اليوم الثاني من اجتماعات الأمم المتحدة: بكين وواشنطن تتواجهان حول كورونا والمناخ

23 سبتمبر 2020
الرئيس الصيني دعا إلى عدم "تسييس" مكافحة الفيروس (Getty)
+ الخط -

 

تواصلت، اليوم الأربعاء، اجتماعات أعمال الدورة الخامسة والسبعين لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عبر الاتصال المرئي، حيث ألقى عدد من الرؤساء والملوك كلمات احتلت جائحة فيروس كورونا الصدارة فيها. 

وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، الأربعاء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في خطاب مسجل أن "الصين لا تنوي الدخول في حرب باردة" وحذر بدون ذكر واشنطن من "فخ صدام حضارات" داعياً إلى عدم "تسييس" مكافحة الفيروس.

وكانت ظهرت الخلافات بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ إلى العلن الثلاثاء حول مواضيع عديدة أبرزها التعاون الدولي والتعامل مع وباء كوفيد-19 والاحتباس الحراري.

ودعا الرئيس الأميركي، عند افتتاح الاجتماع السنوي الذي يجري هذه السنة عبر الفيديو بسبب الأزمة الصحية الأمم المتحدة إلى "أن تحاسب الصين على أفعالها"، متهماً بكين بالسماح لفيروس كورونا المستجد الذي كرر وصفه بـ"الفيروس الصيني"، بـ"إصابة كل العالم".

ولاحقاً "رفض" السفير الصيني لدى الأمم المتحدة تشانغ جون بشكل قاطع اتهامات ترامب "العارية عن الأساس".

وفي ظل التوتر المسيطر على العلاقات الدولية، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في افتتاح الجلسة من "الانقسام الكبير" بين "أكبر اقتصادين" في العالم.

وقال ملقياً كلمته أمام قاعة شبه فارغة في مقر المنظمة الدولية في نيويورك إن على العالم بذل كل ما بوسعه "لتجنب حرب باردة جديدة".

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، إن العالم "لا يمكن أن يُختصر بالخصومة بين الصين والولايات المتحدة" مضيفاً "ليس محكوماً علينا جماعياً بمناورات ثنائية تجعلنا مجرد شهود على عجز جماعي".

من جهته، قال العاهل السعودي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن العالم اليوم يواجه تحدياً كبيراً، يتمثل في جائحة كورونا وآثارها الصحية والإنسانية والاقتصادية، التي أظهرت الحاجة الملحة إلى تكاتف الجميع لمواجهة التحديات المشتركة للإنسانية. 

وبشأن كورونا، دعا الرئيس العراقي برهم صالح المجتمع الدولي، في كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر الفيديو كونفرانس إلى "العدالة في توزيع لقاح الفيروس حين يُتاح، وتخفيف الطبيعة التجارية في تسويقه للدول الأشد فقراً".

وسجل العراق الأربعاء أعلى حصيلة إصابات بفيروس كورونا منذ يناير/ كانون الثاني الماضي بـ 5052 حالة، بحسب وزارة الصحة، فيما تم تسجيل 72 وفاة.

وأوضحت الوزارة، أن إجمالي الإصابات بكورونا ارتفع إلى 323 ألفا و635 بينها 8.754 وفاة، و264 ألفا و988 حالة شفاء.

وتسود مخاوف من انهيار النظام الصحي على اعتبار أن البلد يملك بنية تحتية محدودة في هذا القطاع بفعل عقود من الحروب والفساد وعدم الاستقرار. 

السعودية تهاجم إيران

وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الملك سلمان، الأربعاء، إن النظام الإيراني يعمل على "زيادة نشاطه التوسعي وبناء شبكاته الإرهابية، واستخدام الإرهاب، وإهدار مقدرات وثروات الشعب الإيراني لتحقيق مشاريع توسعية لم ينتج عنها إلا الفوضى والتطرف والطائفية". 

 وأوضح أن التدخلات الإيرانية في اليمن أدت إلى أزمة سياسية واقتصادية وإنسانية في البلد، لافتاً إلى أن المملكة لن تتخلى عن اليمن حتى يستعيد كامل سيادته واستقلاله من الهيمنة الإيرانية، حسب قوله.

وبخصوص عملية السلام في الشرق الأوسط، قال الملك سلمان إن المملكة تساند ما تبذله الإدارة الأميركية الحالية من جهود لإحلال السلام في الشرق الأوسط من خلال جلوس الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق عادل وشامل.

وتراهن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على دفع المملكة العربية السعودية إلى التطبيع مع إسرائيل قبل الانتخابات، باعتبار أن خطوة كهذه من شأنها أن تشكل اختراقاً من العيار الثقيل، نظراً لرمزية المملكة بين الشعوب العربية والإسلامية، والتي يمكن توظيفها بشكل بارز. 

محاربة الفساد

ودعا الرئيس العراقي برهم صالح، في كلمته، إلى تشكيل تحالف دولي ضد الفساد على غرار التحالف الدولي المناهض لتنظيم "داعش" الإرهابي.

وقال صالح، إن العراق "يدعو المجتمع الدولي إلى تشكيل تحالف دولي لمواجهة الفساد على غرار التحالف في مواجهة الإرهاب".

واعتبر أن "الفساد هو الاقتصاد السياسي للإرهاب"، مشدداً على ضرورة "تجفيف منابع تمويله".

وينتشر الفساد على نطاق واسع في العراق، وهو من بين أكثر دول العالم فساداً بموجب مؤشر الشفافية الدولية على مدى السنوات الماضية.

وتعد محاربة الفساد مطلباً رئيساً للحراك الشعبي المتواصل منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. 

وشدد صالح في كلمته، على "ضرورة العمل على إجراء انتخابات مبكرة نزيهة وشفافة في العراق العام المقبل، وفق قانون منصف وتلبية للحراك الشعبي".

كما شدد على "أهمية حصر السلاح بيد الدولة (العراقية)، والتحقيق في جرائم قتل المتظاهرين، وأفراد القوات الأمنية".

وفي إشارة إلى النزاع الأميركي- الإيراني على الأراضي العراقية قال صالح، "لا نريد أن يكون العراق ساحة لتصفية حسابات الآخرين".

وأضاف أن "العراق المستقل ذا السيادة سيكون نقطة التقاء لمنظومة إقليمية قائمة على أساس التعاون الاقتصادي والأمني".

ولفت صالح، إلى أن "الحرب على الإرهاب (في العراق) ما زالت مستمرة"، معتبراً أن "الانشغال بصراعات المنطقة سيكون متنفساً للمتطرفين".

وقال إن "الإبادة والمجازر التي تعرض لها الايزيديون (على يد "داعش" عام 2014) تستدعي من المجتمع الدولي مساعدة العراق على منع تكرارها، والعمل على إعادة النازحين والمهجرين".

(رويترز، فرانس برس)