أعلنت هيئة الإذاعة الإثيوبية (فانا) أن البرلمان وافق، اليوم السبت، على تشكيل حكومة مؤقتة لمنطقة تيغراي التي تفجر صراع مرير حولها بين حكومة رئيس الوزراء أبي أحمد وحلفائه السابقين فيها.
وكانت الطائرات الإثيوبية قد واصلت قصف إقليم تيغراي أمس الجمعة. وتعهد أبي أحمد بمزيد من الضربات الجوية في الصراع الآخذ في التصاعد، ووردت تقارير عن سيطرة قوات الإقليم على مواقع عسكرية اتحادية مهمة وأسلحة.
وقال أبي أحمد مساء أمس الجمعة في كلمة نقلها التلفزيون، إن على المدنيين في المنطقة الشمالية تجنب "الأضرار الجانبية"، وذلك بتفادي التجمع في أماكن مفتوحة، لأن الضربات ستستمر، في تحدٍّ لمناشدات دولية للجانبين بضبط النفس.
وتلقي التطورات الضوء على تسارع وتيرة تحوّل الصراع الذي اندلع قبل أيام إلى حرب أهلية، يحذّر خبراء ودبلوماسيون من أنها قد تزعزع استقرار البلد الذي يقطنه 110 ملايين نسمة، وتضرّ بمنطقة القرن الأفريقي.
وقال دبلوماسيون وعمال إغاثة لـ"رويترز" إن القتال ينتشر في الجزء الشمالي الغربي من البلاد على حدود تيغراي مع منطقة أمهرة التي تدعم الحكومة الاتحادية، وقرب الحدود مع السودان وإريتريا.
وأعلن الجيش، الأربعاء، أنه دخل في حرب ضد "جبهة تحرير شعب تيغراي" بعد شهور من التوتر بين أديس أبابا والحزب الذي حكم قادته إثيوبيا عملياً على مدى عقود قبل وصول آبي أحمد إلى السلطة.
والأربعاء، أعلن آبي أحمد، الذي حاز جائزة نوبل للسلام العام الماضي، أنه أمر بإطلاق عمليات عسكرية في تيغراي، رداً على "هجوم" شنّه عناصر "جبهة تحرير شعب تيغراي" على معسكر للجيش في المنطقة.
ونفت الجبهة وقوع الهجوم، وتتهم آبي أحمد باختلاق الرواية لتبرير نشر الجيش ضدها.
ويأتي هذا التطور، الذي قد يدخل البلاد مجدداً في حرب داخلية دموية، تتويجاً لسلسلة متواصلة من النزاعات الداخلية المتزايدة، ولمسار من التصعيد بين أديس أبابا والإقليم، ولا سيما على خلفية الانتخابات المحلية التي أُجريت في تيغراي في سبتمبر/ أيلول الماضي، واعتبرتها حكومة آبي أحمد غير قانونية.