وصل الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، إلى نيودلهي للمشاركة في قمة دول مجموعة العشرين، والانضمام إلى القادة الآخرين الأعضاء في "أسرة عالمية"، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أنها تعاني من "خلل وظيفي".
وخلال القمة التي تستمر يومين بدءاً من السبت، والتي سيتغيّب عنها الرئيسان الصيني شي جين بينغ، والروسي فلاديمير بوتين، ستناقش الكثير من القضايا الخلافية، مثل الحرب الروسية على أوكرانيا، والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وإعادة هيكلة الديون، ما سيصعّب إصدار إعلان ختامي الأحد.
بعد نزوله من طائرة "إير فورس وان" الرئاسية، وحضوره مراسم استقبال وجيزة مبتسماً، توجّه بايدن إلى مقرّ إقامة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي استقبله بعيداً عن الصحافيين الذين يرافقونه.
وأُبقي هؤلاء خارج مقر إقامة رئيس الوزراء الهندي.
وعادة ما تشهد "مجموعة" صحافيي البيت الأبيض، التي ترافق الرئيس الأميركي في كلّ رحلاته، مستهل لقاءاته الثنائية، مع تخصيص بعض الوقت للاستماع إلى بعض التصريحات الأولية، والتقاط بعض الصور وطرح أسئلة.
وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، في حوار على متن طائرة الرئاسة: "نحن بحاجة إلى وضع معايير وبروتوكولات لتلك الاجتماعات مع الجانب المضيف". ووعد بإصدار بيان "شفاف" و"كامل" بعد الاجتماع.
ويأمل رئيس الوزراء الهندي، الذي يحتلّ وجهه اللوحات الإعلانية المرحّبة بوفود دول مجموعة العشرين في نيودلهي، في إظهار النفوذ الدبلوماسي المتنامي لبلاده، وتسهيل الحوار بشأن أوكرانيا، وتغيّر المناخ.
وانتشر عدد كبير من العناصر الأمنية، وأعلنت عطلة رسمية في نيودلهي، حيث ستبقى المتاجر مغلقة خلال فترة انعقاد القمة.
واعتبر مستشار للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يسعى إلى تعميق التعاون مع البلد الأكبر من حيث عدد السكان، أن الهند "واحدة من الدول النادرة التي تتمتّع اليوم بالمرونة لكي تجمع"، حتى حول المواضيع "الأكثر صعوبة" مثل الحرب في أوكرانيا.
ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الجمعة، أن غياب الرئيسَين الصيني والروسي وآخرين يعكس مدى "الخلل الوظيفي في هذه الأسرة العالمية".
وقال لصحافيين في نيودلهي: "تزداد الانقسامات وتنفجر التوترات والثقة تتآكل، وكلّ ذلك يعزّز شبح التشرذم والمواجهة في نهاية المطاف".
ووصل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك المتحدر من أصول هندية، الجمعة، إلى نيودلهي برفقة زوجته أكشاتا مورتي، ابنة أحد كبار أثرياء الهند، وفق ما أظهرت مشاهد تلفزيونية.
بدوره، وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى العاصمة الهندية، ظهر الجمعة. وأكدت وزارته في بيان العمل "بشكل وثيق مع كل دول مجموعة العشرين... لمواجهة محاولات تفسير كل المشكلات الإنسانية والاقتصادية في العالم حصراً من خلال (النزاع في أوكرانيا)".
وعلى هامش مشاركتهما في قمة الدول الأعضاء بمجموعة العشرين الاقتصادية، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، في العاصمة الهندية نيودلهي.
وتسعى الولايات المتحدة لتعزيز علاقاتها مع الهند للتصدي للصين، في حين تحاول نيودلهي ترسيخ دور رائد على الساحة الدولية، وذلك رغم خلافاتهما بشأن روسيا، إذ لم تنضم الهند إلى الدول التي فرضت عقوبات على موسكو بعد غزو أوكرانيا، كما بشأن احترام حقوق الإنسان.
النمو العالمي
ويحتلّ الرئيس الأميركي الصدارة في قمة مجموعة العشرين في غياب نظيريه شي وبوتين.
وسيرأس لافروف الوفد الروسي، فيما يرأس رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ الوفد الصيني، ويتوقع وصوله لاحقاً.
وتأتي زيارة الرئيس الأميركي (80 عاماً) في لحظة حاسمة في لعبة التحالفات على خلفية حرب أوكرانيا، في وقت يتصاعد نفوذ الصين التي تتحدّى على نحو متزايد الهيمنة الأميركية.
ويعتزم بايدن استغلال القمة التي يرأسها مودي لإثبات أنّ الكتلة تبقى المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي العالمي، رغم انقساماتها.
وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، خلال مؤتمر صحافي على هامش القمة في الهند، إن الصين تواجه "مشكلات اقتصادية مختلفة"، لكن لديها أيضاً "هامش مناورة معين للتعامل معها". وأضافت: "ندرك المخاطر التي تهدد النمو العالمي"، مشددة على أن "التأثير السلبي الأكبر يأتي من حرب روسيا ضد أوكرانيا"، لكنها أضافت أنه رغم ذلك "فوجئت بقوة النمو العالمي والصمود الذي أظهره الاقتصاد العالمي".
وكرر مودي، الخميس، رغبته في توسيع الكتلة "بضم الاتحاد الأفريقي كعضو دائم".
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: "يسعدني أن أرحّب بالاتحاد الأفريقي كعضو دائم في مجموعة العشرين، وأنا فخور بأن الاتحاد الأوروبي تفاعل بشكل إيجابي لدعم هذا الترشيح"، قبل أن يضيف: "لننتظر القرار. لكنْ هناك شيء واحد واضح: الاتحاد الأوروبي يدعم عضوية أفريقيا في مجموعة العشرين".
كذلك، دعا رئيس الوزراء الهندي قادة مجموعة العشرين إلى مساعدة الدول النامية مالياً، وتقنياً، لمكافحة تغير المناخ.
(فرانس برس)