بلينكن بعد زيارته كييف: روسيا تتكبد "خسائر هائلة" في حرب أوكرانيا

09 سبتمبر 2022
بلينكن: هناك عدد هائل من القوات الروسية في أوكرانيا (Getty)
+ الخط -

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بروكسل اليوم الجمعة، بعد زيارة إلى كييف، ضمن مساعي واشنطن لـ"تعزيز الوحدة"، بينما تستعد أوروبا لشتاء عاصف بارتفاع تكاليف الطاقة.

وكان بلينكن يتحدث إلى الصحافيين في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل، بعدما أجرى محادثات مع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، بعد يوم من زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى كييف.

اعتبر وزير الخارجية الأميركي، اليوم الجمعة، أنّ قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إرسال تعزيزات إلى منطقة خاركيف الأوكرانية يؤكد الخسائر الهائلة التي تتكبدها القوات الروسية في الحرب.

وقال: "هناك عدد هائل من القوات الروسية في أوكرانيا، وللأسف أظهر الرئيس الروسي، بوتين، أنه سيُلقي بعدد كبير من الأشخاص في ذلك (أي في الحرب) وبتكلفة هائلة لروسيا، وهو أمر مأساوي ومروع".

وذكرت وكالات إخبارية روسية في وقت سابق بأنه ستتم إعادة نشر قوات موسكو في منطقة خاركيف رداً على هجوم مضاد أوكراني واسع النطاق.

ونشرت وكالتا "تاس" و"ريا نوفوستي" تسجيلاً مصوّراً نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية يظهر تحرّك معدات عسكرية على طريق مُعبّد، فيما يرفع بعضها الأعلام الروسية ويحمل الحرف "Z"، الذي بات رمزاً للحملة العسكرية الروسية.

وقال مسؤول محلي عينته موسكو، يُدعى فيتالي غانشيف، في تصريحات متلفزة، إنّ "معارك شرسة" تجرى قرب بالاكليا، وهي بلدة في منطقة خاركيف أعلنت أوكرانيا استعادتها الخميس.

وتتضمن محادثات بلينكن مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، وسفراء من الحلف إبلاغهم بنتائج الزيارة، التي تعهد خلالها بتقديم مساعدات عسكرية جديدة، وشهدت إطلاعه على هجوم أوكرانيا المضاد على القوات الروسية.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية قبل زيارة بروكسل إنها تأتي في إطار "البستنة المستمرة" التي تقوم بها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للحفاظ على الوحدة بين الدول الأوروبية.

ويقول بعض المحللين إنّ نقص الإمدادات وارتفاع تكاليف المعيشة مع اقتراب فصل الشتاء يهدد بتقويض الدعم الغربي لكييف، فيما تحاول الحكومات التعامل مع السكان الساخطين.

وقال بلينكن في بولندا قبل التوجه إلى العاصمة البلجيكية: "أعتقد أنّ السبب الأهم لوجودنا في بروكسل هو ما نجحنا فيه بشكل جيد حتى الآن، وهو وحدتنا، وحدة الهدف ووحدة العمل".

وتقول موسكو إنّ العقوبات الغربية والمسائل التقنية هي السبب في اضطرابات الطاقة، وتتهمها الدول الأوروبية، التي تدعم كييف دبلوماسياً وعسكرياً، باستخدام الطاقة كسلاح.

ويتباحث وزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم الجمعة بشأن إمكانية وضع سقف لأسعار الغاز الروسي، أملاً في حماية المواطنين والشركات من الارتفاع الهائل في فواتير الطاقة.

وقال بلينكن في بولندا إنّه واثق من أنّ أوروبا ستتخذ تحركاً حاسماً للتخلص مما اعتبره "خنق روسيا لأوروبا" من خلال إمدادات الغاز.

وأضاف أنً الوقوف في وجه موسكو فيما يتعلق بأوكرانيا "له تكلفته، إلا أنّ تكلفة التقاعس وعدم فعل أي شيء والسماح لهذا الوضع بالاستمرار ستكون أكبر بكثير".

روسيا تحتجز مئات الأوكرانيين

تزامن هذا مع إعلان محقّقي الأمم المتحدة أنّهم وثّقوا أكثر من 400 عملية اعتقال تعسّفي واختفاء قسري على يد القوات الروسية في أوكرانيا، وعشرات الحالات المماثلة من قبل القوات الأوكرانية.

وأشارت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان، ماتيلدا بوغنر، الموجودة في أوكرانيا منذ عام 2014، إلى ارتفاع حاد في انتهاكات حقوق الإنسان منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/ شباط.

وفي لقاء مع الصحافيين من أوديسا، تحدّثت بالتفصيل عن آلاف القتلى المدنيين ومئات الاعتقالات التعسّفية، كما وثّقت التعذيب وسوء معاملة أسرى الحرب.

وأضافت أنّه إذا ثبت أمام محكمة أنّ "أسير حرب تعرّض للتعذيب وسوء المعاملة أثناء الاحتجاز، فإنّ ذلك سيكون جريمة حرب".

وقالت إنّ فريقها تحقّق من أنّ القوات الروسية والمجموعات التابعة لها احتجزت بشكل تعسّفي أو أخفت 416 شخصاً في المناطق التي تحتلّها أو تسيطر عليها.

وأشارت إلى أنّه "من بين هؤلاء، وُجد 16 شخصاً ميتاً وأُطلق سراح 166".

وأضافت بوغنر أنّ الفريق وثق أيضاً 51 حالة اعتقال تعسّفي و30 حالة أخرى قد ترقى إلى مستوى الاختفاء القسري، قامت به هيئات إنفاذ القانون الأوكرانية.

وقالت إنّ البعثة تمكّنت من "الوصول بدون عوائق" إلى أماكن الاحتجاز في المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا، لكنّ روسيا لم تسمح بالوصول إلى أسرى الحرب المحتجزين في أراضيها أو المناطق التي تسيطر عليها.

وأضافت: "يعدّ ذلك الأكثر إثارة للقلق منذ أنّ وثّقنا أنّ أسرى الحرب الخاضعين لسلطة الاتحاد الروسي عانوا من التعذيب وسوء المعاملة، وافتقروا في بعض الأماكن إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية والصرف الصحي".

ووصفت "عملية تعذيب" يخضع لها المعتقلون الجدد، حيث يُجبرون على السير في ممر يصطف على طوله حرّاس مسلّحون يضربونهم بقوة أثناء مرورهم.

وأعربت بوغنر عن قلقها الكبير بشأن الوضع الصحي في معتقل أوليفنيفكا، حيث قالت إنّ أسرى الحرب يعانون من أمراض معدية، بما في ذلك التهاب الكبد أو السل.

كذلك، وثّقت البعثة بعض حالات التعذيب وسوء المعاملة للأسرى الروس الذين يحتجزهم الأوكرانيون، خصوصاً خلال القبض عليهم ونقلهم إلى معسكرات الاعتقال.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون