بايدن يوجه بتعديل وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط بعد استهداف بيروت

28 سبتمبر 2024
بايدن في قاعدة دوفر الجوية الأميركية، 27 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توجيهات بايدن للبنتاغون والسفارات الأميركية: أمر الرئيس بايدن وزارة الدفاع بتقييم وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط لضمان الحماية ودعم الأهداف الأميركية، وأمر السفارات باتخاذ تدابير وقائية بعد ضربة إسرائيلية على حزب الله.

- غضب أميركي من موقف نتنياهو: أعربت إدارة بايدن عن غضبها من رفض نتنياهو لاقتراح وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وطالب بلينكن بإصدار بيان لمعالجة الإحراج الدبلوماسي.

- نداء دولي لوقف إطلاق النار: أصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى نداءً مشتركاً لوقف إطلاق النار في لبنان لمدة 21 يوماً، بهدف دعم الدبلوماسية وتجنب التصعيد.

قال البيت الأبيض، أمس الجمعة، إن الرئيس جو بايدن وجه وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى "تقييم وتعديل وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط حسبما يقتضي الأمر". ويأتي ذلك في أعقاب إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه نفذ "ضربة دقيقة على المقر المركزي" لحزب الله اللبناني في وقت سابق من أمس الجمعة، فيما ذكرت تلفزيونات إسرائيلية رئيسية أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله كان الهدف.

وقال البيت الأبيض في بيان "وجه (بايدن) البنتاغون لتقييم وتعديل وضع القوات الأميركية في المنطقة حسبما يقتضي الأمر لتحسين الردع وضمان حماية القوات ودعم جميع الأهداف الأميركية". كذلك، أمر بايدن السفارات الأميركية في المنطقة "باتخاذ جميع التدابير الوقائية المناسبة"، بحسب البيان. وأضاف البيت الأبيض أن الرئيس الذي انتقل إلى منزله على ساحل ديلاوير، أمس الجمعة، تلقى عدة إحاطات من فريقه للأمن القومي. وكان بايدن قد أكد في وقت سابق أنّ "الولايات المتحدة لم يكن لديها علم أو مشاركة في العمل (الإسرائيلي)"، مضيفاً في تصريحات للصحافيين "نحن نجمع المعلومات".

بدوره، قال مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته إنّ الإسرائيليين "أبلغوا الحكومة الأميركية أنهم سيقومون بعمل عسكري بينما كانت العملية جارية وكان لديهم طائرات في الجو"، مضيفاً "لم تكن لدينا أي دراية مسبقة".

غصب في إدارة بايدن من موقف نتنياهو بشأن مقترح لبنان

في الأثناء، قال مسؤولون كبار في إدارة بايدن لشبكة "سي أن أن"، إنهم أعربوا عن الغضب، يوم الخميس، بعد أن ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ماءً بارداً على اقتراح وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الذي أصدرته مجموعة من الدول بقيادة الولايات المتحدة، ليل الأربعاء، مما دفعهم إلى المطالبة بأن يصدر الإسرائيليون بياناً عاماً لمعالجة الإحراج الدبلوماسي.

وتلقى المسؤولون الأميركيون، بحسب "سي أن أن"، تأكيدات من وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، أحد أقرب المقربين من نتنياهو، بأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي كان يحمل معه على متن الطائرة إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي يقترح توقف الأعمال العدائية لمدة 21 يوماً عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وقالت المصادر إنّ ديرمر نفسه رأى، ووافق، على نص الاقتراح.

ولكن في غضون ساعات من إعلان البيت الأبيض عن اقتراح وقف إطلاق النار، رفضه نتنياهو ومكتبه، واصفين فكرة وقف إطلاق النار الوشيك بأنها "غير صحيحة"، بينما تعهد رئيس الوزراء بمواصلة هجوم إسرائيل ضد حزب الله. ووفق "سي أن أن"، سارع كبار المسؤولين الأميركيين "الغاضبين" الذين اقتنعوا بأن نتنياهو كان يرد على ردود الفعل العنيفة في الداخل من جانب أعضاء اليمين المتطرف في حكومته، إلى الحصول على إجابات من نظرائهم الإسرائيليين.

وطالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال لقائه مع ديرمر في نيويورك يوم الخميس، المسؤولين الإسرائيليين بإصدار بيان عام، وفق ما أفادت به "سي أن أن" نقلاً عن أحد المسؤولين، لافتاً إلى أنّ هذا يبدو دفع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إصدار بيان يوم الخميس قال فيه إن المناقشات حول اقتراح وقف إطلاق النار ستستمر في الأيام المقبلة، من دون أن يقبل أو يرفض الاقتراح صراحة.

وقال البيان: "إن إسرائيل تقدر الجهود الأميركية في هذا الصدد لأن الدور الأميركي لا غنى عنه في تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة". ولم يصف مصدر مطلع على اجتماع بلينكن المطول مع ديرمر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الاجتماع إلا بأنه كان صريحاً، بحسب "سي أن أن".

وقبل لقاء بلينكن، التقى ديرمر أيضاً بكبار المسؤولين في البيت الأبيض بما في ذلك مبعوثا بايدن بريت ماكغورك وعاموس هوكشتاين. ووصف مصدر هذه الاجتماعات بأنها "صريحة". وكان ماكغورك وهوكشتاين من بين كبار المسؤولين الذين اعتقدوا أنّ مشاركة ديرمر في صياغة اقتراح وقف إطلاق النار تعني أنّ نتنياهو كان على استعداد لقبوله. ولم تستجب السفارة الإسرائيلية والبيت الأبيض على الفور لطلب التعليق من قبل "سي أن أن".

والأربعاء الفائت، أصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، نداء مشتركاً لإرساء "وقف مؤقت لإطلاق النار" لمدة 21 يوماً في لبنان حيث يهدّد العدوان الإسرائيلي بجرّ المنطقة إلى حرب واسعة النطاق. وقال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك: "لقد عملنا معاً في الأيام الأخيرة على دعوة مشتركة لوقف مؤقت لإطلاق النار لمنح الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنّب مزيد من التصعيد عبر الحدود".

وأضاف بايدن وماكرون أنّ "البيان الذي تفاوضنا عليه بات الآن يحظى بتأييد كلّ من الولايات المتّحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر". وقالت الدول الموقعة على البيان المشترك: "لقد حان الوقت لإبرام تسوية دبلوماسية تمكّن المدنيّين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان".

ولليوم السادس على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على لبنان من خلال غارات على بلدات ومناطق متفرقة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 701 شخص، وجرح أكثر من 2173 آخرين، وسط موجة نزوح كبيرة إلى مناطق في عمق البلاد وإلى الأراضي السورية.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون