بنك أهداف إسرائيل الطويل

14 أكتوبر 2024
من الدمار والتهجير في مدينة غزة، 12 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتوسع القوات الأميركية والإسرائيلية في الأراضي العربية، مستخدمةً القوة العسكرية لتحقيق أهدافها، بينما يواصل الساسة الإسرائيليون إطلاق تهديدات تجاه العواصم العربية، مثل تصريحات أفيغدور ليبرمان حول الاستيلاء على أجزاء من سوريا وشرق الأردن.

- تواجه المقاومة في غزة ولبنان تحديات كبيرة، حيث تقف خلفها قوى غربية وعربية تسعى لتغيير الجغرافيا والتاريخ، بينما تستمر ألمانيا في دعم إسرائيل عسكرياً رغم الانتقادات الداخلية.

- تتزايد الشراهة الأميركية الإسرائيلية في ظل ضعف عربي ودولي، مع دعم من بعض الإعلام العربي، بينما تبقى الأرض صامدة في مواجهة هذا الطغيان.

تلتهم القوات الأميركية الإسرائيلية مزيداً من الخريطة العربية يوماً بعد يوم. تضرب بكل قوة وبكل وحشية، وتحطم كلّ ما يقف أمامها، وتدكّ البيوت على رؤوس ساكنيها، من دون أن يرفّ لها جفن. تتقدّم، بحكم قوة السلاح الذي بين يديها، برغم المقاومة والضربات الموجعة، وتتوسّع قائمة أهدافها مع الأيام.

لا يتوانى ساسة إسرائيل عن إطلاق تهديداتٍ باتجاه عواصم عربية، من قبيل ما قاله رئيس حزب "يسرائيل بيتنا"، النائب أفيغدور ليبرمان، أخيراً، إنه "إذ استمر استخدام سورية قاعدةً خلفيةً لأعدائنا، فسنستولي على الجزء السوري من جبل الشيخ، ولن نتخلى عنه حتى إشعار آخر". كما أعيد للتداول مقطع مصوّر لوزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرّف، بتسلئيل سموتريتش، يقول فيه إن حدود إسرائيل يجب أن تمتد حتى دمشق، وعلى إسرائيل الاستيلاء أيضاً على شرق الأردن.

تبدو الشراهة الأميركية الإسرائيلية بلا حدود، ولعلها تدرك أنها فترة ضعف عربية قد لا تتكرّر، ودولية أيضاً، فلا شيء حقيقة يردع هذه القنابل الفتّاكة، بل هناك من يصفق لها ويشجعها من دون أدنى حرج، واستمعوا إلى بعض الإعلام العربي.

لا تواجه المقاومة في غزّة ولبنان قوات إسرائيلية فقط، فقد تمكنت، ولا تزال، من إيلامها في كل مرة، ولكن الرهان أكبر من ذلك بكثير، وتقف وراءه قوى غربية وبعض عربية، تريد تغيير حاضر الجغرافيا ومستقبل التاريخ.

خلال جلسة نقاش في البرلمان الألماني، الخميس الماضي، قال المستشار أولاف شولتز إن بلاده ستواصل تسليم شحنات الأسلحة لإسرائيل، رغم الانتقادات التي تواجهها حكومته من المعارضة، خصوصاً المحافظين الذين يرون أن هناك تباطؤاً في إصدار التصاريح الضرورية لتصدير الذخائر. وألمانيا هذه هي قصة أخرى، ينبغي مراجعة النظرة إليها بعد الحرب، فقد أثبت حكّامها نقمةً لا سابق لها على العرب، وهم يبرّرون مقتل أطفال ونساء، اليوم، بسبب قتلهم هم أطفالاً ونساء في الماضي. ولكن هذه الوحشية في المواقف تعدّت كل الحدود.

ولكن ألمانيا ليست وحدها في جبهة الخراب وقتل العرب واستباحة أراضيهم وانتهاك حقوقهم، فهناك قائمة طويلة جدّا من المتصهينين، يلتقون جميعاً بغاية تغيير وجه الأرض، ولكنها لا تزال صامدة هذه الأرض في وجه هذا الطغيان، لإسقاط هذا المخطّط.

غزة والضفة الغربية وبيروت وجنوب لبنان ودمشق وبنك الأهداف الإسرائيلي الذي لا ينتهي.