بريطانيا قد تستعين بروسيا والصين للتأثير على "طالبان"... والنمسا تعارض استقبال المزيد من الأفغان
أكد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن بريطانيا ستضطر للجوء إلى روسيا والصين لممارسة "تأثير معتدل" على "طالبان"، على الرغم من عدم الثقة بين بريطانيا وهاتين الحكومتين. وقال راب لصحيفة "صنداي تليغراف"، اليوم الأحد: "سنضطر للاستعانة بدول ذات تأثير معتدل، مثل روسيا والصين، مهما كان ذلك غير مريح".
واستولت حركة "طالبان" على السلطة الأحد الماضي، من حكومة تدعمها الولايات المتحدة، مما أدى إلى فرار الآلاف، وقد يكون ذلك إيذاناً بالعودة إلى الحكم الصارم والاستبدادي الذي مارسته "طالبان" قبل 20 عاماً. وظهرت خلافات في الآونة الأخيرة بين بريطانيا والصين بشأن عدة قضايا من بينها هونغ كونغ، وانتهاكات حقوق الإنسان المزعومة ضد الإيغور في الصين.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات البريطانية قامت بإجلاء 3821 شخصاً من كابول منذ 13 أغسطس/ آب، من بينهم 1323 شخصاً وصلوا إلى بريطانيا. ويشمل هذا موظفي السفارة والرعايا البريطانيين والمؤهلين لذلك بموجب برنامج للمساعدة وإعادة توطين الأفغان.
في غضون ذلك، قال المستشار النمساوي المحافظ سيباستيان كورتس في تصريحات نُشرت اليوم الأحد إنه يعارض استقبال مزيد من الفارين من أفغانستان، بعد أن استولت "طالبان" على السلطة هناك.
وكانت النمسا قد استقبلت عدداً يزيد عن واحد في المائة من سكانها من طالبي اللجوء خلال أزمة الهجرة في أوروبا في عامي 2015 و2016، وبنى كورتس مستقبله السياسي على اتخاذ موقف متشدد بشأن الهجرة، وفاز في كل الانتخابات البرلمانية منذ عام 2017.
وبينما يحاول الاتحاد الأوروبي التوصل إلى حلّ بشأن ما الذي يجب عمله مع الأفغان الذين ساعدوه على مدار العشرين عاماً الماضية، قال كورتس إن القدوم إلى النمسا ليس أحد الخيارات. وقال، في مقابلة مع قناة "بلس 24" التلفزيونية: "إنني أعارض بوضوح أن نستقبل طواعية الآن مزيداً من الناس، وهذا لن يحدث خلال وجودي كمستشار". ونشرت مقتطفات من المقابلة قبل بثها في وقت لاحق اليوم الأحد.
وتشير بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لعام 2020 إلى وجود أكثر من 40 ألف لاجئ أفغاني في النمسا، في ما يُعدّ ثاني أكبر عدد في أوروبا بعد ألمانيا التي يوجد فيها 148 ألف لاجئ. ويقلّ عدد سكان النمسا عن ألمانيا تسع مرات.
والنمسا أيضاً دولة محايدة وليست عضواً في حلف شمال الأطلسي. ولم ترسل النمسا سوى عدد صغير جداً من الجنود إلى أفغانستان. ويشير موقع الحلف على الإنترنت إلى أنها أرسلت 16 جندياً لمهمة الدعم الحازم التي تتعلق بتدريب قوات الأمن الأفغانية وتقديم المشورة لها.
وقال كورتس عن الأفغان الذين يفرّون من بلادهم: "لست مع الرأي القائل بوجوب استيعاب عدد أكبر من الناس. بل على العكس تماماً"، مشيراً إلى أن "النمسا قدمت مساهمة كبيرة بشكل غير متناسب"، وذلك في إشارة إلى العدد الكبير من اللاجئين وطالبي اللجوء الأفغان الموجودين بالفعل في البلاد. وأكد أنه لا بد من بقاء الفارين من أفغانستان في المنطقة، لافتاً إلى أن تركمانستان وأوزبكستان المجاورتين لم تستقبلا سوى 14 و13 لاجئاً أفغانياً بالترتيب، وهو ما يتطابق مع بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
إلى ذلك، تتواصل عمليات إجلاء الأجانب والأفغان من أفغانستان، وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، اليوم الأحد، إن أستراليا قامت بأربع رحلات جوية إلى كابول بأفغانستان ليل السبت، لإجلاء أكثر من 300 شخص، من بينهم أستراليون وأفغان يحملون تأشيرات، ومواطنون من نيوزيلندا وأميركا وبريطانيا. وجاءت هذه الأنباء بعد أن طلبت الولايات المتحدة وألمانيا من مواطنيهما في أفغانستان تجنب السفر إلى مطار كابول، مشيرتين إلى مخاطر أمنية، في الوقت الذي حاول فيه الآلاف الفرار بعد أسبوع تقريباً من سيطرة حركة "طالبان" الإسلامية. وقال موريسون لهيئة الإذاعة الأسترالية اليوم الأحد: "سنواصل إرسال تلك الرحلات والعمل مع شركائنا وحلفائنا". وأضاف "نحن لا ننقل فقط الأستراليين وحاملي التأشيرات الأفغان لأستراليا، ولكن أيضاً مواطنين من المملكة المتحدة والولايات المتحدة ونيوزيلندا".
وقامت الحكومة الأسترالية حتى الآن بإجلاء أكثر من 550 شخصاً من كابول منذ 18 أغسطس/ آب، بما في ذلك الأستراليون وحاملو التأشيرات الأفغان. وفي الأسبوع الماضي، تم نقل نحو ثمانية آلاف شخص من أفغانستان على متن رحلات نظمتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.
(رويترز، العربي الجديد)