أجرت المبعوثة الأممية إلى العراق جنين بلاسخارت، اليوم الأربعاء، زيارة هي الأولى من نوعها إلى مدينة النجف منذ أشهر عدة، التقت خلالها بالمرجع الديني السيد علي السيستاني، يرافقها وفد أممي رفيع، ضمّ عدداً من المسؤولين المكلفين بالجانب الإنساني في العراق، ضمن البعثة العاملة في العاصمة بغداد.
وتتزامن زيارة بلاسخارت إلى النجف للقاء السيستاني مع الحراك الذي تجريه الأمم المتحدة ووزارة الهجرة العراقية لطي صفحة النزوح الداخلي في البلاد، بإقناع الجماعات المسلحة بالانسحاب من المدن التي تحتلها، وترفض إعادة أهلها إليها منذ عام 2015، فضلاً عن معالجة آثار حقبة سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق واسعة من شمالي وغربي البلاد.
وعقب اللقاء، تحدثت بلاسخارت إلى الصحافيين المتجمعين على مقربة من منزل المرجع الديني وسط المدينة القديمة بالنجف، مشيرة إلى أن اللقاء شهد تأكيد السيستاني "دعم التعايش المشترك بين جميع المكونات".
كما أصدر مكتب السيستاني بياناً قال فيه إن الأخير أكّد خلال اللقاء مع الوفد الأممي "أهمية تضافر الجهود في الترويج لثقافة التعايش السلمي، ونبذ العنف والكراهية، وتثبيت قيم التآلف المبني على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين معتنقي مختلف الأديان والاتجاهات الفكرية".
السيد السيستاني يؤكد أهمية تضافر الجهود في الترويج لثقافة التعايش السلمي ونبذ العنف والكراهية
— شبكة الإعلام العراقي (@iraqmedianet) December 7, 2022
السيد السيستاني يشير للمآسي التي يعاني منها العديد من الشعوب والفئات العرقية والاجتماعية في أماكن كثيرة من العالم pic.twitter.com/IFIzGyZZWm
وأكد أن "للمآسي التي يعاني منها العديد من الشعوب والفئات العرقية والاجتماعية في أماكن كثيرة من العالم ـ نتيجةً لما يمارس ضدها من الاضطهاد الفكري والديني وقمع الحريات الأساسية وغياب العدالة الاجتماعية ـ دوراً في بروز بعض الحركات المتطرفة التي تستخدم العنف الأعمى ضد المدنيين العزّل وتعتدي على المراكز الدينية والمواقع الأثرية للآخرين المختلفين معها في الفكر أو العقيدة".
ومنذ سنوات عدة يمتنع المرجع الديني السيستاني عن لقاء الشخصيات السياسية العراقية، واعتبر مقرّبون منه ذلك احتجاجاً منه على سوء إدارة البلاد، وتعاطيها مع مختلف القضايا الراهنة، خصوصاً بعد الاحتجاجات الشعبية التي تفجّرت في مناطق جنوب ووسط العراق، والقمع الذي واجهت به السلطات المتظاهرين.