اندلعت اشتباكات مسلحة، فجر اليوم الأربعاء، بين أجهزة الأمن الفلسطينية وعناصر مسلحة تتبع لمجموعات المقاومة في مخيم جنين شماليّ الضفة الغربية، احتجاجاً على استمرار الأجهزة الأمنية في اعتقال خالد العرعراوي، والد الجريح كمال، وعم الشهيد مجدي العرعراوي، على خلفية أحداث طرد وفد حركة فتح والسلطة الفلسطينية من المخيم في الخامس من الشهر الماضي.
وحسب مصادر صحافية وفيديوهات وثّقت الحدث، فإن الاشتباكات وقعت بعد منتصف الليل، عقب إطلاق نار استهدف مقر المقاطعة، ما دفع أجهزة الأمن إلى التجمع على مشارف المخيم وإطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأوضح أمين سر حركة فتح في جنين عطا أبو إرميلة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن حركة فتح ترفض إطلاق النار على مقارّ الأجهزة الأمنية تحت أية ذريعة، حيث إنهم يتابعون قضية اعتقال خالد العرعراوي، قائلاً: "الجميع تدخل في قضية العرعراوي، والقضية تحل بالحوار لا بإطلاق النار".
ورداً على شائعات بأن مطلقي النار هم من أبناء فتح، لأن العرعراوي من أبناء الحركة، قال أبو إرميلة مستنكراً: "نحن أبناء السلطة، وفتح حزب السلطة، كيف سنطلق النار على مقارّ السلطة (...) على من أطلق النار أن يسلم نفسه".
من جانب آخر، علم "العربي الجديد" من مصادر خاصة، أن الأجهزة الأمنية في رام الله تحتجز منذ حوالى شهر الناطق باسم كتائب شهداء الأقصى في مخيم جنين ضياء أبو وعد "أبو مجاهد"، وعلّق أبو إرميلة على اعتقاله، قائلاً: "أبو وعد ضابط في الأجهزة الأمنية، وهذا شأن داخلي"، فيما رفض محافظ جنين أكرم الرجوب، التعقيب على القضية في الوقت الحالي.
إلى ذلك، قالت مصادر عائلية إنّ "عناصر من الأجهزة الأمنية بلباس مدني اعتقلت الأسير المحرر كادر حركة فتح أنس علاونة، من بلدة جبع جنوب جنين، خلال وجوده في مقهى قرب مدخل البلدة مساء أمس الثلاثاء، وذلك على خلفية الرأي والتعبير"، وأكدت مصادر أمنية للعائلة أنّ علاونة سيُحال على التحقيق في مقارّ اللجنة الأمنية في أريحا شرقيّ الضفة الغربية.
وتشهد بلدة جبع منذ الثالث من الشهر الماضي، توتراً نتيجة الاعتقالات السياسية على خلفية اعتقال المطارد قائد "كتيبة جبع - سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي"، مراد ملايشة (34 عاماً)، ومرافقه محمد براهمة، وما نتج من اعتقالهما من مواجهات بين محتجّين وعناصر في الأجهزة الأمنية وحرق مركز للشرطة الفلسطينية.
من جانبه، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي من جنين، "أبو صلاح"، أن الأجهزة الأمنية تعتقل أكثر من 40 ناشطاً في الحركة من جنين، وأنهم لا يملكون إحصائية محددة لعدد المعتقلين السياسيين.
وقال "أبو صلاح" لـ"العربي الجديد": "خلال كل ساعة هناك معتقل سياسي لدى السلطة، وهذا بالنسبة إلينا مرفوض، وغير مقبول، والجميع سيدفع ثمنه، لأن ما حصل في جبع ثورة شعبية على سلوك السلطة، وليس عملاً منظماً أو مقصوداً من أي أحد، ومطلبنا الإفراج عن كل المعتقلين من كل الفصائل والتوجهات السياسية والمستقلين الذين اعتُقِلوا لدعمهم المعنوي للمقاومين".
وأضاف القيادي أنّ "الأجهزة الأمنية تتنكر للاتفاقيات والتفاهمات بين الفصائل، وتنفذ سلوكاً مختلفاً على الأرض"، مشيراً إلى أن حوارات عديدة أجريت بين ممثلي التنظيمات والأجهزة الأمنية لكن دون التزام من السلطة.
وتابع: "يبدو أنهم يجلسون معنا للصور، ولا يتخذون قراراً حاسماً بشأن الاعتقال السياسي، ونتمنى أن نرى شيئاً جدياً وليس صوريّاً، لأن كلمة واحدة من متنفذ في السلطة من شأنها أن تحل قضية المعتقلين السياسيين".
ويرى القيادي في الجهاد الإسلامي أن أحداث جبع المناهضة لسلوك السلطة طبيعية، لأنها قاعدة شعبية تدعم المقاومة، وأن الاشتباكات مع الأجهزة الأمنية في مخيم جنين لا علاقة للجهاد الإسلامي بها، لكنها في سياق طبيعي، تعبير عن الرفض لعدم إفصاح السلطة عن مكان وجود المعتقل خالد العرعراوي، أو عن وضعه الصحي.