات لا تلبي المطلوب أبداً، والمطلوب فتح المسارات للمواد الغذائية بدون قيد أو شرط، وبدون تحديد الكميات، والمطلب الأهم والأساسي، والذي يتوافق مع القانون الإنساني الدولي، هو رفع الحصار، لأن فرض الحصار على غزة مخالف للقانون الدولي ولا مبرر له، ولذلك هذا هو مطلبنا الأساسي، وسنستمر بالدفع في هذا الاتجاه".
من جهته، تحدث وزير خارجية الأردني، أيمن الصفدي، خلال نفس المؤتمر الصحفي، والذي ترأس بلاده المجموعة العربية لهذا الشهر، قائلاً: "موقفنا واحد. نطالب بوقف فوري لهذه الحرب التي لن تنتج إلا المزيد من الدمار والمآسي، ولن تؤدي إلى سلام، ولن تضمن أمن إسرائيل أو فلسطين، بل تهدد بالمزيد من الخطر على أمن المنطقة برمتها".
بن فرحان: لا بد من وقف إطلاق النار، ورفع الحصار، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. وهذه الرسالة وصلت إلى الجميع بصوت واحد من الدول العربية
وشدد الصفدي على ضرورة "إيصال المساعدات الفورية بشكل غير منقطع إلى الفلسطينيين، لأن في حرمان الشعب الفلسطيني الشقيق من حقه في الماء والغذاء والدواء والوقود جريمة حرب واضحة وخرق واضح للقانون الدولي"، مؤكداً على ضرورة توفير الحماية للشعب الفلسطيني. وأضاف: "موقفنا كلنا، هو أننا ندين قتل المدنيين بغض النظر عن جنسيتهم، ونطالب بحماية المدنيين وندين استهدافهم، وهذا موقف مبدئي وإنساني وأخلاقي وقانوني نلتزم فيه".
ووصف وزير الخارجية الأردني الوضع الحالي بـ"الصعب جداً، وهنا في الأمم المتحدة على المجتمع الدولي أن ينتصر للقانون الدولي وقيمنا الإنسانية، ويقول بوضوح أنه لا دولة فوق القانون، وأن قتل الأبرياء غير مقبول". وتابع: "قُتل حتى الآن حوالي ستة آلاف فلسطيني، هؤلاء لهم وجوه وأسماء وعائلات وذكريات وأحبة يبكونهم، ولهم أحبة قضوا في الحروب السابقة"، مشدداً على أن الحرب لن تقود إلا إلى مزيد من الدمار، ولن تجلب أمنا أو سلاما.
وشدد المسؤول الأردني على أن "الصراع مستمر منذ عقود، وحله الوحيد الذي يبدو أن العالم يتجاهله هو إنصاف الشعب الفلسطيني وتلبية حقوقه، وخاصة الحق في الحرية والدولة على ترابه الوطني، وحدود الرابع من حزيران للعام 1967، والقدس المحتلة عاصمتها".
الصفدي: قُتل حتى الآن حوالي ستة آلاف فلسطيني، هؤلاء لهم وجوه وأسماء وعائلات وذكريات وأحبة يبكونهم، ولهم أحبة قضوا في الحروب السابقة
وذكر أن "حياة الفلسطينيين ليست أقل قيمة من حياة الإسرائيليين"، منتقداً المعايير المزدوجة للتعامل مع القضية الفلسطينية. ولفت إلى أن الدعم "لحرب إسرائيل يولد انطباعا خطيراً في منطقتنا وبين شعوبنا بأن هذه الحرب هي بين الغرب وبين العرب والإسلام، وهذا خطر، وعلينا جميعا تجنبه، لأن في ذلك كارثة للجميع".
من جهته، وصف وزير خارجية مصر، سامح شكري، اجتماع مجلس الأمن بـ"المهم" وأنه يأتي خلال "هذا المنعطف الخطير"، مطالباً بـ"وقف إطلاق النار الفوري والمستدام حتى تعفى المنطقة من ويلات الصراع".
وأضاف شكري: "لا نجد أي مبرر لتحمل الضمائر العالمية لمثل هذا الكم من المعاناة وضرورة التوقف التام عن كل ما يخالف القانون الدولي الإنساني والقوانين الخاصة بحقوق الإنسان". كما تحدث عن ضرورة البعد عن ازدواجية المعايير، ومراعاة حماية المدنيين، وأن توصف الأعمال وتسمى بأسمائها.
وأضاف: "لا يمكن استمرار التغاضي عن توصيف ما يتم اقترافه من خروقات جسيمة لحقوق الإنسان تحت أي ذريعة، ولا يمكن تبرير الدفاع عن النفس، وهو مبدأ في ميثاق الأمم المتحدة، حين يخرج عن إطار الشرعية ليصل إلى مستوى العقاب الجماعي والإساءة لهذا الكم الهائل من المعاناة للمدنيين الأبرياء".
وشدد على ضرورة "الرفض الكامل لما يتعلق بجرائم الحرب والتهجير، وضرورة العمل على تجنب أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار". وتحدث عن تشبث الشعب الفلسطيني بحقوقه وأرضه، وأنه "لن يتنازل عنها، ولن تتنازل عنها الدول العربية".