قال البرلماني الإيراني مجتبى توانغر، اليوم السبت، إن بلاده تجري مفاوضات سرية مباشرة مع الولايات المتحدة في نيويورك حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني، مؤكدا أن "الإدارة الأميركية تسعى إلى جر إيران إلى مفاوضات مباشرة رسمية".
وكتب توانغر، في تغريدات على "تويتر": "على الرغم من إجراء مفاوضات في نيويورك، لكن لا اتفاق قريباً بسبب التعنت الأميركي"، مضيفا أن واشنطن "تسعى إلى الحصول على تنازلات نووية من إيران مقابل الإفراج عن أرصدة مجمدة، لكن هذا يتعارض مع القانون والمصالح الإيرانية".
وتابع البرلماني الإيراني نفسه أن "الإدارة الأميركية ليست جادة في مجال صفقة تبادل السجناء بربطها بتخصيب اليورانيوم"، معتبرا أن الهدف من إثارة موضوع الاتفاق المؤقت أخيرا هو "إرباك السوق" الإيراني.
وفي هذا الصدد، ذكرت وكالة "نور نيوز" المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني، اليوم السبت، أن الهدف من إثارة موضوع الاتفاق المؤقت هو رفع الآمال وسقف التوقعات في الأسواق الإيرانية أولا، ثم إرباك هذه الأسواق وزعزعتها بعد نشر تقارير وتصريحات تنفي وجود هذا الاتفاق.
واتهمت الوكالة الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بـ"التلاعب" بالأسواق الإيرانية عبر نشر "تقارير كاذبة موجهة".
ونفى البيت الأبيض، الخميس، صحة ما ورد في تقرير سابق بموقع "ميدل إيست آي"، من أن الولايات المتحدة وإيران تقتربان من اتفاق مؤقت تقلص طهران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات عنها.
۱/۲
— مجتبی توانگر 🇮🇷 (@motavangar) June 10, 2023
-با وجود انجام مذاکراتی در نیویورک توافق قرببالوقوعی به دلیل کارشکنی امریکا وجود ندارد.
-آمریکا در تلاش برای امتیازگیری هستهای از ایران در ازای آزادسازی داراییهای بلوکه شده است که این امر خلاف قانون و مغایر منافع ایران است.
بدورها، أكدت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، الجمعة، أن "لا اتفاق مؤقتا بدل الاتفاق النووي، على جدول الأعمال"، بحسب ما نقلته وكالة "إرنا" الإيرانية الحكومية.
من جهته، قال السفير الإيراني لدى النمسا، عباس باقر بور، اليوم السبت، في مقابلة مع وكالة "إيسنا"، إن فيينا لعبت دوراً مهماً في المفاوضات النووية المتعثرة راهناً من أجل التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي.
وقال باقر بور إن المباحثات مستمرة حاليا مع أوروبا حول الاتفاق النووي عبر القنوات التي توفرها النمسا، محملاً أوروبا وأميركا مسؤولية عدم العودة إلى المفاوضات النووية، متحدثا في الوقت نفسه عن "تقاعس أميركي وأوروبي"، على حد وصفه.
وكانت تقارير غربية قد تحدثت عن مفاوضات سرية قد جرت بين المبعوث الأميركي للشأن الإيراني، روبرت مالي، والسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني في نيويورك.
وفي الثالث من الشهر الجاري، أوردت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن مصدر مقرب من الإدارة الأميركية قوله إن مفاوضات جرت بين مالي وإيرواني تركزت حول إمكانية تبادل السجناء.
أيضا كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، أمس الجمعة، عن مفاوضات سرية غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة خلال الشهر الماضي في سلطنة عمان.
وأضاف أن مسؤولين عمانيين نقلوا الرسائل بين الوفدين الإيراني والأميركي المستقرين في غرف منفصلة، مشيراً إلى أن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني زار عمان خلال الشهر الماضي، تزامنا مع وجود منسق الشرق الأوسط في البيت الأبيض بريت ماكغورك في مسقط.
رئيسي وماكرون يبحثان المفاوضات النووية
وفي وقت لاحق اليوم، أعلنت الرئاسة الإيرانية، أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بحث في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، المفاوضات النووية والتطورات الإقليمية والعلاقات الثنائية.
وقال مساعد الرئيس الإيراني للشؤون السياسية، محمد جمشيدي، في تغريدة إن المباحثات بين الرئيسين استغرقت 90 دقيقة، مشيراً إلى أن الرئيس الفرنسي قد أكد أنه يرغب في التعاطي مع طهران.
French President Macron called Dr Raisi today & they spoke for 90 min. Macron stressed he wants engagement with Islamic Republic of Iran. The 2 sides discussed how to promote relations esp about ongoing negotiations & regional developments. They agreed on a roadmap for engagement
— Mohammad Jamshidi (@MhmmdJamshidi) June 10, 2023
وفرنسا من شركاء الاتفاق النووي مع إيران والذي تجري منذ عامين مفاوضات لإحيائه تجمدت منذ سبتمبر/أيلول الماضي. ومنذ الحرب الروسية على أوكرانيا تتخذ الدول الأوروبية وبالذات الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) موقفا حادا تجاه إيران، باتهامها المستمر بتزويد روسيا بالمسيرات لاستخدامها في الحرب. وأصبحت أوروبا تطالب إيران بوقف تقديم المساعدات العسكرية لروسيا وسط نفي طهران المستمر. كما ربطت أوروبا استئناف المفاوضات النووية بوقف إرسال الأسلحة إلى روسيا حسب تقارير غربية.
وانتقدت فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان، الأربعاء الماضي، البرنامج النووي الإيراني، خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع القول إن خطوات إيران لتنفيذ اتفاقها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "غير كافية وأقل من التوقعات"، داعية طهران إلى "تنفيذ فوري للبيان المشترك" مع الوكالة، والذي توصلا إليه خلال مارس الماضي.
وأكدت الدول الثلاث أن أنشطة إيران النووية "تهديد واضح للأمن في المنطقة والعالم".
من جهة أخرى، علقت الممثلية الدائمة لإيران لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى من فيينا، اليوم، على تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، الصادر الأسبوع الماضي.
وقالت الممثلية الإيرانية إن جميع المواد والأنشطة النووية الإيرانية تخضع لرقابة صارمة، والتحقق من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى جانب الشفافية الطوعية والتعاون الإيراني، مؤكدة أنه "لا يوجد أي مبرر للتشكيك في الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي"، بحسب التلفزيون الإيراني.
وأضافت البعثة الإيرانية، أنه "فيما يتعلق بما يسمى "المواقع الثلاثة"، يجب التأكيد على أن أصل هذه القضية يعود إلى معلومات ملفقة من قبل طرف ثالث خبيث، أي الكيان الإسرائيلي، قدمها للوكالة بينما هو يمتنع حتى عن قبول أي تعهد بموجب وثائق أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك معاهدة حظر الانتشار النووي".
وتابعت: "لا يمكن اعتبار مجرد وجود جزيئات يورانيوم منخفضة في المواقع الثلاثة المزعومة على أنه وجود مواد نووية أو معدات ملوثة"، مجددة التأكيد على "التزام إيران بتعهداتها" بموجب اتفاق الضمانات الشاملة الملحق لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.