أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الاثنين، أن الضربات الأميركية التي استهدفت مقاتلين موالين لإيران في سورية والعراق يجب أن تمثّل رسالة "قوية" لردعهم عن مواصلة استهداف القوات الأميركية.
وقال بلينكن للصحافيين في روما، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس": "تبعث خطوة الدفاع عن النفس هذه، والضرورية لمنع أي هجمات أخرى، برسالة مهمة وقوية" إلى الفصائل المستهدفة.
وأعلنت مليشيا "كتائب سيد الشهداء" العراقية، فجر الأحد، مقتل أربعة من عناصرها بقصف جوي أميركي على الحدود مع سورية، مشيرة إلى أن أحد القتلى كان يشغل منصب آمر سرية في "كتائب سيد الشهداء" المنضوية ضمن "الحشد الشعبي" باسم "اللواء 14".
وأوضح بلينكن خلال إفادته في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، الذي عقد اليوم الاثنين في العاصمة الإيطالية روما: "التقينا اليوم في روما لبحث القضاء على بقايا التنظيم وضمان عدم عودته"، مضيفًا أنه جرت مناقشة ما يجب فعله للقضاء نهائيًا على التنظيم الإرهابي، ومواجهة ظهوره في مناطق جديدة، مثل أفريقيا.
وحول الجانب السوري، قال بلينكن إن "هناك حاجة للسعي إلى سلام دائم ووقف إطلاق النار وإيصال المساعدات بشكل آمن في سورية"، مؤكدًا أن واشنطن ستقدم 436 مليون دولار أميركي إضافية للمساعدة في حل الأزمة الإنسانية في سورية.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن "السبيل الوحيد للتسوية السياسية في سورية هو التصالح والسلام والبدء من جديد".
من جهته، شدد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، خلال مداخلته ضمن الاجتماع، على "الحاجة المُلحة لتجفيف متواصل لمنابع تمويل تنظيم داعش"، مشيرًا إلى أنه "يجب بذل جهد أكبر لمنع استغلال التنظيم ظروف السكان في المناطق التي أُخرج منها".
بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو إن بلاده هي الدولة الوحيدة ضمن حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي حاربت في الجبهات الأمامية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق، مضيفاً أن تركيا أنزلت ضربات قاصمة على البنية المالية والتخطيطية لتنظيم "داعش" قبل تنفيذه هجمات إرهابية كبيرة.
جاء ذلك التصريح، وفق ما نقلت صحيفة "Il Messaggero" الإيطالية، على هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، اليوم الاثنين.
وأكد أوغلو أن القوات التركية حيدت 4 آلاف و500 من عناصر "داعش" حتى الآن في سوريا والعراق، إلى جانب إفشالها محاولات انضمام إلى صفوف التنظيم.
وفي ختام الاجتماع، أكد وزراء التحالف الدولي ضد "داعش"، في بيان مشترك، التزامهم بتعزيز التعاون عبر جميع خطوط جهود التحالف، من أجل القضاء على التنظيم وجعله غير قادر على إعادة تشكيل أي جيب، ومنعه من مواصلة تهديد الأوطان والشعوب ومختلف المصالح.
وأشار وزراء التحالف إلى أن التنظيم لم يعد يسيطر على الأراضي، لكن التهديد لم ينتهي نهائيًا رغم تحرر ما يقرب ثمانية ملايين شخص من سيطرته في العراق وسورية، مجددين التأكيد أن تنظيم "داعش" سيستمرّ في تلقّي الضغوط الكبيرة عليه للحدّ من قدرته على جمع الإيرادات.
كما أكد الوزراء، في بيان مشترك لهم، عزمهم على عقد الاجتماع الوزاري القادم للتحالف العالمي بحلول يونيو/حزيران 2022، على أن يعقد اجتماع المدراء السياسيين للمجموعة المصغرة في بروكسل خريف 2021 بناء على الظروف التي يمكن أن تستجدّ.