بلينكن: إيران توشك على امتلاك المواد اللازمة لتطوير سلاح نووي

01 فبراير 2021
بلينكن يستهل مهامه بملفات معقدة (كارلوس باريا/ فرانس برس)
+ الخط -

حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن إيران باتت قريبة من التمكن من إنتاج المواد الانشطارية اللازمة لصنع سلاح نووي، موضحا أن الأمر قد يستغرق "أسابيع" فقط إذا استمر عدم التزام طهران بالقيود المنصوص عليها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال بلينكن، في أول مقابلة له منذ تسلمه المنصب مع شبكة "أن بي سي" يوم الأحد، إن بلاده مستعدة للعودة للالتزام ببنود الاتفاق النووي إذا قامت إيران بذلك، على أن تعمل على التوصل مع حلفاء الولايات المتحدة وشركائها لاتفاق "أطول وأقوى" يشمل ملفات أخرى.

وفيما شدد بلينكن على ضرورة إخلاء سبيل الموقوفين الأميركيين في السجون الإيرانية، لم يبح بأكثر مما تسرب عن الإدارة حتى الآن بخصوص الملف الإيراني، والذي بقي في إطار العموميات، ما عدا إشارته إلى المدة الزمنية القصيرة الفاصلة لامتلاك طهران القنبلة النووية، والتي بدت أقرب إلى التمهيد لإطلاق المفاوضات تحت غطاء العجلة التي يقتضيها هذا التطور.
وخُصص الجزء الأكبر من مقابلة بلينكن للحديث عن روسيا والتطورات الجارية بعد اعتقال موسكو المعارض أليكسي نافالني لمدة 30 يوماً، انتظاراً لمحاكمته في اتهامات بمخالفة شروط إطلاق سراح مشروط وبالاختلاس، في قضية يقول هو إنها ملفقة لكنها قد تقود إلى سجنه ثلاثة أعوام ونصف.

وأعرب وزير الخارجية الأميركي عن "قلق عميق إزاء قمع التظاهرات السلمية في روسيا"، وأيضا بخصوص ممارسات موسكو الأخرى مثل "استخدام الكيماوي وتدخلها في انتخاباتنا وممارسات موسكو ضد جنودنا في أفغانستان"، متجاهلا الرد على سؤال بخصوص ما إذا كانت الإدارة في وارد فرض عقوبات على الكرملين. 
وقال بلينكن إنه "منزعج للغاية من القمع العنيف" للمحتجين الروس أمس الأحد، واعتقال من يطالبون بالإفراج عن نافالني، مضيفا أن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس الردود المحتملة على ذلك.
ورداً على ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف- اليوم الاثنين، بحسب ما أوردته وكالة "رويترز"، إن موسكو ستتجاهل تعليقات بلينكن، محذراً واشنطن من فرض أي عقوبات جديدة على بلاده.

وأضاف بلينكن في المقابلة "الحكومة الروسية ترتكب خطأ جسيما إذا كانت تعتقد أن الأمر يتعلق بنا. الأمر يتعلق بهم. يتعلق بالحكومة. يتعلق بالإحباط الذي يشعر به الشعب الروسي بسبب الفساد والاستبداد، وأعتقد أنهم بحاجة إلى النظر إلى الداخل وليس إلى الخارج".
ولم يعلن بلينكن التزامه بعقوبات معينة على روسيا في المقابلة التي سُجلت أمس الأحد وناقش فيها الوضع المتعلق بنافالني، والتدخل الروسي في انتخابات 2020، والطاقة الشمسية، والمزاعم المتعلقة بتقديم "مكافآت" مقابل قتل الجنود الأميركيين في أفغانستان.
وقال بلينكن عن اتصال بايدن هاتفيا الأسبوع الماضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "لم يكن بإمكان الرئيس أن يكون أوضح في حديثه مع الرئيس بوتين".

إلى ذلك، وجه وزير الخارجية الأميركي انتقادات إلى الصين لمواصلة رفضها السماح للخبراء بولوج كافة الأماكن التي تم اكتشاف حالات انتشار فيروس كورونا فيها، وذلك رغم وجود فريق محققي منظمة الصحة العالمية في ووهان للتحقيق بشأن ظهور الفيروس.
وقال إن غياب الشفافية لدى الصين يمثل "مشكلا عميقا" ينبغي إيجاد حل له.

كذلك تهرب من الرد على سؤال حول ما إذا كان من الضروري تدفيع الصين ثمن جائحة كورونا، معربا عن شيء من الملامة لقصور بكين في توفير المعلومات اللازمة وبالشفافية المطلوبة عن الجائحة. واعترف الوزير بأن اقتحام أنصار ترامب مبنى الكونغرس أوائل الشهر الماضي أحرج الإدارة وأربكها في تحركها الخارجي.
ورداً على سؤال حول إمكانية الاعتراف بكوريا الشمالية قوةً نوويةً، قال بلينكن إن بايدن طلب من فريقه في الأمن القومي القيام بمراجعة شاملة لسياسية الولايات المتحدة إزاء بيونغ يانغ، وذلك بهدف البحث عن أفضل السبل لسحب السلاح النووي من شبه الجزيرة.

المساهمون