بغداد تحتج على دخول وزير الدفاع التركي إلى أراض عراقية

03 مايو 2021
أكار خلال تفقده قاعدة عسكرية تركية شمالي العراق (الأناضول)
+ الخط -

سلمت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الاثنين، القائم بأعمال السفارة التركية في بغداد مذكرة احتجاج بشأن العمليات العسكرية الأخيرة للجيش التركي في بلدات حدودية عراقية، وتواجد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس الأحد، داخل الأراضي العراقية دون تنسيق مسبق.

وأكدت الخارجية العراقية، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "الوكيل الأقدم لوزارة الخارجية نزار الخير الله استدعى القائم بأعمال السفارة التركية لدى بغداد، اليوم الاثنين، في مبنى الوزارة، وسلمه مذكرة احتجاج عبرت فيها الحكومة العراقية عن استيائها الشديد، وإدانتها، من قيام وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بالتواجد داخل الأراضي العراقية بدون تنسيق أو موافقة مسبقة من قبل السلطات المختصة، ولقائه قوات تركية تتواجد داخل الأراضي (العراقية) بصورة غير مشروعة، فضلاً عن إدانتها لتصريحات وزير الداخلية التركي بشأن نية تركيا إنشاء قاعدة عسكرية دائمة في شمال العراق".

وأضاف البيان أن "الحكومة العراقية ترفض بشكل قاطع الخروقات المتواصلة لسيادة العراق وحرمة الأراضي والأجواء العراقية من قبل القوات العسكرية التركية"، مبينا أن "الاستمرار بمثل هذا النهج لا ينسجم مع علاقات الصداقة وحسن الجوار والقوانين والأعراف الدولية ذات الصلة".

وشدد الوكيل الأقدم لوزارة الخارجية على "ضرورة تذكير الجارة تركيا بأن الركون إلى الحلول العسكرية أحادية الجانب لا يمكن أن يكون السبيل الناجع لتسوية التحديات الأمنية المشتركة". 

وأمس الأحد، ذكرت وكالة "الأناضول" التركية أن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار تفقد قاعدة عسكرية لبلاده شمالي العراق برفقة رئيس الأركان العامة يشار غولر، وقائد القوات البرية أوميت دوندار.

وذكرت الوكالة نقلا عن مراسلها، أن أكار تفقد "منطقة قاعدة بيليتش تبه" التابعة لقيادة فرقة الحدود الثانية بالجيش التركي شمالي العراق"، وأوضحت المصادر أن أكار تلقى من قائد فرقة المشاة الـ23 اللواء إدريس أجار تورك إحاطة عن سير عمليتي مخلب "البرق" و"الصاعقة"، وبعد الاجتماع شارك أكار الجنود طعام الإفطار الرمضاني في القاعدة، وألقى كلمة، بحسب الوكالة ذاتها.

وتنفذ القوات التركية، في الثالث والعشرين من الشهر الحالي، عمليات برية وجوية جديدة تستهدف مسلحي حزب "العمال الكردستاني" المتحصنين في بلدات حدودية عراقية ضمن إقليم كردستان، أطلقت عليها اسم "مخلب البرق" و"الصاعقة"، وتستهدف مناطق عدة، أبرزها العمادية وزاخو وجبل متين، وأفاشين وباسيان وجبل كيسته، والزاب، شمال دهوك وشرق أربيل، حيث ينشط مسلحو حزب "العمال" في تلك المناطق ويستخدمونها مطلقا لتنفيذ اعتداءات متكررة ضد الأراضي التركية المجاورة.

وتعليقا على استدعاء الخارجية العراقية للقائم بأعمال السفارة التركية، قال الخبير بالشأن السياسي الكردي في إقليم كردستان شمالي العراق، أحمد الجاف، إنه جاء بسبب ضغوط من أحزاب حليفة لطهران في بغداد، طالبت حكومة مصطفى الكاظمي بالرد على زيارة الوزير التركي لقوات بلاده في بلدة حدودية عراقية ضمن إقليم كردستان.

وأضاف الجاف أن "الحكومة في بغداد عاجزة عن ممارسة نفوذها وسلطتها الاتحادية في أراضي الدولة الحدودية مع تركيا، وهناك نحو 120 كم من تلك الأراضي خارج السيطرة، والأتراك يقولون إنها باتت مصدر تهديد مستمر لأمنهم القومي، وعلى بغداد منع استخدام أراضيها ضد جيرانها، أو السماح للجيران بالدفاع عن أنفسهم".

وبين المتحدث ذاته أن "مسلحي حزب "العمال" في نمو متزايد من ناحية قواتهم التسليحية، وبقاء الوضع في تلك المناطق دون حل يعني أن المشكلة ستكون أعقد وأصعب، وتتحمل الحكومة العراقية مسؤولية ذلك".

وختم بالقول إن "استدعاء دبلوماسي تركي يقوم بمهام القائم بالأعمال حاليا قد يكون بسبب انتهاء مهمة السفير السابق فاتح يلدز، وعدم مباشرة السفير التركي الجديد، علي رضا كومي، لمهامه إلى غاية الآن".

 
المساهمون