بغداد تعدّ خططاً عسكرية جديدة لمواجهة هجمات "داعش"

12 اغسطس 2021
أعلن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي البدء بتنفيذ استراتيجية جديدة ضد "داعش" (فرانس برس)
+ الخط -

قالت السلطات الأمنية العراقية، إنها نجحت بوضع خطط مناسبة للتعامل مع الاعتداءات الإرهابية المتصاعدة في البلاد، مؤكدة العمل على تضييق تحركات تنظيم "داعش".

ونفّذ مسلحو التنظيم، خلال الأسبوعين الماضيين، سلسلة من الاعتداءات الإرهابية، طاولت قوات الأمن النظامية ومسلحي "الحشد الشعبي" والعشائر، إضافة إلى مواطنين وأبناء قبائل، بالتزامن مع استمرار هجماته على أبراج نقل الطاقة موقعاً خسائر غير قليلة.

وعادة ما تُنفّذ تلك الهجمات ليلاً وفي مدن ومناطق محاذية للمناطق الصحراوية والجبلية، أو البساتين والمناطق الزراعية المفتوحة، مثل الأنبار وصلاح الدين وكركوك وديالى، غربي البلاد وشماليها وشرقيها.

المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، قال إن "تنظيم داعش يحاول أن يضع له استراتيجية جديدة في التعامل مع التضييق الذي يعاني منه في عدد من المناطق التي كانت تُعتبر مناطق نفوذ له"، مؤكداً، في حديث للصحافيين، الخميس، أن "الأجهزة الأمنية والاستخبارية غيّرت من جهدها وخططها وتكتيكها بما يتناسب مع حجم التحديات، وبنحو يحد من خطورة التنظيم الإرهابي".

وأضاف أن "عمليات الملاحقة والمطاردة ما زالت مستمرة، وقد نجحنا في الإطاحة بعدد من الإرهابيين، وأن البعض منهم أدلى بمعلومات مهمة عن تحركات التنظيم"، مشيراً إلى أن "عدداً من التحديات التي نواجهها في الوقت الحالي تتمثل بتأمين زيارة شهر محرم، فضلاً عن خلايا تنظيم داعش الإرهابي".

جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، من جهته أعلن البدء بتنفيذ استراتيجية جديدة ضد "داعش" وتشكيل خلية مشتركة بين صنوف القوات الأمنية لتعقب بقايا التنظيم.

وقال المتحدث باسم الجهاز، صباح النعمان، إن "الجهاز مستمر في عملياته لملاحقة بقايا الإرهاب، وفقاً للمعلومات والتحليل الاستخباري، فضلاً عن رسم خريطة تحركات الإرهابيين في المناطق التي ما زالوا يتواجدون فيها".

وبيّن في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) أن "هناك متابعة من قبل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وإشرافاً مباشراً من جهاز مكافحة الإرهاب على العمليات الأمنية ضد بقايا داعش".

وأشار إلى "وجود خلية مشتركة للتنسيق الاستخباراتي، لتبادل المعلومات بين مختلف دوائر الاستخبارات في الأجهزة الأمنية لمطاردة الإرهاب، فضلاً عن وجود تنسيق أمني عالي المستوى مع إقليم كردستان".

في السياق ذاته، أوضح ضابط أمني رفيع، اعتماد التنظيم على تغيير طريقة هجومه بين فترة وأخرى، عبر شن هجمات سريعة من عنصرين أو ثلاثة يوقع فيها قتلى وجرحى ثم ينسحب سريعاً إلى مناطق اختبائه والتي عادة ما تكون بمناطق صحراوية أو جبلية شمالي البلاد وغربيها.

وبيّن الضابط الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، أن "الخطط التي جرى اعتمادها أخيراً لمواجهة تكتيكات التنظيم؛ اعتمدت على الواقع الميداني لتحركاته، وعلى معلومات استخبارية وتكثيف قوات الأمن في المناطق الرخوة أمنياً".

ومنذ فجر أمس الأربعاء، تشن القوات العراقية عملية عسكرية واسعة في صحراء الرطبة (غربي محافظة الأنبار) وقد أسفرت حتى اليوم، عن اقتحام عدد من مضافات التنظيم وأوكاره، في وديان الصحراء وكهوفها.

مقابل ذلك، قتل عنصر من "الحشد الشعبي" وأصيب آخر بهجوم ليلي لعناصر من "داعش" بمحافظة صلاح الدين، إذ باغت عناصر التنظيم حاجزاً أمنياً لـ"الحشد" في قرية السورة في الجانب الأيسر لبلدة الشرقاط شمالي المحافظة، واشتبكوا مع عناصرها، وأوقعوا قتيلاً وجريحاً منهم.

وتصاعد نشاط عناصر التنظيم في المحافظات المحررة (الأنبار وديالى وكركوك وصلاح الدين ونينوى)، التي تسجل تنفيذ هجمات أربكت المشهد الأمني فيها، ما استدعى بالمقابل تنفيذ عمليات عسكرية لإحباط مخططات التنظيم.

المساهمون