بايدن يلزم الصمت إزاء غضب طلاب الجامعات الأميركية بسبب حرب غزة

بايدن يلزم الصمت إزاء غضب طلاب الجامعات الأميركية بسبب حرب غزة

02 مايو 2024
طلاب يقيمون مخيماً في حرم جامعة كاليفورنيا لدعم غزة، 1 مايو 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الرئيس الأميركي جو بايدن يحافظ على صمت تجاه الاحتجاجات الجامعية المطالبة بوقف الحرب على غزة، مع تعليق واحد يدين مظاهر معاداة السامية ويعبر عن عدم فهم لمعاناة الفلسطينيين.
- المتحدثة باسم البيت الأبيض تدين الفوضى التي يسببها قليل من الطلاب، مؤكدة على حق الاحتجاج السلمي ووصف الحرب في غزة بـ"لحظة مؤلمة"، فيما تضع الاحتجاجات بايدن في موقف حساس.
- الاحتجاجات الجامعية قد تؤثر على موقف الناخبين الشباب تجاه بايدن، مع ضغوط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وفشل هذا الاتفاق قد يزيد التوترات في الجامعات.

يلتزم الرئيس الأميركي جو بايدن الصمت بشكل شبه كامل إزاء احتجاجات الجامعات الأميركية لوقف الحرب على غزة، متجنباً حتى الآن الحديث عن هذا الموضوع الذي من شأنه أن يقوّض حملته الانتخابية. ولم يتحدث الرئيس الديمقراطي البالغ 81 عاماً والذي سيواجه الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، علناً إلا مرة واحدة وباقتضاب عن هذه التظاهرات.

وقال جو بايدن في 22 إبريل/ نيسان الفائت، رداً على سؤال طرحه أحد الصحافيين: "أدين مظاهر معاداة السامية (...). وأدين أيضاً أولئك الذين لا يفهمون ما يحدث للفلسطينيين". ومنذ ذلك الحين، التزم الرئيس الديمقراطي الصمت وسط صدامات بين الطلاب والشرطة، التي أوقفت المئات في الجامعات الأميركية في أنحاء البلاد، وهو ما لاحظه دونالد ترامب.

وقال ترامب، رجل الأعمال البالغ 77 عاماً خلال تجمّع الأربعاء: "هناك بلبلة كبيرة في بلادنا، وهو لا يقول شيئاً". ودعا الجمهوري رؤساء الجامعات إلى "استرداد الحرم الجامعي"، واصفاً المتظاهرين في جامعة كولومبيا في نيويورك بأنهم "مجانين مسعورون ومتعاطفون مع حماس".

البيت الأبيض: نسبة صغيرة من طلاب الجامعات الأميركية يسبّبون الفوضى

من جهتها، دانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيار، الأربعاء، "النسبة الصغيرة من الطلاب الذين يسبّبون الفوضى" بعد ليلة من الاشتباكات والاعتقالات في بعض الجامعات الأميركية. وتابعت: "للطلاب الحق في الذهاب إلى الفصل والشعور بالأمان"، مضيفة: "يجب علينا إدانة معاداة السامية". لكنها أقرّت بأنّ الحرب في غزة "لحظة مؤلمة"، مؤكدة أن جو بايدن يدعم الحق في الاحتجاج السلمي.

ويرى أليكس كينا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا كومنولث يونيفرسيتي، أن "الاحتجاجات وضعت بايدن في موقف حساس لأنه اعتمد كثيراً للفوز في عام 2020 على الشباب، وعلى المسلمين والأميركيين من أصل عربي". لكن جيمس زغبي، رئيس المعهد العربي الأميركي، وهو منظمة تمثل الأميركيين من أصول عربية، يقدّر أن البيت الأبيض "على ما يبدو مقتنع بأنه سيصمد أمام هذه العاصفة وسينتصر رغم كل شيء على دونالد ترامب في نوفمبر/ تشرين الثاني. (...) وهذا سوء تقدير خطير".

منذ بداية الحرب الأخيرة في غزة إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، كان جو بايدن هدفاً لانتقادات شديدة بسبب دعمه غير المشروط للدولة العبرية. وأظهر استطلاع للرأي نشرته جامعة هارفارد في منتصف إبريل/ نيسان الماضي، أنه يحظى بأفضلية بين الأميركيين تحت سنّ الثلاثين: 45% من نيّات التصويت مقابل 37% لدونالد ترامب، بفارق ثماني نقاط مئوية. لكن هذه النسبة أدنى بكثير مما كانت عليه قبل أربع سنوات. ففي ربيع عام 2020، كان الديمقراطي يتقدم بـ23 نقطة على خصمه الجمهوري.

  • تظاهرات 1968 الجامعية تعود إلى الواجهة

من الممكن أن يستعيد الرئيس الأميركي رضا بعض الناخبين الشباب بحلول شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، إذا جرى التوصل إلى اتفاق بين حركة حماس والسلطات الإسرائيلية بشأن وقف إطلاق النار وتبادل رهائن محتجزين في غزة بأسرى فلسطينيين. ويرى أليكس كينا أن ذلك "سيكون أمراً جللاً" و"يساهم ربما في وضع حد لبعض الاحتجاجات واستعادة الاستقرار" في الجامعات.

وتضغط الإدارة الأميركية منذ أسابيع من أجل التوصل إلى اتفاق. ورأى وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في إسرائيل، الأربعاء، أن حركة حماس "يجب أن تقول نعم" لمقترح الهدنة الأخير المقدم إليها. وإذا فشل الاتفاق، واستمرت الاحتجاجات في الجامعات الأميركية، فسيعقد الديمقراطيون مؤتمرهم في ظل توتر شديد للغاية هذا الصيف. ومن المنتظر أن يرشح الحزب جو بايدن رسمياً في أغسطس/ آب المقبل في شيكاغو.

في عام 1968، انعقد في المدينة مؤتمر ديمقراطي سادته الفوضى، على خلفية التظاهرات ضد حرب فيتنام، بعد فترة وجيزة من تخلي الرئيس المنتهية ولايته ليندون جونسون عن الترشح. حينذاك، نأى طالب القانون جو بايدن بنفسه عن الاحتجاجات. وفي كتاب نشره عام 2007، يستذكر رؤيته طلاباً يحتلون مبنى في جامعته في سيراكيوز (شمال شرقيّ البلاد) وتعليقه: "انظر إلى هؤلاء الحمقى"، مضيفاً: "إلى تلك الدرجة كنت بعيداً عن الحراك المناهض للحرب".

(فرانس برس)