بلينكن بحث مع سعيد تشكيل الحكومة التونسية الجديدة

21 نوفمبر 2021
واشنطن دعت سعيد إلى عملية إصلاح شاملة(فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

تلقّى الرئيس التونسي قيس سعيد، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، حيث تمت مناقشة العلاقات التونسية الأميركية والأسباب التي أدت إلى الإجراءات الأخيرة في تونس.
وحسب بيان الرئاسة التونسية، اليوم الأحد، بحث الطرفان خلال المحادثة العلاقات التونسية الأميركية وسبل تطويرها في ظل الأوضاع التي يشهدها العالم وتمر بها تونس.
كما تطرّقا إلى أسباب الإجراءات التي لجأ إليها الرئيس التونسي، أخيراً، بحسب بيان الرئاسة التونسية، الذي جاء فيه أن "هذه المحادثة كانت فرصة لسعيد ليُوضّح الأسباب التي دعت إلى الالتجاء إلى الفصل 80 من الدستور، حيث أوضح أن هذا القرار حتّمته المسؤولية التي يتحمّلها، بعد أن تحوّل البرلمان إلى حلبة صراع وسالت فيه الدماء وتعطّلت أعماله في أكثر من مناسبة، نتيجة للعنف المادي والعنف اللفظي".


وبحسب سعيد، فإن "الحقيقة هي غير ما يتم الترويج لها، والدستور لم يُعلّق، بل تم فقط تجميد عضوية أعضاء المجلس النيابي إلى حين زوال هذا الخطر الذي لا يزال جاثما في البلاد".
وادعى سعيد أن "الفساد عمّ وانتشر في الدولة وفي المجلس النيابي ذاته، وحين رُفعت الحصانة عن أعضاء مجلس النواب تمت مقاضاة بعضهم ومنهم من كان محكوما منذ سنة 2018، إلى جانب عدد من القضايا الأخرى التي لا علاقة لها إطلاقا لا بالحريات ولا بالحقوق، والدليل على ذلك التظاهرات التي تُنظّم والاحتجاجات التي تقع بين الحين والآخر بكل حرية ما لم يتم المساس بالأشخاص والممتلكات".

وقال إن "عديد المغالطات يتم نشرها في الخارج لا أساس لها من الصحّة ولا علاقة لها بالواقع، بل أكثر من ذلك يتم اللجوء إلى عدد من الشركات بأموال مشبوهة المصدر للإساءة إلى وطنهم تونس". 
ووفقاً للرئاسة، فقد تم التأكيد في هذه المحادثة على أنه "يتم الإعداد للمراحل المقبلة، وعلى أن الإرادة هي الخروج من هذا الوضع الاستثنائي إلى وضع عادي".
وبدوره، عبّر وزير الخارجية الأميركي عن رغبة بلاده في أن تجد هذه الإصلاحات طريقها إلى التنفيذ في أسرع الأوقات، مؤكداً مواصلة دعم الولايات المتحدة الأميركية لتونس.

تشكيل حكومة جديدة
من جهتها، نقلت وكالة "رويترز" عن وزارة الخارجية الأميركية، أن الوزير أنتوني بلينكن بحث مع سعيد تشكيل الحكومة الجديدة.
وقالت الوزارة "الوزير دعا إلى عملية إصلاح تتسم بالشفافية والشمول، لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الهائلة في تونس وتلبية طموحات شعبها في استمرار التقدم الديمقراطي".

ونشرت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في تونس نقلا عن وزارة الخارجية الأميريكية ملخّص المكالمة الهاتفية، وذكرت أن" بلينكين تحدث مع الرئيس قيس سعيد لمناقشة ما جدّ من تطوّرات في تونس، بما في ذلك تشكيل الحكومة الجديدة وخطوات تخفيف وطأة الوضع الاقتصادي. وقد شجّع الوزير على انتهاج عملية إصلاح شفّافة تشرك جميع الأطراف لمعالجة التحدّيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الهامة التي تواجهها تونس وللاستجابة لتطلّعات شعبها في استمرار التقدّم الديمقراطي".
واستحوذ الرئيس التونسي على جميع السلطات تقريباً في يوليو/تموز وأوقف عمل البرلمان وأقال الحكومة، في خطوة وصفها معارضون بالانقلاب.
وتشهد تونس احتجاجات تطالب سعيد بإعادة عمل البرلمان، فيما تحث الدول الغربية سعيد على إعلان خارطة طريق واضحة للعودة إلى المسار الديمقراطي.