بلينكن يلتقي السيسي بالقاهرة: حقوق الإنسان والأوضاع في فلسطين وليبيا

30 يناير 2023
استهلّ بلينكن جولته في المنطقة بزيارة القاهرة (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، الجهود الجارية لـ"خفض حدة التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، وفق ما أكده متحدث باسم الخارجية الأميركية.

وبدأ بلينكن، أمس الأحد، جولة في المنطقة، استهلّها بمصر، وتشمل إسرائيل والأراضي المحتلة. وبعد القاهرة، سيتوجه بلينكن، اليوم الاثنين، إلى القدس المحتلة، حيث سيعقد أول محادثات مباشرة له مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ عودة الأخير إلى السلطة على رأس حكومة تعدّ الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.

وسيتوجه بلينكن أيضاً إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومسؤولين فلسطينيين، وأعضاء في المجتمع المدني.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، إن السيسي "أكد علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة، والتطلع لتعزيز التنسيق والتشاور بين الجانبين بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية وقضايا المنطقة".

من جانبه، نقل بلينكن "تحيات الرئيس الأميركي جو بايدن"، مؤكداً أنه "في إطار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، فإن واشنطن تعوّل على التنسيق الحثيث مع مصر لاستعادة الاستقرار وتحقيق التهدئة واحتواء الوضع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".

وأوضح المتحدث الرسمي أنه جرى في هذا السياق "استعراض التطورات والأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، والجهود المشتركة والمساعي المصرية الجارية لاحتواء التوتر المتصاعد خلال الأيام الماضية، حيث أشار السيسي إلى أن تطورات الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل بشكل فوري في إطار المسارين السياسي والأمني لتهدئة الأوضاع، والحدّ من اتخاذ أي إجراءات أحادية من الطرفين".

وأكد "موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية، وعلى نحو يحل تلك القضية المحورية في المنطقة، ويفتح آفاق السلام والاستقرار والتعاون والبناء".

وأضاف المتحدث الرسمي أنه "تم خلال اللقاء تبادل الرؤى ووجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن بعض موضوعات العلاقات الثنائية بين الجانبين".

وقد جرى في هذا السياق التطرق إلى قضية سد النهضة، حيث أكد السيسي "موقف مصر الثابت في هذا الصدد، من خلال ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة، ويحفظ الحقوق المائية والتنموية لجميع الأطراف"، مشدداً على "أهمية الدور الأميركي للاضطلاع بدور مؤثر لحلحلة تلك الأزمة".

وأكد مصدر دبلوماسي أميركي في القاهرة لـ"العربي الجديد"، أن بلينكن التقى مدير المخابرات العامة اللواء عباس كامل، بشكل منفصل، قبل لقائه السيسي، كما التقى عدداً من النشطاء الحقوقيين والسياسيين، حيث دار اللقاء حول التحديات التي تواجهها الحريات في مصر.

ولفت المصدر إلى أن بلينكن يركز خلال زيارته، إلى جانب أوضاع حقوق الانسان، على تطورات الأوضاع الإقليمية، وفي مقدمتها الأزمة الليبية، والوضع في السودان، وتطورات القضية الفلسطينية والأدوار التي تلعبها القاهرة لوقف التصعيد في الأراضي المحتلة.

وأعلن بلينكن، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره المصري سامح شكري، بعد لقائه السيسي، أنه بحث مع المسؤولين المصريين اليوم قضايا حقوق الإنسان، وسد النهضة، والأوضاع في ليبيا والسودان، بالإضافة إلى الوضع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وحول قضية حقوق الإنسان، أكد الوزير الأميركي أن بلاده "ستستمر في تشجيع مصر على الإفراج على المزيد من المسجونين، وإصلاح نظام الحبس الاحتياطي".

ولفت إلى أنه بحث أيضاً قضية سد النهضة الإثيوبي، وأكد ضرورة الحفاظ على مصالح جميع الأطراف.

بدوره، أكد شكري أن مصر تعمل مع الولايات المتحدة على "إرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط"، حيث أكدا "أهمية منع أي نوع من التصعيد وإيجاد إطار سياسي وحل القضية على مبدأ حل الدولتين".

وأوضح وزير الخارجية المصري أن المباحثات "تطرقت لملف سد النهضة، والعمل المشترك للحفاظ على كافة الأطراف، والتوصل لاتفاق على أساس قانوني"، موضحاً أن المباحثات "تطرقت كذلك إلى الوضع في ليبيا، والسودان، وأهمية العمل المشترك لمواجهة كل التحديات والتغلب عليها".

لقاء مع الرواد الشباب

والتقى بلينكن مجموعة متنوعة من الرواد الشباب الصاعدين بالجامعة الأميركية ضمن زيارته لمصر، وأكد أن العلاقات بين الشعبين المصري والأميركي هي إحدى ركائز الشراكة بين الولايات المتحدة ومصر.

وقال بلينكن في اللقاء إن "هؤلاء الشباب هم من يساعدون في تقدم أهدافنا المشتركة، سواء التنوع، أو الشمول، والتعليم، وصولاً إلى التمكين الاقتصادي، والصحة، والعمل المناخي".

ووجه بلينكن الشكر للشباب، والذين كان من بينهم أطباء ومهندسون وشباب بارزون في مجالات الرياضة، وتمكين المرأة، والتكنولوجيا، والفن، والثقافة، حيث ناقش معهم قضايا في مقدمتها تغير المناخ، وتعزيز النمو، وتمكين المرأة.

وأوضح وزير الخارجية الأميركي أن الشباب "سيدفعون علاقات البلدين قدماً إلى الأمام، ومن الضروري الاستماع إليهم لأنهم قادة المستقبل"، مشدداً على أن "الشباب هم من سيكون عليهم العمل لإيجاد طرق لتعزيز النمو المستدام، والتصدي لتحديات الأمن الغذائي، إضافة لكونهم سيواجهون ويتأثرون بتداعيات قضية تغير المناخ".

وأشار إلى تأسيس مجلس الشباب، قائلاً: "إنه ليس مصمماً فقط لإعطاء النصح للشباب، وإنما لتبادل الأفكار حول كلّ القضايا".

من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، أن الوزير بلينكن يزور القاهرة لتعزيز العلاقات التي طالما استفاد منها الأميركيون والمصريون. وأضاف: "نحن فخورون بشكل خاص بنتائج برامج التبادل لدينا في مصر، والتي تضم حتى الآن أكثر من واحد وعشرين ألف خريج مصري من برامج التبادل الأكاديمي وبرامج تبادل اللغة الإنكليزية".

وفي لقاء منفصل، اجتمع بلينكن بعدد من النشطاء الحقوقيين والسياسيين، وذلك وفقا لمصدر دبلوماسي أميركي في القاهرة، تحدث لـ"العربي الجديد"، حيث دار اللقاء حول التحديات التي تواجهها الحريات في مصر.

المساهمون