بلينكن يبحث إرساء الاستقرار في سورية مع الأوروبيين

09 يناير 2025
بلينكن خلال لقائه نظيره الفرنسي في باريس، 8 يناير 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى روما لإجراء محادثات مع نظرائه الأوروبيين حول استقرار سورية وسط التوترات مع تركيا، مؤكدًا على العمل مع الأوروبيين لإقامة سورية سلمية بعد إسقاط نظام بشار الأسد.
- تعتبر تركيا الوحدات الكردية امتدادًا لـ"حزب العمال الكردستاني"، بينما ترى الولايات المتحدة أنها أساسية في محاربة "داعش". دعا بلينكن إلى حل يشمل مغادرة "المقاتلين الإرهابيين الأجانب".
- سيناقش الاجتماع في روما إمكانية تخفيف العقوبات على سورية، مع إعلان واشنطن تخفيفًا مؤقتًا للعقوبات لتسهيل توفير الخدمات الأساسية، ودعوة بلينكن الدول الأوروبية لإعادة مواطنيها المحتجزين في سورية.

توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، إلى روما لإجراء محادثات مع نظرائه الأوروبيين بشأن جلب الاستقرار إلى سورية في مواجهة التوترات مع تركيا، في ما يرجح أنها جولته الأخيرة في إطار منصبه. وكان من المقرر أن ينضم بلينكن إلى الرئيس الأميركي جو بايدن في إيطاليا نهاية الأسبوع، في رحلة كانت ستشمل اجتماعا مع البابا فرنسيس. لكن البيت الأبيض أعلن، الأربعاء، أنّ بايدن ألغى رحلة كان مقرراً أن يقوم بها إلى إيطاليا من 9 لغاية 12 يناير/كانون الثاني الجاري وذلك بهدف التركيز على جهود مكافحة الحرائق الهائلة المستعرة في محيط لوس أنجليس.

وأكد بلينكن، الأربعاء، في باريس، أن بلاده تعمل مع الأوروبيين سعيا إلى إقامة سورية سلمية ومستقرة، بعد شهر من إسقاط نظام بشار الأسد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 37 شخصاً قُتلوا، اليوم الخميس، في معارك استُخدم فيها الطيران بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، في محاولة جديدة من الأخير للسيطرة على مواقع استراتيجية وحيوية في سد تشرين وجسر قره قوزاق في ريف منبج شمالي سورية.

وتعتبر أنقرة الوحدات الكردية امتدادا لـ"حزب العمال الكردستاني" الذي تصنفه مع دول أخرى منظمة إرهابية. في المقابل، يرى حلفاء غربيون لتركيا، تتقدمهم الولايات المتحدة، أن القوات الكردية، العمود الفقري لـ"قسد" التي تسيطر على مناطق في شرق سورية وشمالها، أدت دوراً جوهرياً ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، وستكون أساسية للحؤول دون محاولته إعادة تجميع صفوفه.

وأصر بلينكن، الأربعاء، على أنّ تركيا لديها "مخاوف مشروعة" بشأن مقاتلي "حزب العمال الكردستاني" داخل سورية، ودعا إلى حلّ في البلاد يشمل مغادرة "المقاتلين الإرهابيين الأجانب". وأضاف خلال مؤتمر صحافي في باريس: "هذا مسار سيتطلب بعض الوقت، وفي غضون ذلك، ما لا يصبّ بعمق في صالح كل الإيجابيات التي نراها تحصل في سورية، سيكون (اندلاع) نزاع، وسنعمل بجدّ بالغ لضمان ألا يحصل ذلك".

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنه لا يتوقع أي تغيير في الأهداف في سورية من جانب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير. وخلال ولايته الأولى، قال ترامب لفترة وجيزة إنه سيوافق على نداء من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لسحب القوات الأميركية التي كانت تعمل في سورية مع القوات الكردية. لكنه تراجع بعد مناشدات مضادة قادها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

تخفيف العقوبات عن سورية

وسيبحث الاجتماع في روما أيضا ما إذا كانت العقوبات على سورية ستخفف وموعد ذلك. وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، الأربعاء، في تصريح إذاعي إلى أن بعض العقوبات المفروضة على سورية "قد ترفع سريعاً". وأعلنت واشنطن من جهتها، الأسبوع الماضي، تخفيفاً مؤقتاً للعقوبات المفروضة على سورية "لعدم عرقلة" توفير الخدمات الأساسية. لكن المسؤولين الأميركيين يقولون إنهم سينتظرون لرؤية التقدم قبل أي تخفيف أوسع للعقوبات، ومن غير المرجح أن تقبل إدارة بايدن في أيامها الأخيرة التكاليف السياسية لشطب "هيئة تحرير الشام" في سورية من قائمة "الإرهاب" السوداء.

من جهتها، تبدو القوى الغربية متفقة إلى حد كبير بشأن سورية، إلا أن بعض الخلافات لا تزال قائمة. كرر بلينكن دعوات الولايات المتحدة للدول الأوروبية لإعادة مواطنيها المحتجزين في سورية بسبب نشاطهم مع تنظيم "داعش" والذين يعانون في معسكرات شاسعة يديرها المقاتلون الأكراد. وزار وزير خارجية فرنسا ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، الأسبوع الماضي، دمشق حيث التقيا قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.

من جهته، تعهّد أحمد الشرع، الذي يواجه تحدّي إعادة توحيد البلاد، بحلّ كل الفصائل المسلحة من بينها "هيئة تحرير الشام"، التي كانت تعرف باسم "جبهة النصرة" قبل فكّ ارتباطها عام 2016 بتنظيم القاعدة، لكنها ما زالت مصنّفة "منظمة إرهابية" من قبل معظم العواصم الغربية. وسيزور وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاجاني دمشق الجمعة بعد الاجتماع. وتعهدت الحكومة اليمينية المتشددة في إيطاليا بتقليص الهجرة. فقد سعى ملايين السوريين إلى الحصول على لجوء في أوروبا أثناء سنوات الثورة في بلادهم، ما أثار ردود فعل عنيفة في بعض أجزاء القارة هزت السياسة الأوروبية.

(فرانس برس، العربي الجديد)