أمر الرئيس الأميركي جو بايدن معاونيه بتحديد منشأ فيروس كورونا، الذي يسبب كوفيد-19، قائلاً الأربعاء إنّ أجهزة المخابرات الأميركية تطرح نظريات متضاربة قد تشمل احتمال تسربه بسبب حادث في مختبر.
وطالب بايدن أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة بـ"مضاعفة جهودها" لتوضيح منشأ كوفيد-19، وبتقديم تقرير خلال 90 يوماً.
ولفت بايدن إلى أنّ عمل الاستخبارات الأميركية الذي يركز على فرضيتين - منشأ حيواني أو تسرب من مختبر - لم يفض حتى الآن إلى "نتيجة نهائية". وقال إنّ "الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها في جميع أنحاء العالم للضغط على الصين كي تشارك في اجراء تحقيق دولي كامل وشفاف ويعتمد على الأدلة"، معرباً عن أسفه لموقف بكين إزاء هذه القضية.
وجاء في بيان الرئيس المكتوب أنّ النتائج وردت بالتفصيل في تقرير لبايدن، الذي طلب من فريقه في مارس/ آذار أن يقدم تفاصيل عمّا إذا كان ذلك الفيروس قد "نشأ نتيجة مخالطة إنسان لحيوان مصاب أو من حادث في مختبر".
Shortly after taking office, I instructed our Intelligence Agencies to investigate the origins of the COVID-19 virus. Today, I’ve asked the Intelligence Community to redouble those efforts and send me a report in 90 days.
— President Biden (@POTUS) May 26, 2021
https://t.co/MVXudLeu8V
وكشف حديث بايدن العلني وغير المعتاد عن تقييمات سرية وغير حاسمة للمخابرات الأميركية عن جدل يعتمل داخل الإدارة بشأن منشأ فيروس كورونا. كذلك فإنه أعطى صدقية لنظرية مفادها أن الفيروس ربما نشأ من مختبر أبحاث صيني، وليس في الطبيعة.
وأودت الجائحة بحياة أكثر من ثلاثة ملايين شخص في أنحاء العالم. ولا يزال منشأ الفيروس محل خلاف بين الخبراء. وظهرت الحالات الأولى المعروفة في مدينة ووهان في وسط الصين في ديسمبر/ كانون الأول 2019.
وفي تقرير صدر، في مارس/ آذار، بالتعاون مع علماء صينيين، قال فريق تقوده منظمة الصحة العالمية، قضى أربعة أسابيع في ووهان وحولها، في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط، إنّ الفيروس ربما انتقل من خفافيش إلى الإنسان عبر حيوان آخر، وإنّ "ظهوره نتيجة حادث مختبر يعتبر منحىً غير محتمل بشدة".
وتصاعد إحباط واشنطن في الأسابيع القليلة الماضية بشأن ما تعتبره "تعاوناً غير كافٍ" من الصين في التحقيق الدولي.
وقال بايدن: "لقد طلبت الآن من المخابرات مضاعفة جهودها لجمع وتحليل المعلومات التي يمكن أن تقربنا من التوصل إلى نتيجة نهائية، وإبلاغنا بذلك في غضون 90 يوماً".
وتسعى الوكالات الأميركية إلى تحديد منشأ كوفيد-19 بعد أن أدركت الحكومة لأول مرة أن الفيروس يمثل خطراً شديداً على الصحة في أوائل 2020.
بكين تتهم واشنطن بنشر "نظريات المؤامرة"
وقبيل صدور بيان بايدن بساعات، اتهمت بكين واشنطن بنشر نظريات "المؤامرة" حول منشأ كوفيد.
ولطالما رفضت بكين بشدة النظرية القائلة بأنه يمكن أن يكون كوفيد-19 قد تسرّب من أحد مختبراتها، ولا سيما معهد يوهان لعلم الفيروسات الذي اتهمته إدارة دونالد ترامب السابقة.
وهذا الأسبوع، أثار مقال في صحيفة "وول ستريت جورنال" التكهنات في الولايات المتحدة مع تزايد الدعوات إلى إجراء تحقيق أكثر عمقاً، بما في ذلك في الأوساط العلمية.
Three Wuhan Institute of Virology researchers became sick enough in November 2019 that they sought hospital care, according to a U.S. intelligence report that could add to calls for a fuller probe of whether the Covid-19 virus may have escaped from the lab https://t.co/kzvVbFQZDf
— The Wall Street Journal (@WSJ) May 23, 2021
وانتقد المتحدث باسم الدبلوماسية الصينية تشاو ليجيان، الأربعاء أمام الصحافيين، قائلاً إنّ "البعض في الولايات المتحدة ينشرون نظريات المؤامرة ومعلومات مضللة مثل فرضية تسرب من مختبر".
تقول الصحيفة إنه استناداً إلى تقرير استخباراتي أميركي، نقل ثلاثة باحثين من المختبر الصيني إلى المستشفى مع "أعراض مشابهة" لكوفيد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، أي قبل شهر من الظهور الرسمي للمرض، حسب بكين.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه الأعراض يمكن أن تكون أيضاً من "عدوى موسمية" تقليدية.
وقال تشاو: "إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقاً أن تعتمد الشفافية، فعليها مثل الصين دعوة خبراء منظمة الصحة العالمية للتحقيق في قاعدة فورت ديتريك العسكرية وجميع مختبراتها البيولوجية حول العالم".
ومختبر فورت ديتريك قرب واشنطن في قلب الأبحاث لمكافحة الإرهاب البيولوجي.
(رويترز، فرانس برس)