أشاد رئيس النظام السوري بشار الأسد بالدور الذي لعبته المؤسسة الدينية في سورية، كرديف إلى جانب قواته في حربها على الشعب السوري، مضيفاً أن "الجيش يحارب الإرهاب" و"المؤسسة الدينية تحارب الفتنة".
وكان معظم رجال الدين التابعين لوزارة الأوقاف ومفتي الجمهورية في حكومة النظام السوري قد وقفوا في صف النظام منذ اليوم الأول للثورة ضده 2011، وأصدروا فتاوى ضد الخروج على رئيس النظام، وكان من أبرزهم رمضان البوطي وبدر الدين حسون.
وقال بشار الأسد ليل أمس الإثنين، في حديث خلال الاجتماع الدوري الموسع الذي تعقده وزارة الأوقاف لـ"العلماء والعالمات" في جامع العثمان بدمشق، إن "المؤسسة العريقة.. المؤسسة الدينية.. مؤسسة الأوقاف التي كما قلت أنتن وأنتم تشكلون عمادها.. أستطيع أن أقول كما عادتي، بعيداً عن المبالغات، بأنكم كنتم رديفاً للجيش، وكلنا يعرف بأن الحرب التي استخدمت المصطلحات الدينية في سورية بدأت قبل الحرب العسكرية، وكان أملهم بأن الحالة الطائفية هي التي ستدفع الناس إلى حمل السلاح والقتال، ولكن عندما فشلوا قرروا أن يذهبوا باتجاه الإرهاب".
وأضاف زاعماً: "فلذلك عندما أقول رديفاً للجيش، فهذا الكلام دقيق، لأنه لو تخاذل الجيش لانتصر الإرهاب ولو تخاذلت المؤسسة الدينية لانتصرت الفتنة، لذلك كانت الحرب عليكم كأشخاص وعليكم كمؤسسة حرباً شرسة جداً من قبل الطائفيين".
يذكر أن النظام السوري قام باعتقال وقتل كل من يعارضه من السوريين بغض النظر عن الطائفة والدين الذي ينتمي إليه.
وتطرق بشار الأسد لمسألة الإساءات التي صدرت أخيراً تجاه الرسول والإسلام من فرنسا، ورأى أن سببها هو عدم التصدي، والاقتصار فقط على التعبير عن الغضب، مرجعاً تفاقمها إلى صراع السياسيين، زاعماً بأن "الأول في فرنسا (الرئيس إيمانويل ماكرون) لديه انتخابات العام المقبل، وهو يريد أن يستقطب المصابين برهاب الإسلام، والثاني لديه انتخابات في عام 2023 في تركيا.. أردوغان.. ولم يعد لديه من الأكاذيب ما يقنع بها شعبه وبدأ يخسر شعبيته، فقرّر أن ينصّب نفسه حامياً للإسلام".
وفي حين قتلت قواته وهجرت واحتجزت ملايين السوريين، يرى بشار الأسد أن قتل الأبرياء "واحدة من الكبائر"، مشيراً إلى الغزو الأميركي للعراق عام 2003، متناسياً استمراره لأعوام في قتل السوريين وجلب المليشيات من أنحاء العالم والمرتزقة للمشاركة في قتل المعارضين له.
ويتهم بشار الأسد في حديثه، المجتمع بصناعة الإرهاب في المنطقة، مضيفاً أن المجتمع الغربي يستغل هذه الثغرات للتحريض على الإرهاب في المنطقة، متناسياً أن معظم قيادات التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق خرجت من السجون التابعة له.
ويرى الأسد أن التغلب على الإرهاب يأتي من خلال "التحصين" في المنزل بدايةً، والذي يعني الوصول إلى الدين الصحيح، كما يقول.
وينتهي بشار الأسد بالحديث عن اللغة العربية كحامل للفكر والثقافة الإسلامية، كما يتحدث عن أن الأسرة هي الحاملة للعادات والتقاليد والثقافة وكل ما يمثل الهوية. في حين لم يتطرق إلى أفعال قواته ضد الشعب السوري وكيف تم إنشاؤها وتدريبها على القتل والتدمير والتهجير.