يواصل وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير سياسته الرامية لتعميق معاناة الأسرى الفلسطينيين والتضييق عليهم، هذه المرة بتقليص وقت وجودهم في الفناء.
وزار بن غفير، أمس الأربعاء، سجن "عوفر"، وتحدث خلال جولته عن ظروف الأسرى، أمام إدارة السجن ومفوضة مصلحة السجون الإسرائيلية كيتي بيري، معتبراً أنهم "يقضون ساعات طويلة جداً في الفناء، ونحن بحاجة إلى معرفة كيفية تقليصها لهم"، بحسب ما نشره موقع "والاه".
ونقل الموقع عن مصدر لم يسمه، شارك في الجولة، أن "بن غفير معني بإعدام أسرى أمنيين (سياسيين)"، وأنه قال: "لو كنا دولة عادية، لكان هناك قسم للمحكومين بالإعدام ولكانت المحكمة ستحيلهم للإعدام. للأسف، هذا لا يحدث هنا حتى يتم إقرار عقوبة الموت للمخربين (على حد تعبيره). لسنا ملزمين بتوفير شروط (ديلوكس) لهم، ما لا ينبغي إعطاؤه لهم ليس هناك سبب لتوفيره لهم، ولا نسعى لإعادة تأهيلهم".
وقال بن غفير، بحسب مصدر الموقع الإسرائيلي إنه يتوقع أن يرى لاحقاً، خلال تقلّده منصبه، "أن يتم وضعهم (أي الأسرى) في أجنحة تفصل بينهم"، زاعماً أنهم "سيفهمون بهذه الطريقة بأن الأمر لا يستحق أن يكونوا سجناء أمنيين".
ويقبع في زنازين سجن "عوفر" نحو 1200 أسير فلسطيني في ظروف صعبة، لكن بن غفير يعمل منذ اليوم الأول لاستلامه منصبه على تعميق معاناتهم ومعاناة الأسرى في مختلف سجون الاحتلال وسن قوانين تستهدفهم وتستهدف عائلاتهم.
وقرر بن غفير، في نهاية شهر يوليو/ تموز الماضي، منع الإفراج عن الأسرى قبل انتهاء محكومياتهم، حتى لو كانوا مرضى ومعرضين للوفاة في أي لحظة.
وضمن القرارات التعسفية، وقّعت مفوضة السجون كيتي بيري، في يونيو/ حزيران الماضي، بإيعاز من بن غفير، قراراً يفرض على الأسرى تكاليف علاجات الأسنان المقدّمة لهم في المعتقل.
وفي شهر فبراير/ شباط الماضي، قامت إدارة سجن "نفحة" بقطع المياه الساخنة عن الأسرى تنفيذاً لسياسة بن غفير.
وسبق أن طرح بن غفير مشاريع قوانين ومقترحات لإعدام الأسرى وسحب جنسيات أسرى الداخل من فلسطينيي 48 وإقامة الأسرى المقدسيين، كما طرح مشروع قانون يقضي بترحيل عائلات الشهداء والأسرى.
تصعيد ضد الأسرى الفلسطينيين في سجن النقب
إلى ذلك، أكد نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الخميس، أنّ "إدارة سجون الاحتلال صعّدت أخيراً عمليات الاقتحام في سجن النقب الصحراوي، وكان آخرها عملية نفّذتها وحدات كبيرة من قوات القمع (اليمّاز، ودورو، وكيتر) لقسم (3)، صباح اليوم، حيث أقدمت على اقتحام القسم بطريقة وحشية، ونقلت الأسرى القابعين فيه، وذلك وفقاً للمعلومات المتوفرة حتّى الآن".
وأشار النادي في بيان صحافي إلى أنّ هذا الاقتحام "يأتي بعد عدة أيام على اقتحام قسم (26) في سجن النقب، وزيارة الوزير الفاشي إيتمار بن غفير للسجن، وما رافق ذلك من تهديدات للأسرى".
ولفت نادي الأسير إلى أنّ إدارة سجون الاحتلال نفّذت اقتحامات كبيرة عدة لأقسام في سجن النقب منذ مطلع العام الحالي، وفرضت عقوبات جماعية على المئات من الأسرى، كان أبرزها العزل الجماعي، وفرض غرامات مالية بحقّهم، إضافة إلى عملية العزل الانفرادية، ونقل مجموعة من الأسرى بشكل تعسفي إلى سجون أخرى.
وحمّل نادي الأسير إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى في سجن النقب، خاصّة أنّ هذه الهجمة تأتي بعد زيارة الوزير الفاشي (بن غفير).
من جانبها، قالت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة، في بيان لها، "إنه بالتزامن مع استمرار عمليات القتل، والقمع، والاجتياحات، واعتداءات قطعان المستوطنين بحق أبناء الشعب الفلسطيني وأرضه الطاهرة، يطلّ علينا من جديد الخائب أرعن التلال المدعو بن غفير وأدواته من ضباط مصلحة السجون، محاولين مجدداً اللعب بالنار وفرض إجراءات قمعية جديدة من خلال عمليات المداهمة والعزل والتنكيل والاستفزازات ونقل قيادات الحركة الأسيرة، والجولات الاستفزازية للمدعو بن غفير على السجون".
وأكدت الحركة الأسيرة عدم الرضوخ لإجراءات الاحتلال، وقالت: "ما زلنا في خط المواجهة الأول، وسنلقن هذا العدو درساً آخر في المقاومة، والتصدي، والوحدة، إن استمر في عدوانه".
وتابعت: "رسالتنا للعدو أنّ حماقتكم ستقودكم مرة أخرى إلى خيبة أخرى، وإن أردتموها مواجهة مفتوحة فنحن لها، وإن عدتم عدنا"، مؤكدة أن كل فصائل العمل الوطني والإسلامي موحدة في خندق واحد، وعلى قبضة رجل واحد في مواجهة العدوان، وقالت: "سنسقط أوهام المحتل أمام وحدتنا مرة أخرى".
أسرى يستعدون لخوض إضراب عن الطعام
وفي وقت لاحق اليوم، قالت هيئة الأسرى، ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان مشترك، إنّ "مئات من الأسرى يتجهزون لخوض إضراب عن الطعام، ردًا على الهجمة التي تواصل إدارة السّجون في تنفيذها بحقّ الأسرى، وكان آخرها سلسلة الاقتحامات التي طاولت أخيراً وحتّى صباح اليوم عدة أقسام كان آخرها قسمي (3،4)، وسبق ذلك اقتحام لقسم (26) قبل عدة أيام، إضافة إلى عمليات النقل الفردية التي طاولت عددًا من كوادر الحركة الأسيرة في سجن (ريمون)".
وذكر البيان أن 75 أسيرًا ممن جرى نقلهم من سجن النقب إلى سجن نفحة، قد قرروا الإضراب عن الطعام، رفضًا لعملية القمع التي تعرضوا لها، مشيراً إلى أنّ "هذا التصعيد جاء تزامنًا مع زيارة الوزير الفاشي (بن غفير)، الذي يواصل تهديداته للأسرى، والمس بمصيرهم، وسلب ما تبقى لهم من حقوق".